التنديدات والاستنكارات الرسمية العربية لم توقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ولم يكن ذلك مفاجئا للرأي العام العربي الذي أدرك واقتنع أن العرب مهما اجتهدوا في مثل هذه الأوضاع الأليمة، فإنهم لن يتجاوزوا حدود الشجب والتنديد. ومن هذا المنطلق لم يعد هناك في الشارع العربي من يتحمس للاجتماعات العربية سواء في قمم عادية أو طارئة ما دامت القرارات لا تغير في الأمر شيئا، ولا تساهم حتى في تخفيف آلام الفلسطينيين الذين يتصدون بصدور عارية لصواريخ الطيران الإسرائيلي، بعد حصار دام أكثر من عام. فالعدوان الإسرائيلي على غزة دخل يومه التاسع دون أن تجد صرخات الأطفال والنساء صدى لها أو تجد نداءات الاستغاثة مُنقذين في الوطن العربي، بل وفي العالم أجمع ذلك أن العالم رغم وجود هيئة الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي، يحكمه قانون الغاب، وإسرائيل تفرض منطقها العدواني برعاية الولاياتالمتحدةالأمريكية وصمت العالم الغربي على جرائمها، ووقوف العرب موقف المتفرج من أعمال وحشية لعدو تاريخي أقاموا معه علاقات دبلوماسية وحرصوا على استمراريتها رغم مطلب الشارع العربي بقطعها! إن إسرائيل لم تعد تخشى الموقف الرسمي العربي بقدر ما تخشى موقف الشارع الذي بإمكانه أن يؤثر على الموقف الرسمي ويدفع ببعض العواصم العربية إلى قطع العلاقات معها، وما عدا ذلك فإنها ماضية في التقتيل واقتراف مجازر أخرى،، ليبقى ما يجري في غزة وصمة عار في جبين كل العرب.