أوضح وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أنّ العالم دخل في صراع حضارات، والجزائر اليوم ليست مهيأة بعد لمواكبتها أو مواجهة مخاطرها، مشيرا إلى أن البرامج التي باتت تلعب بعقول أطفالنا خلقت المصطلح الجديد المعروف ب "المخدرات الإلكترونية"، التي أتى بها مصطلح العولمة، وهي تبرمج عصبية المتعامل الذي قد يكون شابا أو طفلا يروح ضحيتها بسبب سذاجته. على هامش إشرافه على افتتاح اليوم الدراسي حول "مخاطر الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي"، قال الوزير إنّ نزول وزارة الشؤون الدينية إلى الساحة لمناقشة هذا الموضوع لم يكن بدون معنى، وإنما يكمن هنا دور الأئمة والمساجد في إرشاد وتوجيه المجتمع، وعلى هذا ارتأت الوزارة التدخل نظرا للأخطار الكبيرة التي باتت اليوم تحدّق بأطفالنا والتي وصلت إلى حد "الموت". وخصّ الوزير الحديث عن لعبة "الحوت الأزرق"، التي راح مؤخرا طفل آخر من ولاية قسنطينة ضحيتها، حيث أوضح أن ذلك النوع من الألعاب "القاتلة" التي تدخل بيوتنا على شكل تطبيقات ويتم تحميلها على هواتف أطفالنا، هي حروب نفسية حقيقية، حيث أشار إلى لعبة "الحوت الأزرق" قائلا: "لقد تطورت استراتيجيات مصممي الألعاب الإلكترونية والتطبيقات إلى درجة باتت تعتمد على علم النفس، يستعمل فيها كل أساليب التحكم في العقل، كالتهديد أو الموسيقى الغريبة والتحديات وغير ذلك، وكان هذا التصميم من شاب روسي خبير في علم النفس وليس مصمم ألعاب إلكترونية، ودافع ما قام به هو قوّته في المجال التي استغلها بالشكل السلبي. وبالنسبة لخبراء هو نفسه يعاني من اضطرابات نفسية، جعلته يتبنى تفكير قتل كل طفل ضعيف، إذ صرح في المحكمة بأنه لا يحق لأي طفل ضعيف العيش في هذا المجتمع". وأوضح المتحدث أن الحروب النفسية أصبحت تهدد هدوء المجتمع وراحته، وهنا تُلقى بالدرجة الأولى المسؤولية على عاتق الأولياء الذين يُعدّون ولاة أمور هؤلاء الصغار، وعليهم مسؤولية حسن تربيتهم وإعطائهم كل ما يفتقدونه في المجتمع، من عاطفة ووازع ديني وأخلاق وتربية. وأشار في نفس الخصوص إلى أنّ منع الطفل من ولوج الأنترنت ليس بالحل الفعال لبلوغ مبتغى حماية الطفل وإنما الأحسن هو تربية الطفل على حسن التعامل مع التكنولوجيا بالتحاور والتفاهم وغرس روح المسؤولية فيه تجاه نفسه وتجاه مجتمعه، وبذلك يكون الطرف الأساس في حماية الذات. وقال محمد عيسى إن الحروب النفسية التي تشنها بعض الجهات من العالم هي وسيلة للتغلغل إلى مختلف الأمم ومحاولة تفكيكها لبلوغها والقضاء عليها، وما هو إلا تدبير صهيوني ليس له هدف إلا تحطيم عقول الشباب وإفسادها، وعلى هذا يُعد من الضروري التحلي باليقظة لمعرفة ما يحاك ضد مجتمعاتنا للتصدي لها والوقوف أمامها كجدار واق لحماية الوحدة المجتمعية، والقضاء على أي محاولة للإساءة إلى الأمة الجزائرية العربية المسلمة. ❊نور الهدى بوطيبة