يواصل المسرح الجهوي للعلمة جولته الوطنية من خلال مسرحية "نوم الهنا" للمخرج سفيان عطية ونص إسمهان منور، حيث نزلت يومي الأربعاء والخميس الأخيرين على خشبة المسرح الوطني "محيي الدين بشطارزي" بالجزائر العاصمة، إذ يتناول العمل غياب الصحوة والتهرب من مواجهة واقع عربي فظيع. تبدو فكرة المسرحية مدهشة من خلال إسقاط راهن المجتمعات العربية وأنظمتها في موضوع النوم، حيث ساقت كاتبة النص إسمهان منور نصها ضمن فلسفة تقر بأن هذه الشعوب العربية لاتزال بعيدة لتكون واعية بضرورة تحمل مسؤولية واقعها، والأكثر من ذلك العمل لتجاوز الأزمات على أشكالها السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها، فتصور هذه المجتمعات بالخانعة الرافضة للتحرك والمستسلمة للنوم، وهنا النوم دلالة ضمنية على قبول الأوضاع، ولا يهم أن تبقى هذه المجتمعات على ما هي عليه من وهن، لكن هل هذه الفكرة المدهشة تحققت بنجاح على الخشبة؟ «نوم الهنا" عمل مونودرامي، حاول سفيان عطية أن يخرجه على الخشبة بنجاح، لم يوفق بالشكل المنتظر بسبب فشله في تجسيد الفكرة مسرحيا، إذ لم يتمكن من خلق الصراع الذي من شأنه كسب الفرجة والتشويق، بل ضاع العمل في السرد المباشر والخطابية الفجة، ورغم أن النص يحمل جمالية لغوية، إلا الممثل سليم بوذن فشل في مهمة إقناع المتلقي بأداء صادق. كما أن حركاته على الخشبة غير مبررة ولا تحمل أي دلالة تعبيرية. اتكأ العرض على سينوغرافيا كثيفة الأدوات، وتوسط الركح سرير قابل للتفكيك؛ في رمزية لموضوع العرض، وهو النوم إلى جانب لباس النوم الذي ارتداه الممثل، لكنه شكّل إزعاجا في الصورة البصرية، لاسيما حبل الغسيل الذي قسم الخشبة بالعرض. «نوم الهنا" مسرحية مونودرامية من تأليف أسمهان منور، وسينوغرافيا مراد بوشهير وكوريغرافيا سهيل شبلي وموسيقى رضا لواعر، وقام بتصميم الفيديو أمين بيزاد، وتقني الإنارة سمير زغار، وأداء سليم بوذن وإخراج سفيان عطية. جدير بالذكر أن هذا النص المسرحي تحصّل على المرتبة الأولى لجائزة هيفاء السنعوسي 2015، ليتم إنتاجه في المسرح الجهوي العلمة بعد تعليمة من وزير الثقافة عز الدين ميهوبي العام الماضي، والأمر نفسه بالنسبة للنصوص المسرحية التي فازت على الصعيد العربي. ❊دليلة مالك