اعترف هانز بليكس رئيس مفتشي الأممالمتحدة في العراق بأن الرئيس الأمريكي جورج بوش خاض مغامرة الحرب في العراق من دون التأكد من صدقية المزاعم القائلة بامتلاك النظام العراقي السابق لأسلحة الدمار الشامل. وقال بليكس في تصريح صحفي أن الولاياتالمتحدة كانت قد صممت على غزو العراق بغض النظر عن نتيجة عمليات التفتيش التي تمت آنذاك حول امتلاك هذا البلد لأسلحة الدمار الشامل. ويأتي اعتراف المسؤول الأممي السابق بهذه الحقيقة في وقت لم تعد تجدي فيه مثل هذه التصريحات نفعا بعدما انهار العراق ودمرت بناه التحتية وتعرض شعبه للتقتيل والتهجير. وكان الأجدر ببليكس الكشف عن الضغوط التي تعرض لها من قبل إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش والتهديد بتشويه سمعته إن لم يفعل ما تريده في حينه وأن لا ينتظر أزيد من خمس سنوات من حرب تمت بذريعة كاذبة. وقال بليكس أنه تعرض رفقة رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لما يشبه التهديد من قبل ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي بالتشكيك في مصداقيتهما وهو الأمر الذي جعله يدرك أن إدارة البيت الأبيض مستعدة لتقديم أجوبتها إذا رفض وفريقه تقديم الأجوبة المناسبة. وأكد بليكس أن"النفط شكل أحد أهم أسباب هذا الغزو كما حدث في حرب الخليج الأولى، لأن هناك مصلحة استراتيجية لوجود القوات الأمريكية قريبا من خطوط النفط وخطوط الشحن". مبديا أمله في أن" يكون للإدارة الأمريكيةالجديدة منهج آخر غير إطلاق العنف كما فعلت إدارة جورج بوش" على حد قوله. وأبدى بليكس استعداده للشهادة أمام محكمة دولية تبحث زيف الادعاءات الأمريكية فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل العراقية وقال إنه "مستعد ليروي القصة التي لم تتغير مع مرور الأعوام"، وقد أصدر كتابا في هذا الموضوع. وعدد بليكس أسبابا أخرى قدمتها الإدارة الأمريكية ذريعة للغزو ولم تتأكد صحتها من بينها مهاجمة تنظيم القاعدة في حين أن التنظيم لم يكن موجودا حينها في العراق وإنما جاء بعد الحرب وتساءل إن" كانت هناك ذريعة لنشر الديمقراطية عبر الحرب". وأضاف أن الولاياتالمتحدة كانت "قد وطنت نفسها على الغزو بغض النظر عن نتيجة عمليات التفتيش"، مذكرا بأن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي وصف في مجلس الأمن الادعاء الأمريكي بوجود اتفاق تعاون بين العراق والنيجر بخصوص اليورانيوم بأنه "تزوير ومزاعم". وكانت قضية يورانيوم النيجر إحدى النقاط الرئيسية لمداخلة شهيرة بشأن العراق لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول في مجلس الأمن قبيل الغزو بأسابيع قبل أن يتأكد زيفها فيما بعد.