أعطت الجمعية العامة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم التي عُقدت يوم الإثنين الماضي للرئيس خير الدين زطشي ومكتبه، فرصة جديدة لتجسيد مشروعه على أرض الواقع خلال السنة الثانية من عهدته في موسم 2018 2019. قبل عقد جمعيته العامة الثانية في سنة 2019 والتي ستكون من المؤكد عقب نهائيات كأس أمم إفريقيا، سيحاول الرئيس زطشي ومساعدوه الذهاب بعيدا في هذه المنافسة وتحقيق أحسن النتائج فيها، لإسكات كل المنتقدين مادام الهم الوحيد للكثيرين هو ما يحققه الفريق الوطني والذين يقارنونه بتأهل الخضر إلى المونديال مرتين في عهدة الرئيس السابق محمد روراوة، ليكون أمام زطشي منذ أن جُددت الثقة فيه من قبل الجمعية العامة، تحدي الفوز بكأس أمم إفريقيا، وهو الرهان الذي لم يتمكن روراوة من كسبه رغم ترؤسه الفاف لمدة 16 سنة كاملة. المصادقة على التقريرين المالي والأدبي للرئيس زطشي بالأغلبية؛ أي برفع أيدي 90 عضوا من بين 92 الحاضرين في الجمعية العامة الماضية من بين 112 عضوا، دليل على أن هؤلاء الأعضاء رغم أن البعض كان يترقب حصول مفاجآت في الجمعية العامة، التزموا التعقل والواقعية، فالأصوات التي كانت تنادي عبر «استديوهات» بعض التلفزيونات بسحب الثقة من زطشي ومكتبه، لأنه، حسبهم، فشل في مهمته خلال السنة الأولى من عهدته، سكتت ولم تظهر خلال الجمعية العامة، التي طلب فيها خمسة أعضاء فقط الكلمة، وكان لهم ما أرادوا وتكلموا بكل شفافية وديمقراطية بدون أي عوائق، في حين التزم الكثير من المعارضين الصمت، ولم تكن لهم الشجاعة الكافية لمواجهة رئيس الفاف، كما جرت عليه العادة في كل مرة حتى في عهد الرئيس روراوة، حيث كان نفس الأشخاص ينتقدون، إلا أنهم كانوا يسكتون في الجمعية العامة ويصوّتون بنعم. وبرفع أغلب الأيدي فأشغال الجمعية العامة الماضية هي صورة طبق الأصل للجمعيات التي عرفتها الفاف منذ عدة سنوات، والتغيير الوحيد شمل فقط مسؤولي الاتحادية. انتصر بالضربة القاضية وعليه الحذر رئيس الفاف الحالي خير الدين زطشي أكد أن نجاح جمعيته العامة هو انتصار على أعداء كرة القدم الجزائرية وأعداء الجزائر، وهدّد باللجوء إلى العدالة في حال تعدى المنتقدون الحدود، وهو ما يدعوه إلى توخي الحذر مما يدور من حوله، مثلما أكد عليه رئيس جمعية الشلف عبد الكريم مدوار، الذي قال في تصريح تلفزيوني: «بعد أن أعطت الجمعية العامة البطاقة البيضاء لرئيس الفاف خير الدين زطشي، ما على الأخير سوى أن يكون أكثر حذرا مما كان عليه في الماضي، وأن يتوجس أكثر من الذين يحيطون به، على أن يكون أكثر صرامة مع كل من يريد أن يدفع به إلى الخطأ»، فقد اكتشف زطشي خلال عام من توليه رئاسة «الفاف»، الصديق والعدو، وعليه أن يقطع دابر كل من يريد الضرر بالاتحادية وكرة القدم الجزائرية. وقد أثبت زطشي، من خلال انتصاره كما قال في الجمعية العامة الماضية، أنه تعلّم الكثير، وأن هناك «كواليس» يجب اللعب فيها قبل الإقدام على عقد هذه الجمعية، حيث قال بعدها: «لم أكن خائفا أبدا من هذه الجمعية»، وهذا يدل على أنه اتخذ كل الإجراءات اللازمة رغم أنه كان يعلم بقدوم رئيس الفاف السابق محمد روراوة، في محاولة لهز استقراره خلال أشغال هذه الجمعية، إلا أنه تسلح جيدا رغم محاولة استفزازه من قبل الرئيس السابق، الذي تكلم لمدة 21 دقيقة، وأفرغ ما كان في جعبته، ليجيب عليه زطشي بكل دبلوماسية، وفي بعض الأحيان بطريقة تهكمية، خاصة فيما تعلق بقضية الفندق، الذي يصر روراوة على بنائه، لأنه، حسبه، سيدرّ مالا للفاف، إلا أن لرجل الأعمال خير الدين زطشي رأيا آخر، مؤكدا: «لماذا إذن لا نستثمر في الفلاحة التي فيها فائدة كبيرة، من خلال شراء ألف هكتار سيعود علينا بالربح، أو الاستثمار في المناجم مثلا؟»، موضحا أن القانون الأساس للفاف يؤكد أن الاتحادية جمعية، مهمتها تطوير كرة القدم وليس البحث عن الربح المالي، ليطيح زطشي بروراوة خلال هذه الجمعية بالضربة القاضية في انتظار أن يفوز عليه مرة أخرى إن تمكن من تجسيد مشاريع بناء أربعة مراكز تحضير في الجزائر والتتويج بكأس أمم إفريقيا 2019 في الكامرون.