أكد شيخ الطريقة العلاوية الدرقاوية بالجزائر خالد بن تونس، المبادر بمشروع «العيش معا في سلام» الذي تبنته هيئة الأممالمتحدة والمجتمع الدولي شهر ديسمبر 2017، أن هذا المشروع لا يمكن تحقيقه دون ترسيخه بقطاع التربية الوطنية وفي الجامعة، مشيرا إلى أن الفضاء التربوي والتعليمي يعتبر عماد هذا المشروع «الذي تحول إلى احتفالية دولية، أكدت من خلالها الجزائر على مساعيها المتواصلة لتحقيق السلم و الأمن الدولي». جاءت تصريحات الشيخ خالد بن تونس خلال استضافته أمس، بمنتدى جريدة «الجمهورية» بوهران، حيث أكد بالمناسبة أن «الجزائر ومن منطلق ريادتها في تبني مبدأ العيش بسلام منذ عهد الأمير عبد القادر، واصلت مساعيها الكبيرة في سبيل الوصول إلى تبني يوم عالمي للعيش معا بسلام، والذي تجسد بقبول الجمعية العامة للأمم المتحدة تخصيص يوم عالمي للعيش معا وبموافقة 192 دولة». مضيفا أن «نشر ثقافة العيش بسلام يجب أن تمر عبر قطاع التربية الوطنية، من خلال تسطير برنامج واستراتيجية متكاملة لتربية النشء على كيفية العيش معا، ومنه بناء المجتمع المتسامح وكذا تبني الفكر الوسطي لقبول الآخر». كشف الشيخ بن تونس عن أن المؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة «جنة العارفين» التي يرأسها، قامت شهر جويلية الماضي، بتنظيم ملتقى دولي حول العيش معا في ولاية مستغانم، بحضور ممثلي 29 جامعة من مختلف أنحاء العالم، مع استقبال 116 مفتشا للتربية الوطنية، احتكوا لمدة أسبوع كامل بمختصين دوليين وأساتذة جامعيين، وهو ما من شأنه حسبه أن يساهم في الشروع في تنظيم مخطط وطني لتدريس العيش بسلام، معتبرا في سياق متصل، بأن أولى بوادر البرنامج انطلقت من خلال تخصيص أول يوم من الدخول المدرسي لموضوع العيش معا من طرف وزارة التربية الوطنية. كما أكد الشيخ بن تونس بأن المكانة الدولية للجزائر وقوتها الإقليمية، جعلت منها نموذجا في العيش معا، والدفع بالدول للموافقة والتصويت على مبادرة الجزائر التي كانت عبارة عن توصية خرج بها المجتمعون سنة 2014 في ولاية وهران خلال المؤتمر الدولي للأنوثة، الذي شارك فيه 3500 شخص من أكثر من 50 دولة، لتنطلق المبادرة، لافتا إلى أنه رغم أن الكثير من المحاولات سعت إلى إفشال المبادرة، إلا أن الجزائر تمكنت في الأخير من فرض نظرتها ومشروع العيش بسلام، الذي حول الجزائر إلى قبلة التعايش السلمي. أوضح المتحدث بأنه تلقى عشرات العروض من دول أوروبية وإفريقية وعربية، لتنظيم لقاءات وملتقيات دولية في دولهم حول العيش معا بسلام، من منطلق قناعة الدول بضرورة التعايش السلمي وقبول الآخر. عن جائزة «الأمير عبد القادر» التي تم الإعلان عنها سنة 2016، والتي كرم بها في أول طبعة لها الدبلوماسي الجزائري لخضر الإبراهيمي، نظير جهوده الدولية من أجل السلام، فيما كان يفترض الإعلان عن الفائز بطبعتها الثانية شهر سبتمبر الجاري، فكشف الشيخ خالد بن تونس عن أنه تقرر تأجيل الإعلان عن اسم الفائز، وتحديد موعد 16 ماي من كل سنة للإعلان عن الفائزين بالجائزة، بعد أن تم تثبيت تاريخ اليوم العالمي للعيش معا بسلام.