نظمت مديرية المجاهدين ببومرداس أول أمس، ندوة تاريخية حول "دور وسائل الإعلام أثناء الثورة التحريرية" نشطها الأستاذ المحاضر بكلية الإعلام بجامعة الجزائر 3 الدكتور عبد الرحمان عرعار، الذي تحدّث عن ثورة موازية للكفاح المسلح أُطلق عليها تسمية ثورة الإعلام. وقد اعتبر بسط السيادة الوطنية على مؤسسة الإذاعة والتلفزيون في 28 أكتوبر 1962، بمثابة ثورة أخرى تحققت في عهد الاستقلال. أشار الدكتور عبد الرحمان عرعار خلال الندوة التاريخية بمعهد الفندقة والسياحة بمدينة بومرداس، إلى أن الإعلام رافق الثورة التحريرية، فكان بمثابة الشق الثاني للكفاح المسلح. واستحضر المتحدث، بالمناسبة، المثل الشعبي القائل: "يد واحدة ما تصفق"، موضّحا أن السلاح والتخطيط للعمليات الثورية من قادة الثورة، كان لا بد أن يكون لهما صدى آخر يدوي مثل دويّ الرصاص، متحدثا عن جريدة "المقاومة" التي صدرت في أفريل 1956 بالجزائر، والتي كانت لسان حال الثورة، وإلى جانبها جريدة "المجاهد" التي صدرت في نفس السنة مباشرة بعد مؤتمر الصومام باللغتين، وكان يكتب فيها عدد من الكتّاب والمثقفين الجزائريين، "وكانا عنوانين مهمين جدا يقدّمان إلى جانب المعلومة الحقيقية التي ترد على كبريات جرائد المستعمر آنذاك، سندا ودعما معنويا للثورة الجزائرية، وجرعة أوكسجين للثوار"، يقول الأستاذ عرعار.المحاضر قال في معرض حديثه إن الإعلام الجزائري خلال حرب التحرير، كان بمثابة المرافق الحقيقي للثورة داخل الوطن وخارجه على حد سواء، من خلال إسماع صدى الثورة المجيدة للعالم بأسره، وبث الصورة الحقيقية البشعة للاستعمار الفرنسي، حيث تمكنت العناوين الإعلامية الجزائرية على قلّتها، من إبراز جرائم الاستعمار من صور التقتيل والتخريب والتدمير التي كانت تمارَس ضد الجزائر والجزائريين.وأكد المحاضر في هذا الشأن أنّ الإعلام وقف الند للند للترسانة الإعلامية والدعائية للعدو. كما استطاع أن يصنع رأيا عاما مدعما ومساندا للثورة؛ من خلال كتابات صحفية، وأفلام قصيرة وصور كانت تُنشر في الجرائد. أما بالنسبة للإعلام المسموع فتحدّث الأستاذ عرعار عن "صوت الجزائر" الإذاعية التي كانت تصدر من لدن دول شقيقة وصديقة للجزائر وثورة نوفمبر 1954، حيث صدرت من تونس، القاهرة، الرباط، ليبيا وكذلك من بكين ويوغسلافيا، وكانت تُبرز عبر حصص صوتية بشاعة ووحشية المستعمر الفرنسي التي استمرت حتى الاستقلال في 1962. وأضاف: "في هذه السنة انتقلنا إلى ثورة إعلامية ثانية، بدأت تحديدا في 28 أكتوبر 1962 يوم بسط السيادة الجزائرية على التلفزيون والإذاعة"، مشيرا في قوله إلى أنّ "الإعلام نجح في مسايرته مسار الثورة التحريرية ولسير الاستقلال، ومواكبته معركة البناء والتشييد.. هذه هي قوة الإعلام"، ليختم الأستاذ محاضرته مبديا تأسفه لما آل إليه الإعلام؛ فرغم الزخم في عدد القنوات الخاصة والعمومية والجرائد والمجلات، إلا أن قنوات على اختلافها لم تحقق ما يستوجب أن يصل الإعلام إليه.تعليق الصورة: