أمتعت فرقة "الصداقة الجزائرية المجرية" على مدار ساعتين، الجمهور العريض الذي توافد على قاعة الحفلات لدار الثقافة بعين تموشنت، بمختلف اللوحات الفنية من خلال عرض فني متكامل ، مع إدخال بعض اللهجات العربية عليه. الجولة الفنية للفرقة المجرية، حطت بعين تموشنت في أول محطة لها تحت إشراف وزارة الثقافة، وهذا في إطار التعاون والتبادل الثقافي مع جمعية "الصداقة الجزائرية المجرية" التي تواصل جولتها إلى مدينة الزيبان بسكرة ثم المدية وتختتم بأوبرا الجزائر العاصمة يوم الأربعاء القادم، حسب ما جاء على لسان السيد محمد رياض غربي مسير فني بالديوان الوطني للثقافة والإعلام. من جهته، قال منسق الفرقة السيد سليمان المقيم منذ أكثر من 40 سنة في المجر، أنّ اختيار الجزائر بعمقها الإنساني في البحر المتوسط الجنوبي، يمثل المغرب العربي كله، إضافة إلى تمثيله للعمق العربي الأوروبي في إفريقيا، فالجزائر هي نقطة الوسط كونها أمة عظيمة و عريقة، كما أنها تشكل بوابة لإفريقيا، وأضاف أن هذه الزيارة تعتبر الأولى من نوعها من دولة تقع في وسط وشرق أوربا إلى الجزائر وهذا بعد مرور ربع قرن، معتبرا أن العلاقات الجزائرية المجرية، وطيدة، كما يُعرف أن أول بث إذاعي جبهة التحرير كان من المجر. وأشار المتحدث إلى قيام وفد جزائري ثقافي ورياضي بزيارة إلى المجر في 20أوت، المصادف لعيد استقلال المجر، حيث قدم عروضا فنية وثقافية، مضيفا أن وفدا مجريا يقوم اليوم بزيارة الجزائر، والفضل يعود إلى وزارة الثقافة التي استقبلت الوفد الهنغاري المتكون من 30 فنانا موزعين على فوجين، واحد منهما يقوم بزيارة لأربع مدن جزائرية. وأكد سليمان، وجود تاريخ مشترك للمجر و الجزائر، حيثما كانتا دولة واحدة في الزمن العثماني بحيث كانت المجر تقع في شرق حدود الدولة العثمانية، في حين كانت الجزائر تقع في حدودها الغربية، و حتى في زمن الدولة الرومانية فكان المجريين والجزائريين تحت إمرة لومبير رومان، وهو ما يدل على عراقة التاريخ الذي يجمع الشعبين، حتى أن هناك نقاط تشابه كثيرة في كفاح الجزائريين بدءا من الأمير عبد القادر والهنغاريين الذين قاموا بحرب من أجل إثبات وجودهم وسط أوروبا بقيادة لايوش وكوشوطلايوش. وأضاف المتحدث انه قبل انهيار الاتحاد السوفياتي والكتلة الشرقية، اشتغل بالجزائر أكثر من 10 آلاف مهندس و أستاذ و طبيب و غيرهم من المجرين، للرفع من مستوى العلاقات و هو ما يثبت وجود تشابك مصالح الشعبين الصديقين المجري و الجزائري، لتعرف الدولتان نفس التغيرات من حيث التعدد الحزبي ، كما أصبح المجر عضو فعال في الاتحاد الأوروبي منذ أكثر من 10 سنوات، في حين أصبحت الجزائر بوابة القارة الإفريقية . محمد عبيد