أكد رئيس نقابة الوكالات السياحية لناحية الغرب بوهران، السيد توفيق ميدون، في تصريح ل«المساء"، أن 90 بالمائة، من الوكالات السياحية بالجزائر، المقدر عددها ب2200 وكالة، أصبح يقتصر نشاطها على تنظيم رحلات العمرة والحج، يتم اختيارها من قبل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لتنظيم موسم الحج وفق معايير اعتبرها دون المستوى، مما أفقدها هويتها ومهمتها في الترويج للسياحة. مطالبا بعودتها إلى وصاية وزارة السياحة والصناعات التقليدية. أشار رئيس نقابة الوكالات السياحية لناحية الغرب، إلى العديد من المعوقات التي تحول دون النهوض بقطاع السياحة ببلادنا، منها ثبات أسعار الإيواء بالفنادق في بلادنا على طول شهور السنة، بحيث لا تخضع للتخفيضات كما هو معمول به في دول العالم، إلى جانب عدم لعب القنصليات الجزائرية المتواجدة بالخارج دورها الإيجابي للتعريف بالمقومات والأماكن السياحية التي تزخر بها الجزائر، داعيا في نفس الوقت، إلى ضرورة مراجعة مدة منح التأشيرات للأجانب الذين يرغبون في الدخول إلى الجزائر للسياحة. كما أكد أن هناك العديد من المبادرات التي قامت بها بعض الوكالات السياحية بغرض تشجيع وجهة الجزائر السياحية، لاتزال مجمدة ولم تجد أذانا صاغية من قبل المسؤولين على القطاع، مستشهدا بالمبادرة التي قام بها قبل سنوات، كونه صاحب وكالة سياحية، من خلال الاستعانة بفريق من السياح الإيطاليين الذين قاموا بإنجاز فيلم مدته 42 دقيقة، عن المواقع السياحية التي انبهروا بها خلال زيارتهم للعديد منها بكل من بوسعادة، تاغيت، قسنطينةووهران، بغرض توزيعه على مختلف شركات الطيران العربية والعالمية للتعريف بالوجهة الجزائرية، غير أن الفكرة قوبلت بالرفض، حسب تأكيدات السيد ميدون، عندما قام بعرضها على المعنيين على مستوى وزارة السياحة آنذاك. اعتبر السيد ميدون أن النهوض بقطاع السياحة في الجزائر يتطلب إستراتيجية متكاملة، وفق عمل تشاركي يبدأ من المستوى المحلي من خلال العمل على إعطاء جاذبية للمدن والمناطق السياحية، تقوم على أساس محلي، من خلال تضافر جهود منتخبيها المحليين لبناء صورة للمدينة كوجهة سياحية، ويصنعون صورة عنها لدى مخيال المستهلك أو السائح الذي يبحث إما عن صورة تاريخية أو ثقافية أو غيرها، تسوق عبر العالم من خلال الإعلام ووسائل التواصل المعاصرة، لتتحول إلى محرك لجذب المستهلك أو السائح إلى هذه المدينة، وتوفير المنتوجات السياحية التي يستهلكها الزائر، قد تكون ثقافة أو صناعات تقليدية، مزار أو هواية وغيرها التي تتيح للسائح أن يعيش تجارب هذه المنطقة وخصوصياتها، ويحس بأنه اكتشف شيئا جميلا، "لذلك علينا اليوم في الجزائر"، كما قال: "أن نبني صورة للسائح عن المدينة، تطابق تلك الصورة التي جاء بها في مخياله ليصبح أحسن سفير للبلدة أو الولاية التي سيزورها، ومضاعفة مثل هذه الصورة التي تجعل من المدينة مستقبلا قبلة سياحية عالمية". وهو ما يرى أن الوقت مناسبا لتحضيره بمدينة وهران لما يؤهلها لتبوء هذه المكانة، وهي تقترب من احتضان الموعد الرياضي الهام المتمثل في ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 2021، حيث ستصبح محط أنظار العالم، وهي فرصة من ذهب، يضيف السيد ميدون، يجب على الجميع استغلالها لربح الرهان. ❊خ.نافع