تنطلق أول قافلة للإنتاج الوطني لتجوب 48 ولاية وتمكن لأول مرة كل المنتجين المحليين في كل الاختصاصات، من عرض منتجاتهم، حسب السيد عمر عمراني مدير العلاقات العامة بمؤسسة «إيفن برو إكسبو» المنظمة لهذه التظاهرة، موضحا أن القافلة ستشهد مشاركة أزيد من 100 مؤسسة وطنية، تسهم في التعريف المنتوج الوطني، وتتقرب من المواطن أكثر. وقال ممثل الجهة المنظمة للتظاهرة، في ندوة صحفية عقدت، أمس، بالعاصمة، حضرها ممثلون عن رئاسة الجمهورية، ووزارات ومنظمات مهنية، إن القافلة التي ستنطلق في العاشر ديسمبر الداخل، ستحط الرحال في البداية بخمس ولايات أولاها سيدي بلعباس، ثم تلمسان، الأغواط، غرداية فالوادي، وتهدف إلى إعادة الاعتبار للمنتوج الوطني، لدى المواطن، والاحتكاك المباشر بين المتعاملين الاقتصاديين بالمستهلكين، وتعزيز ثقافة المواطَنة الاقتصادية، والارتقاء بالمنتوج، وكذا إيصاله إلى أقصى نقطة من التراب الوطنية. وأفاد المتحدث أنه بعد نجاح التظاهرة الاقتصادية «الثابتة» التي تم تنظيمها بقصر المؤتمرات بالعاصمة، هذه السنة، وضمت كل المنتجين الوطنيين، جاء الوقت لتقريب المنتوج من المواطن، عن طريق القافلة التي تجوب ولايات الوطن، وتعرض سلعها، وتجيب على التساؤلات التي يطرحا المواطن، كما توفر سلعا ذات جودة بأسعار تنافسية، مشيرا إلى أن هذه المبادرة ستحقق جزءا من إستراتيجية الحكومة لتشجيع المنتوج الوطني، المدرّ للثروة، والموفر لمناصب الشغل، وجلب العملة الصعبة، من خلال تصدير جزء من هذه السلع نحو الأسواق العالمية، بخاصة الإفريقية. وأكد ممثل رئاسة الجمهورية، مراد ساسي، في تدخله، أنه يجب المحافظة السيادة الوطنية، ووضع المصلحة الوطنية فوق الاعتبار، مثنيا على المبادرة التي يجسدها المتعاملون الاقتصاديون. كما ذكر السيد حمداش ممثل وزارة الداخلية والجماعات المحلية، أن المبادرة تخدم السياسة الوطنية التي تهدف إلى تشجيع المنتوج الوطني، وأن الولاة مستعدون لإنجاح هذه التظاهرة الهامة. من جهته، ثمّن الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، محمد عليوي، فكرة القافلة، كونها تؤكد القناعة بأن الحل الوحيد لبلوغ الاكتفاء الذاتي والتخلص من التبعية، ومنه تحقيق الأمن الغذائي، هو التركيز على السلع المحلية، على اعتبار أن الدولة التي تفشل في ذلك تعد منقوصة السيادة، وفي هذا الإطار أفاد ممثل الفلاحين أن السماسرة الذين يضاربون بالمنتوج المحلي يسهمون في إبعاده عن المستهلك، وترك المجال للمستورد منه، داعيا وزارة التجارة إلى تنظيم سوق الخضر والفواكه، والقضاء على المعوقات، كما دعا أرباب العمل إلى حماية المنتوج الوطني والاستثمار فيه، خاصة أصحاب المال، الذين يستطيعون أن يحققوا أرباحا طائلة ويحموا الخيرات الغزيرة الذي تزخر به بلادنا، وكل الإمكانيات الطبيعية الملائمة لإقلاع اقتصادي حقيقي. من جهته، دافع مربي عثمان ممثل دائرة ترقية الصادرات بوزارة التجارة، عن التوجهات الإستراتيجية التي اعتمدتها الدولة، لحماية الإنتاج الوطني وإنجاحه، من خلال وزارة التجارة التي رفعت كل الحواجز البيروقراطية، فأصبح بإمكان أن منتِج وطني اليوم أن يسهم في التصدير، مشيرا إلى أن الدولة تدعم هذا المسعى إداريا وماليا، إذ يسهم صندوق ترقية الصادرات الخارجية ب50 بالمائة من تكلفة نقل المواد الفلاحية، و25 بالمائة بالنسبة للمنتوجات الصناعية. وأبدى ممثل الكنفدرالية الجزائرية لأرباب العمل، نذير بلعباس، وقوف المتعاملين لإنجاح هذه التظاهرة الترويجية، داعيا كل الاقتصاديين في مختلف القطاعات إلى الإسهام وبقوة في هذا المسعى الوطني، الهادف إلى تجسيد شعار «استهلك جزائري، كي يبقى رأسك عاليا».