ينتظر أن تعرف العلاقات الجزائرية - الإماراتية دفعا جديدا خلال الفترة المقبلة، مع التوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون بين البلدين، خلال أشغال الدورة ال14 للجنة المشتركة الجزائرية - الإماراتية المقررة بداية من اليوم بالجزائر. وستسمح أشغال هذه الدورة التي يترأس أشغالها على مدار يومين وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل ووزير الاقتصاد لدولة الإمارات العربية المتحدة المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، بتوسيع التعاون في عدة مجالات، حيث سيتم تقييم العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مع بحث فرص تكثيف وتوسيع علاقات التعاون، بما يحقق المصالح المشتركة في ظل توجيهات قائدي البلدين، رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. وتستهدف الجزائروالإمارات رفع قيمة استثماراتهما إلى حدود 20 مليار دولار على المدى المتوسط حسب مسؤولي البلدين، مع استغلال الفرص المتاحة للبلدين في مجال التصدير، بحيث يمكن للجزائر أن تكون جسرا للإمارات المتحدة نحو إفريقيا وأوروبا، وبالمقابل تصبح الإمارات جسرا للجزائر نحو أسواق آسيا. وتتواجد بالإمارات العربية المتحدة أزيد من 200 مؤسسة جزائرية تنشط في عدة قطاعات، مثل الخدمات والعقار والتجارة والنقل واللوجيستيك وأكثر من 15 مؤسسة إماراتية بالجزائر، وفق آخر الأرقام المقدمة خلال الدورة ال13 لأشغال اللجنة المختلطة الكبرى الجزائرية - الإماراتية التي انعقدت بأبوظبي سنة 2016. وتبدي الشركات الإماراتية اهتماما بعدة فروع صناعية أهمها الصناعة الميكانيكية والمناولة في مجال السيارات والطاقات المتجددة والصناعة الصيدلانية. ويتقاسم رجال الأعمال الجزائريينوالإماراتيين نفس نظرة حكومتي بلديهما، حيث يسعون إلى العمل سويا من أجل تحقيق مشاريع تعود بالفائدة على كلا الطرفين. توجه نحو تنويع الشراكة والإستثمار وعرفت الاستثمارات الجزائريةالإماراتية منذ 2014 توجها جديدا نحو الصناعة والصيدلة والنقل والتعليم العالي والطاقة وغيرها، بعدما كانت ترتكز في السابق على الخدمات والعقار، حيث تم التوقيع في ماي من نفس السنة على عدة وثائق قانونية بين البلدين تتضمن عقد شراكة بين مجمع «صيدال» وشركة «جفار» في مجال صناعة الأدوية وبرنامج تنفيذي في مجال تسيير الأرشيف لسنوات 2014-2016 واتفاق تعاون بين وكالة الأنباء الجزائرية ووكالة الأنباء الإماراتية ومذكرة تفاهم في مجال الشباب والرياضة، إلى جانب مذكرة تفاهم في مجال معادلة شهادات التعليم العالي والبحث العلمي. ويعد مشروع مصفاة الألومنيوم ببني صاف بقيمة 5 مليارات دولار ومشروع إنتاج الحليب في تيارت ومشروع إنشاء محطة توليد الكهرباء (حجرة النص 1200 ميقاواط) بقيمة مليار دولار تجسيدا لهذا التوجه الجديد في الاستثمارات الإماراتيةبالجزائر. من جهة أخرى، عرفت سنة 2017 دفعا إضافيا للتعاون في مجال الصناعة والمناجم، تم تحديد أبرز مجالات الاهتمام المشترك والتي تمثلت في الصناعة الميكانيكية ومعالجة النفايات الصلبة والمناولة، إلى جانب صناعة الألمنيوم. ففي مجال الميكانيك، تربط الجزائروالإماراتالمتحدة شراكات هامة على غرار الشركة الجزائرية لإنتاج مركبات الوزن الثقيل من علامة «مرسيدس-بنز» في المنطقة الصناعية بالرويبة من طرف كل من المجمع الألماني دايملر (وهي الشركة الأم لمرسيدس- بنز) والشركة الوطنية للسيارات الصناعية ووزارة الدفاع الوطني والمجمع الإماراتي «آبار». وسمحت هذه الشراكة بخلق ثلاث شركات مختلطة جزائرية-إماراتية-ألمانية سنة 2012 من أجل تطوير الصناعة الميكانيكية بالجزائر. ويتعلق الأمر بالشركة الجزائرية لإنتاج سيارات الوزن الثقيل لعلامة «مرسيدس-بنز» بالرويبة والشركة الجزائرية لإنتاج سيارات نفس العلامة بولاية تيارت والشركة الجزائرية لإنتاج محركات «مرسيدس-بنز» و»دوتز» و»أم.