دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أمس، إلى تصعيد الهبّة الشعبية التي تشهدها الأراضي المحتلة لإبطال قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة للكيان الإسرائيلي، من خلال انتفاضة شعبية بقيادة وطنية موحدة واعتمادها كعنوان رئيس للمقاومة بكل أشكالها خلال هذه الفترة. وجاءت دعوة الجبهة الشعبية على لسان ممثلها بالجزائر صلاح محمد، بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيسها، والتي عرفت حضور ممثل عن السفير الفلسطيني وممثلين عن مختلف الأحزاب الجزائرية. ووصف محمد صلاح قرار الجمعية العامة الأممية ضد قرار الرئيس ترامب والذي حظي بتأييد 128 دولة، بمثابة انتصار سياسي لصمود الشعب الفلسطيني بما يستدعي اعتماده كأرضية للتحرك على مستوى الهيئات الدولية، خاصة ما تعلق بطلب العضوية الكاملة لفلسطين في الأممالمتحدة. وطالب صلاح محمد من أجل إفشال القرار الأمريكي، بحتمية توقيف موجة التطبيع المتسارعة، التي قال إن أطرافا بهيئات عربية رسمية تقوم بها، في نفس الوقت الذي سُجل التقدير للجزائر على مواقف الدعم والإسناد السياسي والمادي الذي ما فتئت تقدمه للشعب الفلسطيني في مسيرته التحررية. ولأن القدس الشريف شكّل ومازال يشكل القضية الجوهرية للنضال الفلسطيني، فقد طالب ممثل الجبهة الشعبية بتفعيل الدور القيادي للمؤسسة الوطنية الفلسطينية واللجنة التنفيذية والمجلس الوطني؛ لكي تتحمل مسؤولياتها في اتخاذ القرارات الوطنية بدلا من التفرد أو اعتماد تركيبة محددة لا تكون مهيأة لاتخاذ القرار الوطني. وطالب صلاح محمد في سياق هذا المطلب، بعقد اجتماع عاجل للمجلس المركزي الفلسطيني بالخارج؛ حتى يتسنى لجميع القوى الوطنية والإسلامية حضوره واتخاذ قرارات مشتركة ومتفق عليها، في نفس الوقت الذي دعا إلى توقيف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وإلى عدم العودة إلى المفاوضات التي تستند إلى اتفاقيات أوسلو والسير بخطوات ثابتة باتجاه إقامة وحدة وطنية حقيقية وصلبة. وعاد ممثل الجبهة الشعبية ليؤكد أن قرار ترامب هو قرار الإدارة الأمريكية، الذي كانت قد أقرته الهيئات التشريعية الأمريكية منذ عام 1995 ووافق عليه كل الرؤساء الأمريكيين السابقين، لكنهم أجلوا تنفيذه تبعا للصلاحيات الخاصة بهم، إلا أنه أكد أن ذلك لا ينفي دور الرئيس ترامب في الإخراج الاستفزازي لهذا القرار، والذي شكّل، حسبه، جزءا أو معلما من ثوابت الإدارة الأمريكية تجاه التنكر الواضح والتاريخي لحقوق الشعب الفلسطيني في حدها الأدنى. واعتبر أن الرئيس الأمريكي ما كان ليجرؤ على إصدار مثل هذا القرار لو لم تتوفر الظروف التي حفزته على ذلك، وفي مقدمتها انخراط جزء من المؤسسة العربية الرسمية في تنفيذ المخطط الأمريكي الصهيوني، الرامي إلى تدمير الدولة الوطنية العربية والواقع الهش للوضع الفلسطيني جراء الانقسام المستمر منذ 11 عاما، إضافة إلى الوضع الداخلي المضطرب لرئيس الإدارة الأمريكية. ومن جهته، دعا محمد الهمامي، ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في كلمه ألقاها باسم مختلف الفصائل الفلسطينية، كل الفصائل على الأرض للزج بأنصارها وإطاراتها في الانتفاضة تحت عنوان موحد باسم «انتفاضة القدس والحرية والاستقلال». كما أكد على أهمية المراهنة على المجتمع الدولي والأممالمتحدة، خاصة بعد قرار الجمعية الأممية ضد إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، والذي يفتح الباب، بحسبه، للمطالبة بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين في هذه الهيئة الدولية. ❊ص.محمديوة