ترى جمعية وهران في استضافتها جارها ترجي مستغانم، فرصة لا ينبغي تفويتها لخطف النقاط الثلاث التي تعينها على الخروج من منطقة المهدّدين بالسقوط بعدما عاد إليها أمل البقاء بالنقطة التي جلبتها من خرجتها الماضية إلى ميدان اتحاد الحراش الذي يقاسمها نفس الهدف. شدّد المدرب سالم العوفي على مجموعته أخذ مباراتهم أمام "الحواتة"، بالجدية اللازمة حتى يأمنوا من أي طارئ غير سار، لذلك أولى التقني الوهراني أهمية خاصة للجانب النفسي، إذ طالب أشباله بالمزيد من العمل والتركيز، والابتعاد عن التفكير في ما يشتت تركيزهم خاصة الجانب المالي، الذي غالبا ما أوقع بنواد في شراك الهزائم. غير أن الفعل لم يقرَن بالقول في الحصص التدريبية الأولى التي شهدت تذمرا كبيرا من لدن اللاعبين؛ لعدم تنفيذ الإدارة كالعادة وعدها بتسديد منحة تعادل الحراش، المقدّرة ب 8 ملايين سنتيم، ما أعجز المسيّر العربي أومعمر الذي اعتاد حضور التدريبات من فترة لأخرى، عن مزيد من الكلام والتحفيز؛ شأنه في ذلك شأن المدرب العوفي، الذي أُجبر على تجاوز بعض التطبيقات التقنية والتكتيكية؛ إدراكا منه لانحطاط معنويات أشباله، ولم يُخف خشيته من تأثير ذلك، ومن الوجه الذي سيطلّون به غدا أمام الجار المستغانمي.غير أن العوفي يصرّ على مواصلة مهمته بما يليق؛ بشحن لاعبيه نفسيا حتى يخلّصهم من الضغوط الشديدة التي أضحوا يتعرضون لها كلما لعبوا على ملعب "الحبيب بوعقل"؛ خشية تسجيل تعثر آخر، الذي وإن تكرّر غدا سيقضي على آمال الجمعية الوهرانية في البقاء، وينفّر ما بقي من أنصارها، الذين مازالوا يجلسون على المدرجات رغم تدني الحصيلة الفنية لفريقهم بشكل كبير، واعتقادهم أنه لم يدرَج نهائيا بعد في القائمة المحظورة، وهو اعتقاد يشاطرهم فيه المهاجم خلف الله، الذي يرى أن مرحلة العودة لم تنقَض بعد وبها مفاجآت. وواصل يقول: "ليس من العدل الحكم علينا بالسقوط، والبطولة مازالت بها جولات عديدة للتدارك. وفريقنا ليس بعيدا عن الذي يسبقنا؛ اتحاد الحراش. ويكفي تسجيل نتيجتين إيجابيتين متتاليتين لتجاوزه والقفز، على الأقل، إلى الرتبة التي يحتلها، وأنا واثق من أن ذلك سيحدث قريبا". عودة بن ويس وحميدي، وبن مراح ينهي موسمه وسيكون باستطاعة الطاقم الفني استدعاء الثنائي أسامة بن ويس ووليد حميدي المتعافى من إصابة، وهو ما يمثل عونا كبيرا للجمعية الوهرانية في مهمتها أمام الجيران "الحواتة"، لكن من دون المهاجم عبد الحميد بن مراح، الذي أنهى موسمه بعدما أجرى عملية جراحية على أربطة الركبة. الحاج مودوب يصالح ويوصي بالاتحاد من جانب آخر، قام الحاج الهواري مودوب الرئيس السابق لجمعية وهران، بلمّ شمل بعض اللاعبين القدامى لمصالحة بعضهم ببعض، وللحديث عن الوضعية الحالية للجمعية الوهرانية. وخرج المجتمعون برأي موحّد حول ضرورة الاتحاد بين مكونات الفريق الواحد، وهو السبيل الوحيد -حسبهم - لإخراج الجمعية من مشاكلها أولا، وبعدها العودة بها إلى الواجهة التي غابت عنها سنوات. وكان من بين المجتمعين عبد الله جمعي، قمري محمد رضوان، أحميدة تاسفاوت، بوبكر شلابي، بن مختار مصطفى وهدفي الجيلالي.