شهدت بعض مناطق الوطن وخاصة المرتفعة منها صباح أمس، تساقط أولى الثلوج لهذا الموسم الشتوي من دون أن تتسبب في أية أحداث أو صعوبات في حركة المرور، حيث غطت طبقة رقيقة من الثلوج قمم ومرتفعات الجبال التي يتجاوز علوهما ال1000 متر، على مستوى الولايات الغربية والوسطى، ما ترتب عنه موجة من البرد الشديد التي سادت عدة مناطق من الوطن. جبال الشريعة تكتسي حلة بيضاء إستيقظ سكان مدينة البليدة أمس، على مناظر البساط الأبيض الذي تزينت به مرتفعات منطقة الشريعة السياحية بعد تساقط أولى كميات الثلوج ليلة الأحد إلى الاثنين، ما أدى إلى انخفاض محسوس في درجات الحرارة. وعلى غرار كل سنة، تضفي الكميات الأولى من الثلوج المتساقطة على مرتفعات الشريعة السياحية الواقعة على علو 1600 من سطح الأرض فرحة كبيرة وسط سكانها الذين يستبشرون بعام مليء بالخيرات. وتقوم ربات البيوت بهذه المناسبة واتباعا للتقاليد السارية بمنطقة الشريعة بطهي طبق خاص يطلق عليه اسم «سعيد أوقسول» المتكون من مختلف أنواع الخضر وكذا العجائن ويتميز بطعمه الحار، بالإضافة إلى إعداد أكلات تقليدية أخرى على غرار «المعارك» و»السفنج» و»البغرير» التي يتم توزيعها على الأطفال والجيران وسط أجواء من الفرحة. وسارع العديد من سكان مدينة البليدة إلى الصعود إلى أعالي الشريعة للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة وكذا للعب بالثلوج، فيما اغتنم البعض الآخر الفرصة لالتقاط صور تذكارية رفقة الأصدقاء والعائلة. ويذكر أنه تم في إطار توفير مختلف المرافق الضرورية التي توفر الراحة لزوار المنطقة، بعث عدة مشاريع تنموية على غرار إعادة تهيئة الساحات العمومية وتجهيزها بالكراسي والطاولات وكذا ألعاب الأطفال، بالإضافة إلى تهيئة نادي التزحلق. كما تم في إطار تخفيف الضغط المروري الذي يشهده الطريق الوطني رقم 37 الرابط بين الشريعة ومدينة البليدة، إعادة تهيئة الطريق الرابط بين بلدية بوعرفة والشريعة على مسافة 17 كلم ينتظر استلامه نهاية السنة الجارية بالإضافة إلى تهيئة الطريق الرابط بين منطقة تاباينت والشريعة على مسافة 30 كلم. الثلوج تغمر مرتفعات النعامة وسعيدة من جهتها، شهدت بعض المناطق التابعة لولايتي النعامة وسعيدة خاصة المرتفعة منها صباح أمس، تساقط أولى الثلوج لهذا الموسم الشتوي دون أن تتسبب في صعوبات في حركة المرور. وصنعت الثلوج المتساقطة على مرتفعات الجبال المحيطة ببلدية عين الصفراء وخصوصا بأعلى قمة بها «جبل عيسى» لوحة طبيعية جميلة أمتعت عيون محبي الطبيعة، كما أدخلت هذه الثلوج التي صاحبتها أمطار غزيرة، الفرحة في قلوب المواطنين والفلاحين على حد سواء. وأوضحت محافظة الغابات أن حركة المرور بالمسالك الريفية والغابية المنتشرة بالمناطق الجبلية للولاية لم تعرف أي انقطاعات أو صعوبات، بالنظر لقلة الثلوج المتساقطة التي غطت جزءا فقط من قمم الجبال ذات العلو الكبير. كما لاقت أولى صور الثلوج المتساقطة على المرتفعات الجبلية لسلسلة الأطلس الصحراوي بجنوب ولاية النعامة اهتماما من قبل هواة مواقع التواصل الاجتماعي. أما بولاية سعيدة، فقد تساقطت أولى زخات الثلوج المصحوبة بالأمطار عبر كل من بلديات عين الحجر وأولاد إبراهيم وسيدي أحمد وفقا لمصالح الحماية المدنية. ولم يسجل أي حادث مرور أو صعوبات في حركة سير المركبات أو انقطاع الطرقات بفعل هذه الثلوج. في وقت يتم فيه تسخير جميع الوسائل والإمكانيات المادية من كاسحات الثلوج وجرافات وشاحنات من طرف السلطات المحلية بسعيدة تحسبا لأي طارئ يستدعي التدخل جراء تساقط الثلوج وفقا لمصالح الولاية. الثلوج الأولى تكسو مدينة تيسمسيلت وشهدت مدينة تيسمسيلت بعد ظهر أمس، تساقط الثلوج الأولى التي كانت مصحوبة بموجة برد شديد، حيث اكتست العديد من الأحياء والشوارع حلة بيضاء شدت انتباه العديد من المواطنين، لاسيما الأطفال والشباب الذين وبالرغم من برودة الطقس فضلوا التقاط صور تذكارية وسط هذا المشهد الطبيعي الجذاب. كما غطت كميات كبيرة من الثلوج غابة «سيدي بن تمرة» بعاصمة الولاية، حيث اكتست أشجارها حلة بيضاء أضفت عليها جمالا. وشهدت مرتفعات «المداد» (أزيد من 1200 متر فوق سطر البحر) ببلدية ثنية الحد وكذا الونشريس (أكثر من 1900 متر) تساقطا للثلج بلغ سمكه حوالي 20 سنتمترا مع انخفاض كبير في درجة الحرارة وصلت إلى 4 درجات مئوية، حسب محافظة الغابات بالولاية. وأشارت المحطة الجهوية للأرصاد الجوية لعين بوشقيف بتيارت إلى أن تساقط الثلوج والأمطار سيتواصل بالمنطقة خلال ال24 ساعة القادمة مع توقع بلوغ درجة الحرارة 5 درجات مئوية. الرياح تتسبب في إتلاف البيوت البلاستيكية ببسكرة وخلفت التقلبات الجوية بولاية بسكرة أول أمس، إتلاف بين 150 إلى 180 بيت بلاستيكي، حيث أكد المزارعون بالجهة الشرقية للولاية، تعرض حقولهم للضرر، مطالبين السلطات المعنية التدخل لتقديم يد العون لهم. وقال بعض الفلاحين الناشطين ببلديات سيدي عقبة، مزيرعة وعين الناقة إن سرعة الرياح العاتية التي هبت ليلة الأحد إلى الاثنين على المنطقة كانت كافية لتدمير المحاصيل والبيوت المحمية، حيث خلفت دمارا كبيرا. يذكر أن المنطقة الشمالية من الولاية شهدت هطول أمطار غزيرة في الأيام السابقة. وقد غمرت المياه والسيول بعض الأحياء ببلدية لوطاية، كما تشكلت برك مائية عرقلت حركة سير المركبات والمارة.