أبدى الوزراء المشاركون في اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) تفاؤلهم بشأن القرارات التي سيفضي إليها اجتماع وهران بخصوص تقليص الإنتاج، حيث أجمعت تصريحات الوفود المشاركة التي وصلت وهران تباعا على ضرورة التوصل إلى قرار منسجم يوازي بين العرض والطلب. وصرح وزير الطاقة والمناجم والرئيس الحالي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبيب" السيد شكيب خليل أمس أن الدول الأعضاء في المنظمة لم تحدد بعد مستوى خفض الإنتاج الذي ستعلن عنه اليوم بوهران خلال الندوة الوزارية الاستثنائية ال151. كما ذكر السيد خليل بأن الانكماش الاقتصادي العالمي أدى إلى تراجع الطلب العالمي على البترول. وأشار إلى أن هذا التراجع في الطلب قدر ب200.000 برميل يوميا سنة 2008 وسيقدر على حد قوله ب500.000 برميل يوميا سنة 2009. وتتراوح الأرقام المقدمة لحد الآن بشأن خفض الإنتاج ما بين 1 و5ر2 مليون برميل يوميا. في هذا السياق أكد وزير النفط السعودي السيد علي النعيمي أمس بوهران أن المملكة العربية السعودية تؤيد تخفيضا كبيرا لإنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبيك). وحسب الوزير السعودي فإن الاوبيك قد تخفض إنتاجها بمليوني برميل يوميا. كما أكد الوزراء الخمسة الذين وصلوا وهران أمس ( إيران وفينزويلا والكويت والإمارات العربية المتحدة) وسوريا كبلد ملاحظ على ضرورة اعتماد تخفيض معتبر في إنتاج البترول من أجل إعادة توازن الأسعار التي وصفت بغير الطبيعية لحد الساعة. وحسب تصريح للوزير الكويتي فإن الهدف يكمن في تخفيض الاحتياطات إلى مستوى معقول وبالتالي دفع الأوبيب إلى اتخاذ قرار حول "تقليص معتبر". أما الوزير الفينزويلي السيد رافائيل راميراز فقد أكد من جهته على ضرورة تخفيض مستوى الاحتياطات من 57 يوم إلى 52 يوم. من جهته أكد وزير النفط الليبي السيد شكري غانم رئيس شركة النفط الليبية أمس لدى وصوله إلى وهران أن منظمة البلدان المصدرة للبترول ستقرر "تخفيضا معتبرا" في إنتاجها. كما شدد محافظ إندونيسيا لدى منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبيك) السيد رحمان مايزار أمس على ضرورة تخفيض الإنتاج للتمكن من إعادة توازن السعر في "مستوى معقول بين 75 و80 دولارا للبرميل". واعتبر المسؤول أن "سعرا جيدا (لبرميل البترول) وأكثر عقلانية" هو بين 75 و80 دولارا بما يسمح للمنتجين من مواصلة تمويل استثماراتهم" سواء ما قبل الإنتاج أو ما بعده. وأضاف قائلا "أنه السعر الإجماعي الذي يرضي الجميع". وتجنب الخبير الإندونيسي إعطاء تقييم للمستوى الحقيقي لخفض الانتاج الذي ستقرره الاوبيك اليوم مكتفيا بالقول: "ربما مليوني برميل يوميا". وفي وقت علقت فيه أوساط قريبة من منظمة الاوبيك على الانسحاب المقبل لاندونيسيا أكد السيد رحمان أن "الأمر لا يتعلق بالنسبة لنا بالانسحاب نهائيا ولكن يتعلق فقط بغياب مؤقت". ويعود هذا الانسحاب المؤقت لكون إندونيسيا أصبحت هذه الأيام الأخيرة بلدا مستوردا للبترول. من جانب آخر تريد روسيا أحد أكبر منتجي البترول العالميين دخول منظمة البلدان المصدرة للبترول أوالتقرب أكثر من هذه الهيئة التي ستتخذ اليوم بوهران قرارات هامة لاستقرار السوق وضبط عرض الخام بقدر أكبر. وفي هذا الصدد أكد الرئيس الحالي لمنظمة الأوبيك ووزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل أن روسيا ستمثل في هذا الاجتماع بنائب الرئيس الأول المكلف بالطاقة السيد إيغور سيتشين ووزير الطاقة الروسي سرغاي شماتكو اللذين حلا ظهيرة أمس بوهران. وسيعمل حضور روسيا التي تزود السوق البترولية بحوالي 13 بالمائة من الإنتاج العالمي على دعم قرار الأوبيك خاصة على الصعيد الجيوسياسي القاضي بالتحرك بشأن عرض الخام على السوق لوضع حد لانخفاض الأسعار وتشجيع ارتفاعها. وسيرفع انضمام موسكو إلى الأوبيك الحصة الإجمالية للمنظمة إلى أزيد من 53 بالمائة من الإنتاج العالمي للخام بالسوق مقابل 40 بالمئة التي تعرضها الأوبيك حاليا بالسوق. ويرى أعضاء الوفود الوزارية الحاضرة بوهران أن أي تقرب من روسيا إلى منظمة الأوبيك في غياب الانضمام يعد "إرادة من هذا البلد للانضمام إلى القرارات الكبرى بالسوق النفطية". وفي هذا الصدد توجهت الأنظار بعد ظهر أمس إلى اجتماع لجنة المتابعة لمنظمة الأوبيك التي ركزت عملها على دراسة وضعية العرض والطلب وإعداد توصيات سيتخذ على أساسها القرار النهائي للتخفيض اليوم .