أحدثت الأمطار الرعدية التي تساقطت خلال الفترة الأخيرة على عدد من ولايات الوطن حالة استنفار قصوى، بعد تسببها في وفاة 7 أشخاص، من بينهم 5 لقوا حتفهم بولاية تمنراست وحدها، فيما تم تسجيل حالة فاة شخص بأم البواقي وأخرى بولاية قالمة، حسب حصيلة لمصالح الحماية المدنية التي تمكنت في تدخلاتها المتعددة من إنقاذ عدة أشخاص جرفتهم الأودية، وعائلات حاصرتها المياه، فيما استمرت أمس عمليات امتصاص المياه التي تسربت للمنازل بالأحياء التي غمرتها السيول. واستنادا لبيان للحماية، فإن مصالح هذه الأخيرة قامت بانتشال جثة شخص، من جنس ذكر، يبلغ من العمر 65 سنة، جرفته مياه الوادي بالمكان المسمى «مشتة بوعثمان» ببلدية أم البواقي، كما سجلت وفاة شخص يبلغ من العمر 32 سنة إثر تعرضه لصعقة رعدية بقرية «شيشات» ببلدية بوشقوف بولاية قالمة. وتزامن ذلك مع تأكيد مصالح ولاية تمنراست، أمس، أن موجة التقلبات المناخية التي اجتاحت الولاية منذ نهاية الأسبوع الماضي، خلفت 5 وفيات، هلكوا في برك مائية وأودية، فيما تم الإعلان عن حالة مفقود. وفي تفصيلها لحصيلة ضحايا الإضطرابات الجوية، ذكرت مصالح ولاية تمنراست، بأن الأمر يتعلق بهلاك طفلتين تبلغان من العمر 7 و8 سنوات غرقا في برك مائية بمنطقة تين زواتين الحدودية إلى جانب هلاك 3 أشخاص، واحد من جنس ذكر وبنتين كانت فرق الحماية المدنية قد انتشلت جثثهم مساء أول أمس من بركة مائية بمنطقة تنغاكلي الواقعة على بعد 25 كلم شمال شرق مدينة تمنراست. الداخلية توفد لجنة وزارية مشتركة إلى تمنراست وفي تصريح له للإذاعة الوطنية، أمس، أوضح والي ولاية تمنراست جيلالي دومي أن خسائر التقلبات الجوية التي عرفتها الولاية وعلى الخصوص منطقة عين قزام منذ 31 جويلية الماضي، تمثلت في «36 مسكنا غمرتها المياه». وقال إن مصالح الحماية المدنية باشرت عمليات شفط المياه بالتعاون مع أعوان البلدية، مؤكدا في الوقت نفسه استمرار عملية تنقية السكنات بالموازاة مع عمليات تنقية الشوارع. وأشار السيد دومي إلى «تدخل الجيش الشعبي الوطني لمد العون للسلطة المحلية»، لافتا إلى أن الأمطار عاودت التهاطل بغزارة فجر أمس على مستوى بلدية عين قزام، غير أنه طمأن المواطنين بالتأكيد على أن «الوضع قيد المراقبة والمتابعة وسيكون هناك تكفل بنفس الكيفية والجدية». ودفع تردي الأوضاع بولاية تمنراست وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، نور الدين بدوي، إلى إيفاد لجنة وزارية مشتركة مساء أول أمس تضم القطاعات المعنية، حيث أكد والي تمنراست أن هذه اللجنة التي حلت أمس بالولاية ستقف على الوضع العام وعلى الإجراءات المتخذة محليا، معربا عن قناعته بأن هذه اللجنة «من المؤكد أنها ستتخذ إجراءات للتكفل الجيد والأحسن والسريع بالوضع على مستوى الولاية». وتسببت الأمطار الرعدية التي تهاطلت بغزارة على عدة مناطق بتمنراست خلال الساعات الماضية، بما فيها المنطقتين الحدوديتين عين قزام وتين زواتين في سيلان العديد من الأودية على غرار أودية تمنراست وأوتول وعين قزام وتين زواتين وغيرها. وغمرت مياه الأمطار المتساقطة على منطقة عين قزام الحدودية سكنات تقع في كل من أحياء «كنتة» و«600 سكن» و«الريفي»، حيث تدخل أعوان الحماية المدنية بدعم من أفراد الجيش الوطني الشعبي لامتصاص المياه والتكفل بالعائلات المتضررة. كما تمكنت مصالح الحماية المدنية من إنقاذ ثلاثة أشخاص ليلة السبت إلى الأحد منهم اثنين كانا على متن سيارة رباعية الدفع على مستوى واد سلسكن (55 كلم عن مقر الولاية) بعدما علقت سيارتهما بمجرى الوادي أثناء محاولتهما عبوره وهو في حالة سيلان، وتم إجلاؤهما إلى مستشفى تمنراست، فيما تم أيضا إنقاذ شخص آخر بواد أبلسة (100 كلم عن تمنراست) بعدما علقت سيارته بهذا المجرى المائي.