يقترب فيلم «مسافر حلب إسطنبول» من الجرح السوري الذي تكبّده المواطنون السوريون بفعل الحرب، الأمر جعلهم يفرون من جحيم الموت إلى مواطن أخرى من العالم، وفي رحلة «مريم» والطفلة «لينا» باتجاه إسطنبول، تواجههما ظروف قاسية جدا. فيلم «مسافر حلب إسطنبول» من تأليف وإخراج التركية أنداش هازيندار أوغلو، ومن بطولة النجمة الأردنية صبا مبارك والطفلة روان سكاف. يتحدث صراحة عن التخاذل العربي في حل القضية السورية، فيُظهر هذا العمل أن جرح السوريين المهاجرين قد تفوَّق من حيث حجم المسافة التي بين حلب وإسطنبول. ولم يسلم قلب من القلوب الحاضرة أول أمس بقاعة «بانورا» لحساب تواصل مهرجان مالمو السينمائي، من شدّة التأثر لواقع عربي مخز ومزر، يكشف أن سوريا بحاجة للمّ الشمل والعودة إلى البيت وليس المساعدة المادية، ففي أحد المشاهد تقوم الفتاة لينا بالبحث عن شخص يأخذ أختها الرضيعة إلى المستشفى، وكل واحد تسأله يهم ليمدها بالمال لكنّها ترفض، وفي الأخير تعاطفت معها سيدة وأخذتها. في مشهد ثان يعري موقف بعض الدول العربية لما سمعت لينا في المركز التجاري جماعة تتكلم العربية، فراحت تسألهم عن طريق الحديقة حتى تلتقي «مريم»، فسألت إحداهن: «هل أنت سورية؟ فردت لينا: «نعم»، فبادرت بإعطائها بعض المال، لكن لينا تهيم على وجهها رافضة هذا السلوك، لتشق دربها باتجاه آخر. ويروي الفيلم قصة الفتاتين لينا ومريم، لينا عمرها 10 سنوات، فقدت عائلتها في الحرب، ولم يبق لها سوى أختها الرضيعة، فلا تجد ملجأ إلا الذهاب مع جارتها مريم، إلى تركيا، بغية متابعة طريقهما إلى أوروبا، لتعيشا هناك حياة جديدة. ويشارك صبا في تمثيل الفيلم الممثل السوري همام حوت، بينما بقية الممثلين هم لاجئون سوريون حقيقيون، لم يسبق لهم أن خاضوا تجربة التمثيل. «نقاد بلا حدود» في مالمو السينمائي ... ملتقى لتبادل الخبرات مع الإسكندينافيين وضع مهرجان مالمو للسينما العربية في صميم اهتماماته، تنظيم ملتقى «نقاد بلا حدود»، الذي من شأنه أن يعرّف بالسينما العربية وتبادل الخبرات بين النقاد العرب 15 المشاركين ونقاد من الدول الإسكندينافية. وخُصّص اللقاء الأول من ملتقى «نقاد بلا حدود» الذي نُظم أول أمس على هامش مهرجان مالمو للسينما العربية الثامن، لمناقشة مشاكل النقد السينمائي في ظل التطورات التكنولوجية. كما تم التوقف عند مشكل غياب نشاط النقاد الهواة على حساب النقد الأكاديمي الذي يسجل غيابه الفظيع. وتناولت المداخلات المختلفة وضعية النقد السينمائي أمام ضعف الصحافة المكتوبة، وتراجع الصحف الورقية على حساب المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، التي أضحت تزاحم في نشر الأخبار والتعليق والتحليل بشكل سريع وآني.