أكد الدكتور محمد شياب من جامعة أم البواقي، في حديث خص به "المساء"، أنه لا يمكن الحديث عن المواطنة دون توفر مجموعة من المقومات والشروط التي رآها ضرورية، منها المساواة وتكافؤ الفرص والمشاركة في الحياة العامة والولاء للوطن، والحوار والمشاركة فيه، مضيفا أن المواطنة الحقة وبمفهومها الواسع، عبارة عن تلك الصلة الموجودة بين الفرد والدولة التي يقيم فيها الفرد ويرتبط بها جغرافيا وتاريخيا وثقافيا، مؤكدا في نفس السياق، أن الشعور بالمواطنة يعد من التوجهات المدنية والأساسية التي من أهم مؤشراتها؛ احترام القانون والنظام العام، ضمان الحريات الفردية واحترام حقوق الإنسان، التسامح وقبول الآخر وحرية التعبير، مهما اختلفت المنطلقات الفكرية والفلسفية لأي مجتمع، مهما كان. مضيفا أنّها تعمل أيضا على تنمية الوعي وتعميق السلوك الأخلاقي والمسؤولية الذاتية للفرد والمجتمع.. فيما يخص العمل التطوعي، أشار الدكتور محمد شياب إلى أنه عبارة عن نشاط اجتماعي حضاري ناتج عن سلوك إيجابي، الهدف منه مساعدة النّاس وإسعادهم دون انتظار مقابل لذلك، مضيفا أن العمل التطوعي في الأصل نابع من فطرة الفرد وحاجات المجتمعات، كما أنه ضرورة أخلاقية واجتماعية، لأنه مرتبط كل الارتباط بالحياة، وأكثر من ذلك، اعتبره مقياسا للنضج الحضاري ومرآة عاكسة لرقي القيم التي يتحلى بها الأفراد. عن مفهومه للتنمية المستدامة، اعتبرها المتحدث سلوكا ذا بعد إنساني، ووسيلة للالتحام الاجتماعي، وأداة لعملية التطور والتطوير في الاختيار السياسي الذي يرتكز على تخفيف الفقر والبطالة، وتوسيع العدالة الاجتماعية بين أجيال الحاضر وأجيال المستقبل، كما أنّها سلوك مشترك بين الفاعلين الاجتماعيين من أجل خلق مصادر جديدة للثروة، مشددا على ضرورة غرس تلك الثقافة من خلال توعية الأفراد والجماعات، وتنميتهم بزيادة المعارف والمهارات من خلال التعليم والتربية على المواطنة التي تهدف كما قال إلى وضع نظام جديد للقيم، من شأنه إعداد الإنسان إعدادا سليما يجعله قادرا على المحافظة على وطنه. عن أهم قاعدة يقوم عليها بناء المجتمع الديمقراطي، يرى الأستاذ الدكتور عبد العزيز بودن من جامعة قسنطينة، أنّها ترتكز أساسا على جملة من القيم المتمثّلة في المساواة والحرية والمشاركة والمسؤولية، وجملة من العناصر كالانتماء والولاء والحقوق والواجبات والديمقراطية، وجملة من الركائز كالمساواة والعدل والحرية وتكافؤ الفرص والتعدد والتنوع، إلى جانب الأخلاق والشورى، دون إغفال كما قال الأبعاد الأخرى، كالبعد القانوني والثقافي والديني والاجتماعي والسياسي والمعنوي والمهاراتي. مؤكدا في السياق أنّه ومن بين أهم أسس المواطنة؛ المشاركة في الحكم والمساواة بين جميع المواطنين. ❊بوجمعة ذيب