جدد وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل أول أمس، موقف الجزائر الثابت والداعم للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، مؤكدا استمرار مساندتها له في نضاله الباسل، وحقه المشروع لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود 1967، طبقا للشرعية الدولية ذات الصلة. وذكّر السيد مساهل في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الوزاري للجنة مبادرة السلام العربية المنعقد بالقاهرة تمهيدا للدورة الاستثنائية لمجلس جامعة الدول العربية حول متابعة الوضعية السائدة في القدس، عقب القرار الأمريكي القاضي بالاعتراف بهذه المدينة كعاصمة لإسرائيل، بالموقف «السريع والحازم» المتخذ على مستوى المجلس الوزاري للجامعة، مؤكدا أن هذا الموقف ساهم في خلق «تضامن ودعم دولي واسع» بخصوص هذه المسألة، وزاده تماسكا قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في دورتها الاستثنائية يوم 21 ديسمبر 2017، الرافض للقرار الأمريكي باعتباره مناقضا للشرعية الدولية. وأوضح مساهل أن قرار الجمعية العامة الأممية، أكد بطلان القرار الأمريكي، مع الإشارة إلى عدم وجود تبعات قانونية، من شأنها تغيير طابع مدينة القدس ومركزها القانوني وتركيبتها البشرية والثقافية، مع الدعوة إلى الامتناع عن نقل البعثات الدبلوماسية إلى مدينة القدس الشريف؛ عملا بقرار مجلس الأمن رقم 478 لعام 1980. واختتم السيد مساهل كلمته بالتأكيد على أن نجاح المسعى الجماعي لنصرة القضية الفلسطينية، مرهون بمواصلة الجهود لتعبئة المجتمع الدولي لاحترام الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني والوضع الدولي لمدينة القدس، وباستمرار صمود الشعب الفلسطيني الشقيق وقدرته على استعادة وحدته وانسجامه، من خلال تجسيد فعلي وسريع للمصالحة الفلسطينية بين الأشقاء الفلسطينيين في صالح قضيتهم العادلة. للإشارة، فقد شارك في الاجتماع الوزاري للجنة مبادرة السلام العربية، وزراء شؤون خارجية الدول 15 الأعضاء في اللجنة، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. وتمحورت النقاشات التي دارت بين الوزراء حول تقييم الوضع السائد في فلسطين على ضوء القرارات التي اتخذها مجلس جامعة الدول العربية، والتجنيد الذي تبع ذلك من أجل القضية الفلسطينية، لاسيما فيما يتعلق بالحفاظ على وضع القدس الشريف. كما تم التطرق للتداعيات المحتملة لقرار الإدارة الأمريكية حول مسار السلام والاستقرار بالمنطقة، حيث جدد الوزراء في هذا الصدد، دعمهم لكفاح الشعب الفلسطيني من أجل إقامة دولته المستقلة على أساس حدود 1967، وعاصمتها القدس، طبقا للشرعية الدولية والقرارات ذات الصلة. يُذكر أن لجنة مبادرة السلام العربية تم إنشاؤها في سنة 2002 بمناسبة القمة العربية التي انعقدت في نفس السنة؛ بهدف تحقيق تقدم في مسار السلام بالمنطقة وحشد الدعم للقضية الفلسطينية. ويأتي انعقاد اجتماع مجلس الجامعة واجتماع لجنة مبادرة السلام العربية، على ضوء ما تقرر في الاجتماع الوزاري العربي المصغر الذي عقد في عمان يوم 6 جانفي 2018، واستنادا إلى قرار مجلس الجامعة العربية في دورته غير العادية التي عقدت في 9 ديسمبر 2017.