التقى وزراء خارجية الدول العربية أمس بمقر الجامعة العربية في اجتماع طارئ دعت إليه العربية السعودية، لبحث وسائل مواجهة «التهديدات الإيرانية للأمن الإقليمي ودور المليشيات في الدول العربية»؛ في إشارة إلى حزب الله في لبنان وجماعة الحوثيين في اليمن. وأكدت مصادر دبلوماسية عربية بالعاصمة المصرية، أن السلطات السعودية سعت منذ البداية من أجل إقناع الدول العربية على المصادقة على لائحة تنديد ضد إيران والمليشيات التابعة لها في الوطن العربي، وتبنّي خطة عملية لمواجهة ما تسميه بالتهديدات الإيرانية على الأمن القومي العربي. ودعت الرياض إلى عقد هذا الاجتماع على خلفية تصعيد اللهجة القائم بينها وبين طهران بتهمة الصراع الشيعي السني، والذي احتدمت درجته منذ الرابع نوفمبر الجاري، عندما تعرضت العاصمة السعودية لقصف صاروخي باليستي انطلاقا من مناطق تواجد المقاتلين الحوثيين في اليمن؛ حيث وجهت أصابع الاتهام إلى إيران بقناعة أنها الدولة الوحيدة التي تمتلك تلك الصواريخ، وهو التاريخ الذي عرف أيضا إعلان الوزير الأول اللبناني سعد الحريري، عن استقالته انطلاقا من العاصمة السعودية. وقال إنه اتخذ قراره بسبب تنامي دور حزب الله وإيران في المشهد السياسي اللبناني، إلى الحد الذي أصبح يخشى فيه على حياته وأفراد عائلته قبل تخريب أنبوب بحريني لنقل النفط في العاشر من هذا الشهر اتُّهمت إيران أيضا بتنفيذه. ولم يتردد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في تصريح أدلى به حول تمكن الدفاعات الجوية السعودية من تدميره قبل بلوغه مطار العاصمة الرياض، لم يتردد في اتهام إيران بالوقوف وراء «الاعتداء» الذي ستدفع ثمنا باهظا على ذلك، ضمن اتهام سارعت إيران إلى نفي كل علاقة لها به. وأكدت مصادر دبلوماسية أن الإمارات العربية ومملكة البحرين كانت من أول البلدان العربية التي أيدت المسعى السعودي، بينما تأكد غياب وزير الخارجية اللبناني جبريل باسل، عن هذا الاجتماع الطارئ، واكتفت بتكليف أنطوان عزام ممثلها الدائم في الجامعة العربية بحضوره.