انتهت الوكالة الذاتية البلدية لتشييع الجنائز بولاية وهرن مؤخرا، من نقل أكثر من 1.13 مليون موقع قبور ضمن نظام معلوماتي جغرافي خاص، يمكّن مستعمليه من العثور على موقع أي قبر ضمن المقابر التي تديرها الوكالة، وعلى رأسها مقبرة عين البيضاء التي تعد الأكبر على المستوى الوطني، وتضم أكثر من مليون قبر. حسب السيد عبد المالك علوي، مدير الوكالة البلدية الذاتية لتشييع الجنائز التابعة لبلدية وهران، فإن المشروع أطلق منذ سنوات ودخل حيز العمل على عدة مراحل، إلى غاية الوصول إلى نقل 1.13 مليون قبر ضمن النظام المعلوماتي الخاص، الذي يمكّن كل من يبحث عن موقع قبر على مستوى المقابر التي تديرها الوكالة، من التوصل إلى مكان القبر، خاصة أن مئات المواطنين كانوا لسنوات، يعانون في سبيل العثور على القبور داخل مقابر مدينة وهران، خاصة بمقبرة عين البيضاء التي تضم اليوم أكثر من مليون قبر، حيث يقوم نظام الدفن بمقبرة عين البيضاء على طريقة المربعات، وتقدر مساحة كل مربع دفن ب500 متر مربع، مما يسهل عمليات البحث والتوثيق المعلوماتي. أكد المدير أن المشكل يواجه بالخصوص المواطنين القاطنين خارج الولاية أو الوطن، الذين لا يعلمون شيئا عن موتاهم سوى الإسم فقط، ويمكّن الموقع الإلكتروني بمجرد إدراج الإسم واللقب أو تاريخ الوفاة، الحصول على المعلومات بالكامل وتحديد موقع القبر بدقة، خاصة أن بعض القبور وبفعل العوامل الطبيعية وعدم تدخل المسؤولين السابقين، فقدت كل المؤشرات عن هوية الشخص المدفون بالقبر. أشار المدير إلى أن عملية تحويل ونقل أماكن القبور والترتيب من السجلات القديمة إلى النظام المعلوماتي، أخذت أكثر من 7 سنوات بسبب قدم السجلات وعملية البحث الكبيرة، فضلا عن تنقل المختصين التابعين للوكالة إلى عدة مواقع من أجل تحديد أسماء الأشخاص المدفونين بالقبور، مع فتح اتصالات مع عدة جهات رسمية، بما فيها مواطنون للحصول على المعلومات، «ما مكّننا أخيرا من وضع كامل القبور في مقبرة عين البيضاء البالغ عدد قبورها 1.13 مليون قبر ضمن النظام المعلوماتي»، فيما تبقى العملية، حسب المتحدث، «متواصلة لتمس باقي المقابر التي تشرف عليها الوكالة». عن المقابر الواقعة تحت مسؤولية الوكالة، كشف السيد علوي عن أنه إلى جانب مقبرة عين البيضاء التي تتربع على مساحة 130 هكتارا، وتم تدشينها سنة 1956 من طرف المستعمر الفرنسي، فإن الوكالة تشرف على المقبرة المسيحية المعروفة بتسمية مقبرة «تمزوغة» الواقعة بحي الحمري، تتربع على 5 هكتارات، وتعد من أقدم مقابر المدينة، تعرف مشاكل كبيرة بسبب الإهمال الذي طالها خلال السنوات الماضية. كما تشرف الوكالة على مقبرة «الملح» الواقعة بحي السلام، التي تتربّع على مساحة 5 هكتارات، تعود إلى السنوات الأولى من القرن العشرين، إلى جانب مقبرة سيدي الغريب بمنطقة حي الصنوبر التي تبلغ مساحتها 3 هكتارات، وتضم اليوم مئات القبور، ولم تعد تقام بها مراسم الدفن بسبب انتهاء العقار المخصص للأمر. كما تشرف الوكالة على أقدم مقبرة في منطقة الغرب الجزائري، وهي مقبرة «مول الدومة» التي تتربع على مساحة 27 هكتارا وتقع بحي البلانتير، يعود تاريخها إلى العهد العثماني، وهي المقبرة التي لا زالت الوكالة تلقى مشاكل في إدراج قبورها ضمن النظام المعلومات بسبب عدم توفر معلومات وسجلات حول المدفونين فيها، رغم أن أغلبها تعود لعائلات معروفة في وهران والمنطقة الغربية، لكن الوكالة لا زالت تقوم باتصالات للتوصل إلى إحصاء المدفونين في المقبرة. بخصوص مهام الوكالة البلدية لتشييع الجنائز، أكد المدير أن الدفن لا زال يجرى بالمجان، وبتكفل من الوكالة التي توفر كامل التجهيزات من حفر وإعداد الأرضيات الإسمنتية المخصصة للقبور التي تمنح بالمجان، حيث تخصص الوكالة سنويا قرابة مليار سنتيم لشراء الرمال والإسمنت المخصص لعمليات الدفن، إلى جانب عمليات التنظيف وصيانة المقبرة التي تخصص لها 3 شاحنات، مع تنظيم حملات تحسيسية خاصة. رضوان.ق