أكدت وزيرة البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية والرقمنة هدى إيمان فرعون أن «بريد الجزائر» ساعد الخزينة العمومية بإعارتها مبلغا ماليا قدره 800 مليار دينار من الأموال الراكدة في حساباته خلال سنة 2017، مشيرة إلى أن هذه الأموال استفادت منها الخزينة للتصدي للأزمة المالية والنقدية ووجهت لتمويل بعض الاستثمارات العمومية. وأشارت الوزيرة في ردها على تدخلات أعضاء مجلس الأمة خلال مناقشة مشروع القانون المحدد للقواعد العامة المتعلقة بالبريد والاتصالات السلكية واللاسلكية أمس أن مؤسسة «بريد الجزائر» باتت تساهم في تمويل الاستثمارات العمومية عن طريق توجيه مبالغ مالية معتبرة من الحسابات الراكدة، إلى الخزينة العمومية التي تستفيد منها لمواجهة الأزمة المالية والنقدية التي تعيشها البلاد. وأضافت في حديثها عن الدور الاقتصادي لبريد الجزائر، أن هذه المؤسسة تمكنت من جمع ما قيمته 476 مليار دينار عن طريق صناديق التوفير التي تساعد بنك التوفير والاحتياط، في إطار تقريب الشبابيك من المواطن، مشيرة إلى أن كل هذه المكاتب البريدية ستجهز قبل نهاية جوان المقبل بشبكة الألياف البصرية في إطار عصرنة خدماتها وتحسين التكفل بانشغالات الزبائن. وذكرت السيدة فرعون بأن مؤسسة «بريد الجزائر» تحصي حاليا 23 مليون حساب بريدي جاري، بعدما كان عددها لا يتجاوز 5 ملايين في سنة 1999، في الوقت الذي عرفت فيه العمليات المالية المسجلة عبر كافة مكاتب البريد ارتفاعا، بلغ 530 مليون عملية مالية خلال سنة 2017 مقابل 25 مليون عملية في 1999، مشيرة إلى أن المؤسسة، ورغم كونها لم تدخل مجال الاقتصاد إلا في سنة 2011، إلا أنها تمكنت من تحقيق نتائج مقبولة في مجال البريد السريع، تجاوزت نسبة 70 بالمائة في الترتيب الدولي خلال سنة واحدة فقط. ووجهت الوزيرة دعوة للمستثمرين الخواص في مجال التكنولوجيات الحديثة والاتصالات إلى الاستثمار في الكيلومتر الأخير للأنترنت، الذي يعد من بين أهم الاستثمارات التي يحتاجها الاقتصاد الوطني في الظرف الحالي، لما لهذه الخدمة حسبها من انعكاسات مباشرة على تطوير الاقتصاد الرقمي، مؤكدة أن سلطة الضبط تقدم تسهيلات للمستثمرين في هذا المجال، لاسيما مع تقليص آجال دراسة الملفات التي كانت تستغرق وقتا طويلا في السابق. وتوقفت السيدة فرعون مطولا عند أهمية تأمين عملية توزيع الطرود والرسائل البريدية، مذكرة باتخاذ إجراءات لحماية هذه العمليات وتأمينها. أما فيما يتعلق بخدمة الهاتف النقال والأنترنت، فأكدت الوزيرة أن كل ولايات الوطن مغطاة اليوم بهذه الخدمة رغم وجود مناطق الظل، مشيرة إلى تسجيل أزيد من 34 مليون و639 ألف خط نقال. كما أبرزت التطور الحاصل في خدمة الأنترنت التي سجلت زيادة في السنوات الأخيرة بربط أكثر من 3 ملايين و166 ألف مشترك، ما يمثل نسبة 44 بالمائة من العائلات الجزائرية. وذكرت الوزيرة ببعض الانجازات التي قام بها «بريد الجزائر» تحضيرا للتجارة والتعاملات الإلكترونية، ومنها قيامه بتوزيع 7 ملايين و492 ألف بطاقة إلكترونية، ليصل مجموع هذه البطاقات الموزعة إلى 5 ملايين بطاقة تستعمل في الدفع الإلكتروني. كما ذكرت المتحدثة بمشروع تدعيم أكثر من 1396 موزع آلي يعمل حاليا، بألف موزع آلي جديد خلال السنة الجارية، مشيرة إلى أن هذه الموزعات الآلية تسجل سنويا 33 مليون عملية مالية وسمحت بتوزيع 886 مليار دينار خلال سنة 2017. ولفتت الوزير ة في نفس السياق إلى أن عدد مكاتب البريد عرف زيادة ملحوظة في السنوات الأخيرة، بعد إنجاز 538 مكتب جديد وإعادة تهيئة 100 مكتب بريد، لتصل شبكة البريد إلى 3800 مكتب حاليا، ما يمثل نسبة 32,9 بالمائة من الشبكة الإفريقية التي تضم تقريبا 11500 مكتب بريد فقط. وذكرت في هذا الصدد بأن القطاع سيعيد فتح أكثر من 100 مكتب بريد بعدة مناطق نائية تم غلقها خلال العشرية السوداء لأسباب أمنية.