أبدى حزب التجمع الوطني الديمقراطي «أرندي»، أمس، تحفظه من مبادرة التوافق الوطني التي عرضه عليه، أمس، رئيس حركة مجتمع السلم الوطني عبد الرزاق مقري، داعيا هذا الأخير إلى الابتعاد عن إقحام الجيش الوطني الشعبي في الصراعات الحزبية، فيما اعتبر الحديث عن مرحلة انتقالية ضمن المبادرة «مطلبا غير منطقي». وأعلن الأمين العام للأرندي أحمد أويحيى في لقاء مع الصحافة في أعقاب الاجتماع الذي جمعه مع رئيس « حمس» بان الأرندي دعا حركة مجتمع السلم إلى حوار وطني حول المسائل الاقتصادية، مؤكدا بأن الجزائر لا تعيش أزمة سياسية مثلما تروج إلى ذلك حركة مجتمع السلم. وأشار أويحيى في رده على مطلب الحركة ضمن مباردتها، التوجه نحو اختيار رئيس توافق، بان الارندي سبق له وأن حسم موقفه بخصوص رئاسيات 2019، من خلال مناشدته الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للترشح لعهدة رئاسية جديدة، موضحا بأنه لا يوجد أي تناقض في موقف الأرندي، عندما يدعو إلى التحاور حول المسائل الاقتصادية ويعتبر بأن الجزائر لا تعيش أزمة سياسية، حيث أشار في هذا السياق إلى أن ما تسميه حركة مجتمع السلم أزمة اقتصادية، يعتبره التجمع الوطني الديمقراطي «صعوبات اقتصادية» يمكن تجاوزها بالتوافق. وإذ ذكر بأن الرئيس بوتفليقة عمد في كل المراحل التي مرت بالعمل وفق إطار موسع يجمع أكبر قدر من التشكيلات السياسية، أكد الأمين العام للأرندي بأن حل المشاكل الاقتصادية يرتكز أولا على ضرورة إصلاح الذهنيات، مضيفا بأن الوصول إلى الحلول الناجعة في التسيير الاقتصادي يحتاج إلى اكبر قدر من التوافق لإنجاح الإصلاحات «ولذلك دعونا إلى حوار وطني حول المسائل الاقتصادية». على صعيد آخر، لم يخف الأمين العام للتجمع الوطني امتعاضه من طريقة الاحتجاج التي اتبعها الشباب في ولايات الجنوب الجزائري، للتعبير عن رفضهم لبعض المشاكل الاجتماعية، خاصا بالذكر ما وقع، مؤخرا، بورقلة، حيث لجأ الشباب إلى منع تنظيم حفل بالولاية باعتماد الشغب تعبيرا عن احتجاجهم على الأوضاع الاجتماعية ولاسيما ما يتعلق منها بأزمة البطالة. كما ذكر بلجوء بعض الشباب بولاية بشار إلى الشغب للتعبير عن رفضهم لقائمة السكنات الإجتماعية، معتبرا ذلك غير منطقي. وفي حين ذكر بأن هناك عدة طرق وآليات ديمقراطية للتعبير عن الاحتجاج على غرار تقديم الطعون واتباع الأساليب السلمية، أكد أويحيي بأن الطريقة التي استقبل بها وفد وزاري عند حضور وفقة جنائزية بالجلفة تعد هي الاخرى طريقة غير مقبولة.. للتذكير، فإن الأرندي يعد ثاني أكبر الأحزاب السياسية التي تبدي تحفظاتها على مبادرة التوافق الوطني التي يصر رئيس «حمس عبد الرزاق مقري على مواصلة تسويقها في أوساط الطبقة السياسية، بعد أن قوبلت هذه المبادرة بتحفظات من حزب جبهة التحرير الوطني لنفس الأسباب.