ينظم مخبر التربية وعلم النفس بجامعة وهران "2"، برعاية جامعة وهران "2"، والشراكة مع المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين (الأردن)، مؤتمره الدولي الثاني بعنوان: "الأطفال المتفوقون والموهوبون: طرق وأساليب الكشف والتكفل"، يومي 11 و12 مارس من السنة المقبلة. جاء في إشكالية الملتقى، أن الكثير من الدول النامية، انتبهت وازداد اهتمامها بالمتميزين من أبنائها، بإجراء بحوث علمية مبنية على أسس علمية ونفسية واجتماعية، وبتبادل التجارب فيما بينها، من خلال تطوير وسائل الكشف عنهم في جميع مراحل تمدرسهم، بل وحرصها على عملية الاكتشاف المبكر لهؤلاء ورعايتهم منذ الصغر. من المعروف أنه "كلما تم التعرف على الطفل سواء كان متفوقا أو موهوبا في وقت مبكر، كلما تمكن المختصون من إعداد وتوفير الخبرات التعليمية الملائمة لتحقيق أقصى قدر ممكن من النمو لهذا الطفل، ومن ثمة يصبح التعرف المبكر مفتاح التوصل لاكتشاف المدى الواسع من الطاقات البشرية المتاحة في أي مجتمع من المجتمعات". يحدد تورانس، على غرار العديد من الباحثين الذين اهتموا بالابتكار في المراحل الأولى من حياة الفرد، الوقت المناسب لاكتشاف الموهبة بمرحلة الروضة أو ما قبل المدرسة؛ من خلال الاهتمام بشريحة الأطفال من المتفوقين والموهوبين باستخدامهم الاختبارات والوسائل التي قامت معظم الدول المهتمة بالموضوع بتقنين ما استطاعت من مقاييس نفسية وعقلية، حتى تتمكن من الكشف عن القدرات والاستعدادات في وقت مبكر، وصممت إثرها البرامج التعليمية/ التعليمية الخاصة بالمتفوقين والموهوبين التي تنمي إحساسهم بالمشكلات وتشجع قدراتهم في الابتكار والإبداع، حتى ترسخ في ذهنيات المتعلمين وتصبح من عادات وثقافة المجتمع. في هذا السياق، أعد تورانس تقريرا عند زيارته لليابان مقارنة بين تأثير كل من الثقافتين اليابانية والأمريكية على الإنجاز الإبداعي، وذكر أنه وجد في اليابان 115 مليونا من فائقي الإنجاز، وهم جميع سكان اليابان بعكس أمريكا. وفّسر تورانس ذلك في ضوء ثقافة المجتمع الياباني الميسر للإبداع والتفكير الإبداعي، ومظاهر الجد والدقة والنظام والصرامة والجهد المكثف، والتدريب على حل المشكلات بداية من مرحلة رياض الأطفال. لا ينفي أي أحد أن مرحلتي ما قبل المدرسة والتعليم الابتدائي يعدان المرحلة الأساس، على اعتبار أنهما مرحلة تربوية متميزة لتهيئة الطفل للتعلم، كونهما الفترة التكوينية التي يتم خلالها من وضع البذور الأولى لملامح شخصية الطفل، وتكامل جوانب نموه الأساسية من جسمية وعقلية ولغوية واجتماعية. رغم ما نص عليه قانون التوجيه للتربية الوطنية الجزائري رقم 06 - 08 المؤرخ في 23 جانفي 2008 في المادتين 81 و82، على أن الطور التحضيري هو الوسط الذي يفترض أن يكشف عن الأطفال ذوي المواهب الخارقة؛ فقد حصرت الإصلاحات في المنظومة التربوية بشأن المتفوقين في المادة 86 من قانون التوجيه التي تنص على إنشاء مدارس الامتياز للطور الثانوي، من أجل التكفل بالمواهب الاستثنائية والحاصلين على نتائج امتياز، وفتحت أول ثانوية للمتميزين أو النوابغ في مادة الرياضيات ببلدية القبة في الجزائر العاصمة، تضم حوالي ثلاثة متفوقين من كل ولاية في مادة الرياضيات، مقتصرة على النتائج التحصيلية في نهاية السنة الرابعة متوسط، على أساس أن العبقرية تبدأ في الظهور بعد 10 سنوات من التعليم، مع العلم أنه كلّما تم اكتشاف الموهوب مبكرا، كلما استطعنا تطوير قدراته، لأن الموهبة قدرة أو استعداد فطري وبحاجة إلى رعاية وتنمية مبكرة. وفي حال تقديم الخدمات متأخرة، فإنه تفقد 50٪ من إمكانات الموهوب؛ ومن هذا المنطلق يتساءل منظمو الملتقى: أين دور المدرسة في التكفل بالمتميزين والموهوبين والمتفوقين في الأطوار السابقة، أي الطور التحضيري (مرحلة ما قبل المدرسة) والطور الابتدائي والمتوسط؟ وهل يقتصر الاهتمام فقط بفئة المتفوقين دون الموهوبين؟ في المقابل، تشمل أهداف الملتقى النقاط الآتية: الاهتمام بفئة الموهوبين والمتفوقين في مرحلة التحضيري والتعليم الابتدائي في الجزائر والوطن العربي. إبراز أهمية الكشف المبكر عن المتفوقين والموهوبين في رياض الأطفال (مرحلة ما قبل المدرسة) ومرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط. البحث عن أساليب الكشف الحديثة والناجحة في مجال التفوق والموهبة والابتكار والإبداع الموجهة لرياض الأطفال (مرحلة ما قبل المدرسة)، ومرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط. تحديد إستراتيجيات معالجة معوقات التكفل بفئة المتميزين والموهوبين في رياض الأطفال (مرحلة ما قبل المدرسة) ومرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط. توعية الطاقم التعليمي والإداري بخصوص أحدث البرامج في رعاية الأطفال المتميزين والموهوبين في الجزائر والعالم العربي. تضم أهداف الملتقى أيضا: ضرورة الاطلاع على التجارب الميدانية وتبادل الخبرات في مجال رعاية الطفل المتفوق والموهوب في الجزائر والعالم العربي وغيره. عرض ومناقشة أحدث الدراسات والبحوث الأكاديمية والتطبيقية في مجال تعليم الأطفال المتميزين والموهوبين وتنمية التفكير الإبداعي لديهم. التعرف على أحدث البرامج التربوية واستراتيجيات التكفل النفسي والإرشادي بحاجات الطفل المتفوق والموهوب وبمشكلاته وأساليب رعايته. وتوحيد المفاهيم المستخدمة في حقل التفوق والموهبة والإبداع والابتكار. أما عن محاور الملتقى فهي: إشكالية المفاهيم المرتبطة بالتفوق، الموهبة، الإبداع، الابتكار، التميز، المعايير العالمية في بناء برامج رعاية المتفوقين والموهوبين الصغار في مجال الكشف والتشخيص عن الموهبة والابتكار والإبداع، التجارب الجزائرية، العربية والعالمية في تطبيق التسريع الأكاديمي بأشكاله المختلفة في مرحلة الطفولة المبكرة والمرحلة الابتدائية والمتوسطة. القياس والتقويم في حقول الموهبة والابتكار والإبداع لفئة الطفولة المبكرة والمرحلة الابتدائية والمتوسطة. الإرشاد المدرسي والتكفل النفسي بمشكلات المتفوقين والموهوبين الصغار في مرحلة الطفولة المبكرة وأطفال المرحلة الابتدائية والمتوسطة. المناهج وأساليب التدريس ودورها في تنمية الإبداع والتفوق للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة والمرحلة الابتدائية والمتوسطة. دور مخابر البحث العلمي والجامعات في رعاية البحوث المتعلقة بالتفوق والموهبة والابتكار والإبداع لفئة الطفولة المبكرة وأطفال المرحلة الابتدائية والمتوسطة، ودور التربية الرياضية ومديريات الشباب والرياضة للتكفل بفئة الطفولة المبكرة وأطفال المرحلة الابتدائية والمتوسطة. يترأس اللجنة العلمية للملتقى، الأستاذ الدكتور تيغزة أمحمد، في حين تم اختيار الدكتورة علاق كريمة، رئيسة للجنة التنظيمية، كما تم تحديد تاريخ 30 أكتوبر المقبل آخر أجل لاستقبال الملخصات. و30 جانفي آخر تاريخ لاستلام الأبحاث كاملة.