في احتفالية نظمتها مساء يوم الأربعاء اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان عشية الذكرى ال60 للاعلان العالمي لحقوق الإنسان التقت »المساء« العديد من الشخصيات الوطنية والمنظمات المعروفة التي أجمعت على أن حقوق الإنسان عندنا بخير، وأنها تشهد تطورا مستمرا، وأن الجزائر تعد رائدة في حماية حقوق الإنسان وترقيتها، رغم حداثة العهد بالتعددية والديمقراطية. وتشير المصادر التي تحدثت إلينا أن ما تحقق من مكاسب وطنية يؤسس لنشر ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع وهي الحقوق التي صارت قناعات وعملا يوميا مستمرا. وفي تصريح ل »المساء« ذكر السيد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية على هامش الاحتفال أن حقوق الإنسان في الجزائر بخير، وأنها لا تنحصر في الحريات الفردية مثلما يتحدث عنها العالم، بل هي ثقافة تكتسب يوما بعد يوم وهي تراكم مستمر لاينتهي، وتشمل الحقوق الاجتماعية والثقافية والحق في الحياة، والعلاج والمعرفة وغيرها، مشيرا إلى أننا كجزائريين لانخجل من ذكر حقوق الإنسان عندنا، نظرا لما تحقق من مكاسب، بما فيها الأحزاب والمؤسسات قائلا أن »الجزائر ما فتئت تتعاون مع العالم في مجال حقوق الإنسان التي تتقاسمها مع الآخرين لكننا نتحفظ على ما يعتبره البعض حقوقا، وأن الحقوق ليست بذلة على مقاس او سلعة تسوق بل هي قناعات وعمل يومي مستمر. من جهته صرح رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، الأستاذ فاروق قسنطيني أن حقوق الإنسان في الجزائر تشهد تحسنا وهي ثقافة متواصلة، لكنه أشار إلى نقائص ينبغي مواجهتها للتخلص منها وقال السيد قسنطيني شتان بين جزائر اليوم وجزائر الأمس من حيث ترقية حقوق الإنسان، وخير دليل أن الشعب يتحدث عن واقعه بكل حرية وينتقد ويتحدث عن آرائه دون قيد. وفي احتفالية الذكرى ال 60 للاعلان العالمي لحقوق الإنسان التي أقيمت من طرف اللجنة الوطنية الاستشارية التقت »المساء« عدة مسؤولين بمنظمات وجمعيات مهتمة سجلت حضورها، ومنها السيدة بن حبيلس رئيس جمعية ترقية المرأة الريفية التي اعتبرت حقوق الإنسان بالمعنى العالمي تعني حق الشعوب في حياة كريمة، ابتداء من الحق في التعلم والأمن والصحة، ومؤكدة أن الجزائر خطت خطوات عظيمة في مجال حقوق الإنسان، واذا كانت هناك نقائص فلا غرابة في ذلك لأننا حديثو العهد بالتعددية الديمقراطية، وأن ما بين التسعينيات والآن يعد مدة قصيرة في حياة أمة، ومشيرة إلى أن ما تصوره بعض المنظمات الحقوقية مثل »أمنيستي« هيومن رايت« وغيرهما ليس موضوعيا لأنها تنطلق من خلفيات معروفة، وتساءلت السيدة بن حبيلس عن هذه المنظمات من حقوق جزائريين اثنين لا يزالان يقبعان في السجون الفرنسية دون محاكمة. وكشفت رئيسة جمعية »اقرأ« السيدة عائشة باركي في تصريح ل »المساء« أنها اصدرت كتابا بمناسبة الذكرى ال 60 للاعلان العالمي لحقوق الإنسان كمساهمة منها، لاطلاع فئة الأميين المتمدرسين على الحقوق العالمية. الكتاب موجه لمتمدرسي السنة الثانية من أقسام محو الأمية، واعتبرت محدثتنا نسبة 97 ? من الأطفال المتمدرسين ببلادنا حقهم في التعليم مكفول، مشيرة إلى أن نسبة 2.7? ممن لا يدرسون يتحمل اولياؤهم المسؤولية وأنهم يرتكبون جرائم في حق أبنائهم. كما اعتبرت السيدة نورية حفصي رئيسة الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات الذكرى العالمية التي لا تبعد عن ذكرى أول نوفمبر، بأنها محطة لاستحضار الماضي وتجديد العزيمة، وأن من يريد معرفة وضعية حقوق الإنسان في الجزائر فعليه أن يقارنها بالدول المجاورة والشقيقة عموما.