تنظم فرقة البحث "مكافحة الأشكال الجديدة للهجرة غير الشرعية" التابعة لمخبر دراسات وتحليل السياسات العامة في الجزائر بجامعة الجزائر 3، يوما دراسيا حول "ظاهرة هجرة الشباب الجزائريين نحو أوروبا، الواقع والتداعيات" يوم 18 أفريل الجاري، حيث سيتم التطرق للهجرة غير الشرعية كظاهرة أصبحت مصدر قلق الحكومات المستقبلة والمصدّرة في آن واحد؛ باعتبارها تشكل أحد التهديدات التي تتزايد مخاطرها بشكل كبير على السلم والأمن الدوليين في ظل تذبذب الرؤى الدولية حولها وصمت المجتمع الدولي. ينطلق منظمو اليوم الدراسي من فكرة لا يمر يوم واحد في الجزائر بدون أن توقف فرق حراس السواحل محاولات للهجرة غير الشرعية، أو "الحرقة" في اللهجة الشعبية الجزائرية خصوصاً عبر سواحل عنابة، الطارف، مستغانم ووهران. وفي هذا الإطار يحذّر المختصون في علم الاجتماع وعلم السياسة، من التنامي الخطير لهذه الظاهرة في أوساط الشباب الجزائريين نظراً لتفاعل مجموعة من الأسباب القطاعية. ومن ناحية أخرى، يرى الخبراء، حسب ديباجة التظاهرة، أن الهجرة السرية ليست بريئة، وإنما تديرها شبكات إجرامية منظمة وربحية تنشط في الفضاء الافتراضي والواقعي، إذ تشير الأرقام إلى أن سعر تذكرة الهجرة غير الشرعية يقدّر ما بين ألف و10 آلاف دولار أمريكي؛ أي من 18 مليون سنتيم إلى نحو 180 مليون سنتيم، وتختلف الأرقام حسب الدولة المصدّرة للمهاجرين. وأضافوا أن الهجرة غير الشرعية كواقع، أصبحت تحديا كبيرا يؤرق الحكومة الجزائرية، التي اتخذت العديد من الإجراءات الرقابية للحد من هذه الظاهرة، التي أصبحت تشمل الصغير والكبير على سواحل تتجاوز مسافة 1200 كلم. ومن ناحية أخرى فإن الجزائر تتعرض لضغوطات يمارسها الاتحاد الأوروبي عليها نتيجة الارتفاع المحسوس لهذه الظاهرة، خاصة بعد القرار الذي صدر من قبل دول الاتحاد الأوروبي في المجلس الأوروبي الذي انعقد يومي 22 و23 جوان 2017 ببروكسل، الذي ينص على الحد من منح تأشيرات دخول رعايا دول أجنبية ترفض استعادة مواطنيها من اللاجئين غير الشرعيين المتسللين إلى أوروبا. من هذا المنطلق، فإن هذا اليوم الدراسي يحاول البحث في حيثيات هذا الموضوع انطلاقاً من إشكالية "ما هي دوافع التنامي الخطير لظاهرة الهجرة غير الشرعية للشباب الجزائريين نحو أوروبا، خاصة في السنوات الأخيرة؟"، قصد تسليط الضوء على أبرز مسببات الهجرة غير الشرعية للشباب الجزائريين نحو أوروبا، فضلا عن تحديد أبرز تداعيات هجرة الشباب نحو أوروبا على الجزائر في مختلف المجالات، واستعراض مختلف الآليات والجهود المبذولة من طرف الجزائر للتقليل والحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية للشباب نحو أوروبا. قُسّم اليوم الدراسي إلى أربعة محاور: "مسببات الهجرة غير الشرعية للشباب الجزائريين نحو أوروبا"، "تداعيات ظاهرة هجرة الشباب نحو أوروبا (المستوى الأمني، السياسي، الاجتماعي والثقافي...) و«المقاربة الجزائرية لمعالجة ظاهرة هجرة الشباب الجزائريين نحو أوروبا (محاربة مافيا تجارة المهاجرين، تعزيز دور المدرسة والمساجد والأسرة، تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني...)، ناهيك عن "تقييم السياسات الوطنية الجزائرية المتخذة حول ظاهرة هجرة الشباب نحو أوروبا (تقديم مقترحات وحلول، رؤية مستقبلية...)".