دعت السيدة لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، للإسراع في انتخاب جمعية وطنية تأسيسية التي اقترحها حزبها والتي من شأنها حسبها إيجاد حلول للمشاكل التي تتخبط فيها الجزائر "حفاظا على مناعتها". وجددت حنون خلال افتتاح أشغال المكتب السياسي لحزبها أمس، بمقره بالحراش بالعاصمة، دعوتها لرئيس الجمهورية لإنشاء جمعية وطنية تأسيسية لإخراج الجزائر من المشاكل التي تتخبط فيها، مؤكدة على ضرورة الإسراع في الدعوة لانتخاب هذه الجمعية. وذكرت بالمناسبة بأن حزب العمال سجل تقدما في حملة جمع التوقيعات التي ستوجه في شكل رسالة إلى رئيس الجمهورية لمطالبته بتنظيم هذه الانتخابات، موضحة أن الأوضاع "الهشة" التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن تحتاج إلى هذه الجمعية "التي ستكون بمثابة هيئة لحل المشاكل وتحصين الجزائر من أي هزات قد تضرب بها بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية". وصرحت الأمينة العامة لحزب العمال أن "انتخاب هذه الجمعية الوطنية التأسيسية يجب أن يمر عبر فتح نقاش وطني واسع للاستماع إلى اقتراحات مختلف الفعاليات في المجتمع". وانتقدت المتحدثة مبادرة "الجبهة الشعبية" التي دعا إليها حزب جبهة التحرير الوطني "ومطالبته الشعب الجزائري الانضمام إليها لمواجهة التحديات التي تواجه الجزائر عن طريق محاربة الفساد والآفات الاجتماعية"، حيث وصفت هذه المبادرة ب«المزعومة"، ولم تتوان في اتهام بعض الجهات التي تدعو إليها ب«التورط في ظاهرة الفساد". وفي الشأن الاقتصادي ذكرت المتحدثة بضرورة مراجعة طريقة التحصيل الجبائي لحماية الاقتصاد الوطني، واتخاذ ميكانيزمات فعّالة لإرغام أرباب العمل على التصريح بالعمال، "في الوقت الذي لا يزال فيه العديد منهم يتحايل ولا يصرح بعماله لدى الضمان الاجتماعي"، مشيرة إلى أن هذه التصرفات أدت إلى إفلاس صندوق التقاعد الذي يموّل من اشتراكات العمال. كما دعت حنون، إلى إعادة النظر في بعض القوانين الاجتماعية والاقتصادية التي تم تشريعها في السنوات الأخيرة، خاصة ما تعلق بقانون الاستثمار، والإجراءات التي تضمنتها قوانين المالية، وكذا قانون الصحة، معللة مطلبها بكون "المرحلة الحالية لا تسمح بأي انزلاقات قد تنجم عن انفجار الجبهة الشعبية". وأضافت أن "المرحلة الحالية لا تسمح أيضا بتقديم أي مشاريع قانونية على البرلمان قد تزيد من تدهور الوضع حسبها خاصة ما تعلق بالقوانين ذات العلاقة بالحريات أو قانون العمل، في الوقت الذي اتهمت فيه البرلمان الحالي بأنه "غير مؤهل للتشريع لصالح الأمة". وفي تعليقها عما صدر من الماريشال الليبي حفتر، من تصريحات ضد الجزائر قالت الأمينة العامة لحزب العمال، بأن "تصريحات حفتر ليست معزولة، بل تترجم تحرشات القوى الامبريالية المتدخلة في ليبيا، والتي تنزعج من موقف الجزائر الداعي إلى حل الأزمة الليبية عن طريق حوار سلمي بعيدا عن التدخلات الأجنبية". ولم تستبعد السيدة حنون، تكرر مثل هذه التحرشات مستقبلا "لأن الجهات التي تقف وراءها لن تتوان في العمل على جعل العلاقات الجزائرية الليبية متدهورة حماية لمصالحها"، مشيرة إلى أن "الجهات التي تريد تمزيق ليبيا لاستنزاف ثرواتها تستهدف الجزائر أيضا". أما فيما يخص ردة فعل العراقيين بعد هتافات أنصار اتحاد العاصمة الممجدة للرئيس العراقي السابق صدام حسين، والتي أرادت بعض الأطراف العراقية أن تخلق منها أزمة بين البلدين، متهمة الشعب الجزائري بالتهجم على الشيعة، قالت السيدة حنون بأن "الطائفية ليست من خصوصيات الجزائريين"، وأن ما صدر من هؤلاء الشباب "هي مجرد هتافات عفوية ليس لها أي خلفيات طائفية ولا سياسية"، مذكرة بأن هذه الهتافات لم تصدر من الدولة بل من الشباب في الملاعب، حيث تبقى لهم حسبها الحرية الكاملة في التعبير في مثل هذه الفضاءات الترفيهية "وبالتالي فإن الأمر لا يحتاج إلى تهويل ولا إلى طلب وزارة الخارجية بالاعتذار كما تريده السلطات العراقية لأن ما حدث لم يصدر من الدولة التي ظلت تتضامن مع العراق في كل الظروف منذ عدوان 1991، والحصار الأمريكي سنة 2003".