تي.أو» بقسنطينة. إلى جانب ذلك، تم إنشاء مصنع جديد جزائري-إماراتي لصناعة وتحويل الحديد بغليزان بطاقة إنتاج تصل إلى 1 مليون طن في السنة، وبتكلفة إنجاز بلغت 300 مليون دولار. في نفس المجال، يرتقب إنشاء شركة مختلطة جزائرية - إماراتية لإنتاج الحديد والصلب بعنابة، تحت مسمى «إيميرايت دزاير ستيل» وذلك بعد أن حظي مشروع هذه الشراكة بالمصادقة من طرف مجلس مساهمات الدولة في شهر مارس 2018 بقيمة 1,6 مليار أورو. وفي أفريل 2017، تم التوقيع على مذكرة تعاون بين الوكالتين الجزائريةوالإماراتية للفضاء لتبادل الخبرات والتجارب التقنية في هذا المجال، وتحسين المستوى التقني ودعم التكوين. وفيما يخص قطاع الفلاحة، عرفت العلاقات الجزائريةالإماراتية توقيع بروتوكول اتفاق بين مجمع «أغروديف» والشركة الإماراتية «إليت أغرو أل أل سي» بهدف تطوير مزارع نموذجية خاصة بالحبوب والأعلاف والفواكه والخضر. وفي مجال التعليم العالي، تم تكثيف الزيارات العلمية والإقامات البيداغوجية للخبراء والأساتذة من مصف الأستاذية بجامعات البلدين وتمكين طلبة ما بعد التدرج والأساتذة من المشاركة في مختلف الملتقيات والندوات المنظمة على مستوى الجامعات الجزائريةوالإماراتية. كما تعمل الجزائروالإماراتالمتحدة منذ أكتوبر 2017 على تفعيل اتفاق التعاون السياحي الذي تم توقيعه سنة 2007 عن طريق إنشاء لجنة مشتركة مكلفة بمتابعة تنفيذه، إلى جانب وضع برامج زيارات منظمة إلى الجزائر، يتم عرضها على الوكالات الإماراتية للترويج للجزائر كوجهة سياحية. وعرف التعاون الاقتصادي الجزائري الاماراتي توقيع عدة اتفاقيات حول التجارة والنقل الجوي والبحري في ماي 2013، تتعلق بمذكرة تفاهم تخص الإجراءات الإدارية الخاصة بتطبيق معاهدة إلغاء الازدواج الضريبي الموقعة في 24 أفريل 2001 واتفاق التعاون في مجال الخدمات الجوية واتفاق يخص النقل البحري والموانئ. كما تم في 2012 إنشاء لجنة مشتركة جزائرية - إماراتية لمتابعة الاستثمار، مهمتها التكفل بالاستثمارات الجزائريةالإماراتية المنجزة أو التي هي في طريق الإنجاز، والتي تجتمع مرة كل 6 أشهر لتقييم وضعية المشاريع بين البلدين، إلى جانب إنشاء اللجنة المشتركة للتعاون بين الجزائر ودولة الإمارات سنة 2014. مبادلات تجارية ب2 مليار أورو وحسب أرقام رسمية، تقدر قيمة المبادلات التجارية بين الجزائروالإمارات خلال الفترة الممتدة من 2009 إلى 2014 بحوالي 2 مليار أورو، حيث بلغت قيمة واردات الإمارات من الجزائر 250 مليون أورو، بينما بلغت قيمة صادرات الإمارات نحو الجزائر 740 مليون أورو. ويتطلع مسؤولو البلدين خلال الدورة ال14 للجنة المختلطة الجزائرية - الاماراتية إلى تأسيس شراكات جديدة وتوقيع اتفاقيات تفاهم واعدة تدعم محفظة المذكرات والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين والتي يتجاوز عددها ال40 اتفاقية ومذكرة في شتى المجالات.