يسهر استوديو السمعي البصري بالمتحف الوطني للمجاهد بمقام الشهيد، على صون الذاكرة الثورية الوطنية من خلال تسجيل الشهادات لتوثيقها ووضعها تحت تصرف الأجيال. إلتقت "المساء" في هذا الاستوديو بالتقني عمر هوام الذي أشار إلى أنّ هذا الفضاء أُسّس سنة 1989 وانطلق في عمليات التسجيل سنة 1999. ويتعلّق الأمر بتسجيل الشهادات الحية من أفواه المجاهدين والمجاهدات الذين يتم استقبالهم وتسجيلهم على المباشر، كما يوثّق الطاقم التقني الخرجات الميدانية بالقسمات وببيوت المجاهدين وفي تغطيات زيارات الوفود الرسمية منها زيارات رؤساء الدول، وتغطية الندوات وغيرها، ويقوم أيضا برقمنة التسجيلات القديمة وترميمها لتوضع في مكتبة الأستوديو بعد طبعها وتصنيفها حسب المواضيع، ويتكفل الاستوديو والمخبر بتسجيلات الولايات ليتم توثيقها على اعتبار أنه يملك أحدث الوسائل والأجهزة. أكد السيد هوام أنه يمكن لأي مواطن أن يزور هذا الأستوديو خاصة من فئة المجاهدين (لهم بطاقات عضوية)، كما يستقبل جمهور الباحثين والطلبة وحتى الأطفال للاطلاع على ما فيه أو لتحضير البحوث التاريخية، ويتم أيضا تصنيف الشهادات مع سنوات التسجيل والولايات ولحد اليوم تم تسجيل 5 آلاف شهادة بألفي ساعة . كما يتم تحويل الشهادات الحية من وعاء التسجيل (شريحة الذاكرة) إلى أقراص مضغوطة مرورا بالتفريغ والمراقبة والتركيب والتخزين ونسخ المادة، علما أن عملية التحويل لشريط واحد تستغرق يوما كاملا، وقبل التسجيل يتم الاتصال بالمجاهد وتحديد الموعد ثم تحضير الأستوديو (الديكور) مع حضور المنشطة ليلى ذهبي التي تدير الحوار والنقاش. يتم تدوين المعلومات عن المجاهد وتاريخ شهادته وموضوعها ومدة الشهادة، ويقوم المصور بتسجيل الشهادة في بطاقة الذاكرة لتركب ثم تنسخ، تحوّل الشهادات من وعائها الأصلي إلى أقراص مضغوطة، أما المخبر فيتم فيه إخراج الصور واللافتات والألبومات وصور الشهداء وغيرها، وهو يملك أفضل الكفاءات البشرية.