نظم العشرات من الأطباء المختصين المعنيين بامتحان شهادة التخصص الطبي أمس، وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للمطالبة بدورة استدراكية استثنائية لإجراء هذا الامتحان. وشارك في هذه الوقفة نحو 50 طبيبا من مختلف الاختصاصات من بين 820 راسبا في امتحان نيل شهادة التخصص الطبي، معبرين عن استيائهم لحرمانهم من دورة استدراكية استثنائية لاجتياز هذا الامتحان بالرغم من أن القانون يسمح بتنظيم دورة ثانية. وأكد الدكتور عادل مصطفى مختص في طب النساء والتوليد في تصريح لوكالة الأنباء أنه من "غير المعقول كسر مسار بيداغوجي ومهني بمجرد إلغاء الدورة الاستدراكية الإستثنائية لهؤلاء الأطباء بعد 13 سنة من الدراسة كل في تخصصه مع أن القانون ساري المفعول بخصوص العلوم الطبية يسمح بتنظيم دورة أخرى". وأوضح ذات المتحدث أن امتحان نيل شهادة التخصص هو "امتحان شكلي" بعد مسار بيداغوجي طويل "تقييمي"، مؤكدا بأن "طلبة السنة الخامسة تخصص طبي قد نجحوا في كل مراحل التكوين ولم يبق أمامهم إلا اجتياز امتحان نيل شهادة التخصص للخروج إلى الميدان". واعتبر الدكتور مصطفى إعادة السنة بالنسبة للراسبين في حال عدم استفادتهم من دورة استدراكية، "خسارة للجميع"، مضيفا بأنه "بالنسبة للأطباء هي ضياع لسنة كاملة من مسارهم البيداغوجي، بالإضافة إلى حرمانهم من راتبهم الشهري"، حيث عبّر في هذا الصدد عن أسفه لهذه الوضعية خاصة وأن بعضهم يعولون عائلات. كما اعتبر المتحدث الأمر، "خسارة كذلك بالنسبة للدولة التي تنفق مبالغ مالية باهظة في التكوين"، بالإضافة إلى حرمان المواطن من العديد من التخصصات، لاسيما التي تعاني عجزا كبيرا بمناطق الهضاب العليا والجنوب على غرار طب النساء والتوليد والأطفال والقلب. وذكر بالمناسبة بأنه تم تقديم مراسلات إلى كل من وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد القادر حجار ووزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مختار حسبلاوي وعمداء كليات الطب ورؤساء اللجان البيداغوجية للنظر في هذا المطلب ومساعدة هؤلاء على المشاركة في دورة استدراكية استثنائية. وكان رئيس الجمعية الوطنية للممارسين الإستشفائيين الجامعيين الأستاذ عبد المجيد بساحة قد دعا فيما سبق، إلى إيجاد حلول للمشاكل التي لازال يعاني منها الأطباء المختصون بما فيها إجراء الامتحانات الإستدراكية للسماح لهم بالممارسة وتقديم خدمة للمواطن. ومن المتوقع أن يجتمع وزير التعليم العالي والبحث العلمي اليوم برؤساء اللجان البيداغوجية للتخصصات الطبية لدراسة هذه المسألة وإيجاد حلول لها. يذكر أن حوالي 900 طبيب من مختلف التخصصات، نجحوا في امتحان شهادة التخصص الطبي وقد شرعوا منذ 6 سبتمبر الجاري في اختيار المنطقة التي سيوفدون إليها في إطار الخدمة المدنية.