فرضت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش حصارا عسكريا مطبقا على خليفته باراك أوباما مانعة عليه تمكينه من كل المعلومات العسكرية والاستخباراتية السرية ورافضة إطلاعه عليها قبل استلامه لمهامه في العشرين من شهر جانفي القادم. وأكد مصدر إعلامي أمريكي أن أحد كبار مساعدي وزير الدفاع روبرت غيتس بعث بمذكرة سرية إلى كبار مسؤولي البنتاغون طالبهم فيها بعدم تقديم معلومات سرية فورية إلى الإدارة الأمريكية الانتقالية للرئيس باراك أوباما. وأكدت شبكة الأخبار الأمريكية "سي أن أن" ذات الإطلاع الواسع "أن كبار المسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية تلقوا مذكرة تنص على عدم تقديم أية مدرجة في خانة "سري" سواء كانت ذات علاقة بالعمليات العسكرية الحالية أو تلك الخاصة بمشروع ميزانية البنتاغون في المستقبل وكذا برامج المخابرات وعدد من المسائل المحددة المتعلقة بالأمن الداخلي. وأبدى وزير الدفاع الأمريكي هذا الموقف التحفظي رغم أن اسمه طرح ضمن قائمة أسماء أخرى للبقاء في منصبه بسبب حساسية الموقف الأمريكي بخصوص العديد من الأزمات التي تورطت فيها الإدارة الأمريكية الحالية وفي مقدمتها الأوضاع المتردية في أفغانستان والوضع في العراق بالإضافة إلى تفاعلات القبضة مع إيران بخصوص برنامجها النووي. وكان وزير الدفاع الأمريكي أعلن مباشرة بعد فوز الرئيس أوباما بمنصب الرئاسة في البيت الأبيض أنه يرغب في تحقيق انتقال سلس للأمور في وزارة الدفاع للإدارة الجديدة لأوباما. وأبدى غيتس استعدادا لإطلاع الرئيس الجديد بكل خبايا الملفات الراهن العسكري الأمريكي الحالية. ويبدو أن ذلك لم يكن سوى تصريحات للاستهلاك الإعلامي أملتها ظروف الحملة والحرارة التي خلفها انتصار الرئيس الجديد وهو ما يدفع إلى التأكيد أن كشف البنتاغون عن عدد من الأسرار المهمة لإدارة الرئيس باراك أوباما لم يحن بعد وعليه أن ينتظر شهرين إضافيين للإطلاع على كل الملفات الساخنة.