أكدت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي أمس، أن ترقية وتطوير القطاع يبقى من أولويات الدولة، للمضي قدما نحو الحفاظ على البيئة وترقية الطاقات النظيفة والبديلة، وجعل هذا المجال عاملا واعدا للتنمية الاقتصادية والاستثمار خارج المحروقات بالنظر للمقومات الكبيرة والمتنوعة التي تتوفر عليها الجزائر، لاسيما الطبيعية منها، مؤكدة في سياق متصل عزم الجزائر على تحقيق أهداف المخطط الوطني للطاقات المتجددة بإنتاج 22 ألف ميغاواط من الكهرباء في آفاق 2030. وأوضحت السيدة زرواطي خلال إشرافها بجناح «الأهقار» لقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة، على افتتاح الصالون الدولي الأول للبيئة والطاقات المتجددة (سييرا)، بحضور أعضاء من الحكومة ووالي العاصمة عبد القدر زوخ وسفير ألمانيابالجزائر، أن هذه التظاهرة الدولية الفريدة من نوعها التي يشارك فيها 100 عارض وطني وأجنبي من القطاعين العام والخاص، إلى جانب ألمانيا باعتبارها ضيف شرف هذا الحدث، «تعكس بكل قوّة الرغبة الجادة للسلطات العليا في البلاد على جعل قطاع البيئة والطاقات المتجددة أولى الأولويات في إعادة بعث التنمية وترقية الاقتصاد الوطني عبر الاقتصاد الأخضر والنظيف. كما تبرز التظاهرة التي تدوم 3 أيام حسب الوزيرة التزام الجزائر بتجسيد البرنامج الوطني للطاقات المتجددة 2030، والإستراتيجية الوطنية للتسيير المدمج للنفايات 2035. وأشارت في هذا الإطار إلى أن الصالون الذي ينظم تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، يشجع على تبادل الخبرات بين مختلف الفاعلين والمهنيين الوطنيين والأجانب بغية إبرام شراكات جادة في ميادين البيئة والطاقات المتجددة، مذكرة بأن الجزائر تواجه اليوم أكبر تحدٍ يخص التحول الطاقوي، ما يستدعي العمل على مختلف المستويات لمواجهة رهانات التغيرات المناخية والمساهمة في خفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. كما أشارت الوزيرة إلى أن خبراء ومختصين وطنيين وأجانب سيقومون بمناسبة إقامة هذا الصالون بتنشيط ندوات رفيعة المستوى حول إشكاليات متعلقة بالطاقات المتجددة وتسيير النفايات المنزلية، من أجل الخروج بتوصيات هامة وأجوبة مقنعة ذات صلة بالموضوع، معتبرة نجاح التظاهرة مرهون بمدى مساهمة وسائل الإعلام (الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية) في إنجاز تغطية ترقى لمستوى هذا الحدث، بغية إعلام المواطنين بالمسائل البيئية الواقعة في قلب رهانات كوكب الأرض والمساهمة في إرساء ثقافة بيئية ذات بعد دلالي. وفيما يتعلّق بالاستراتيجية الوطنية للتسيير المدمج للنفايات، شجعت ممثلة الحكومة العارضين الناشطين في مجال البيئة للتركيز على نشاط رسكلة وإعادة تدوير النفايات الصلبة، بما يضمن توفير مناصب الشغل والتقليل من حدة البطالة وتعميم الاستثمار، في ما يعرف بالاقتصاد الأخضر والنوادي الخضراء. وذكرت بالمناسبة، بأن الجزائر تنتج ما معدله 13 مليون طن من النفايات المختلفة في السنة، منها 6,1 مليون طن كنفايات قابلة لإعادة الرسكلة والتحويل، مشيرة إلى تواجد 2900 مؤسسة مستثمرة في هذا المجال تحوز على سجل تجاري أو رخص الاستغلال في مثل هذا النشاط. من جهته، ثمن سفير ألمانيا الفيدرالية بالجزائر ميكاييل زينر، تنظيم هذا الصالون الدولي، وإدراج ألمانيا كضيف شرف لطبعته الأولى، مؤكدا أن الشراكة مع الجزائر في قطاع البيئة والطاقات المتجددة، قائمة على التعاون الثنائي من خلال تعزيز تبادل الخبرات الفنية والمهارات الكفيلة بترقية الاستثمار في مثل هذه المجالات الإستراتيجية. كما ذكر المتحدث، بأن ألمانيا أضحت تولي اهتمامها بالغا لهذا القطاع منذ سنة 2002، لاقتناعها بأن الاستثمار في الطاقات المتجددة، يعد أكثر من ضرورة، بالنظر لما يوفره من مكاسب إيجابية على مداخيل الدولة، إلى جانب التقليل من استهلاك الطاقة، مجددا استعداد بلاده عبر شبكة المؤسسات والشركات الاقتصادية لإقامة تعاون نوعي «يكون في مستوى المؤهلات الطبيعية التي تزخر بها الجزائر». للإشارة، يتضمن برنامج النشاطات المرافقة للصالون تنظيم ورشات تقنية تحليلية ينشطها خبراء من داخل وخارج الوطن حول التجربة الألمانية في ترقية البيئة وتثمين قطاع الطاقات المتجددة، فيما ينتظر أن يتوج الحدث في يومه الأخير بتوصيات تصب في مجملها ضمن المخطط الوطني للطاقات المتجددة 2030، والإستراتيجية الوطنية للتسيير المدمج للنفايات 2035.