أكد وزير الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك، في تصريح أرسل أول أمس الخميس، الى وسائل الإعلام أن القمة ال32 للاتحاد الإفريقي عززت مكاسب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، حيث أوضحت جليا أن الاتحاد يعطي أهمية كبيرة لحل النزاع القائم بينها وبين المغرب من خلال تأكيدها على دعم الجهود التي يقودها المبعوث الأممي هورست كوهلر، من أجل تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية. وقال رئيس الدبلوماسية الصحراوية إن القمة شهدت "تعزيزا لمكانة الدولة الصحراوية على الصعيدين الإفريقي والدولي ودفعا قويا لقضية شعبها"، حيث اتضح أن الاتحاد الإفريقي يعطي أهمية كبيرة لحل النزاع القائم بين الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية، حيث أعلن، على لسان رئيس المفوضية خلال الجلسة الختامية، أن "العمل جار حاليا على قدم وساق لتحديد خارطة طريق تمكن الآلية (الترويكا) التي تم إنشاؤها في قمة نواكشوط، من أجل تجسيد قرارات الاتحاد الرامية إلى حل النزاع القائم بين الدولتين العضوين في الاتحاد، الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية، والمساهمة في الجهود الأممية الحالية التي يقودها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي من أجل تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في إفريقيا. وأشار المتحدث في ذات السياق إلى أنه عندما استعرضت القمة "الحالة الإنسانية" في قارة إفريقيا "حاولت دولة الاحتلال التشكيك في الأرقام المتعلقة باللاجئين الصحراويين والمعتمدة من طرف المفوضة السامية للاجئين التي أحصت أزيد من 176 ألف"، إلا أن رد مفوضية الاتحاد كان "صارما" مع استغراب الدول الأعضاء، كون الاحتلال المغربي لأجزاء من الجمهورية الصحراوية كان ومازال السبب في بقاء اللاجئين الصحراويين خارج وطنهم منذ 45 سنة. من جهتها أعلنت وزيرة الخارجية الجنوب إفريقية لينديوي سيسولو، عن استضافة بلادها يومي 25 و 26 مارس المقبل، مؤتمرا دوليا لمنظمة تنمية الجنوب الإفريقي "ساداك" للتضامن مع قضية الصحراء الغربية ودعم حق الشعب الصحراوي في الاستقلال وتقرير المصير، وأن جنوب إفريقيا ستظل "ملتزمة" بموقفها المبدئي الداعم لحق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير مصيره والاستقلال. وذكر موقع "صمود" الصحراوي أول أمس الخميس، أن الوزيرة سيسولو، ذكرت في خطاب لها أمام البرلمان أن المؤتمر سيكون محطة مهمة لحشد الدعم للجمهورية الصحراوية ونضال الشعب الصحراوي، مجددة موقف بلادها الثابت والمساند للقرارات التي اتخذتها الجماعة الإنمائية الجنوب الإفريقية والاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة حيال قضية الصحراء الغربية. من جهة أخرى عقدت المجموعة البرلمانية الأوروبية "السلام للشعب الصحراوي" اجتماعا بستراسبورغ، عقب تصويت البرلمان الأوروبي على اتفاقية الصيد ناقشت خلاله عدة مقترحات بشأن التصدي " لمناورات المفوضية والمجلس الأوروبيين وكافة المحاولات الرامية إلى الالتفاف على الشرعية الدولية، وشرعنة النهب الممنهج والخطير الذي يقوم به نظام الاحتلال المغربي بتواطؤ مع الإتحاد الأوروبي". وخلال الاجتماع الذي حضره كل من الوزير الصحراوي المكلف بأوروبا محمد سيداتي، وممثل جبهة البوليساريو في فرنسا أبي بشراي البشير، وممثلي المجتمع المدني الصحراوي والأوروبي إلى جانب أعضاء المجموعة البرلمانية "السلام للشعب الصحراوي" أعربت هذه الأخيرة عن رفضها القاطع لقرار البرلمان الأوروبي لاتفاقية الصيد بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، تشمل المياه الإقليمية للصحراء الغربية، بما يشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي وأحكام محكمة العدل الأوروبية وكل قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الصحراوية. وأكد الوزير الصحراوي المكلف بأوروبا محمد سيداتي، في ندوة صحفية نشطها بمقر البرلمان الأوروبي بستراسبورغ، رفقة النائبة البرلمانية سيرينا رودريغيز، أن المؤامرة والضغط الذي مارسته المفوضية والمجلس الأوروبيين للتأثير على النواب الأوروبيين منذ عدة أشهر، وكذا منع أي نقاش حول الاتفاقيات التجارية في البرلمان، ورفض اقتراح تقديم نصها للنظر فيها من قبل محكمة العدل الأوروبية يعكس النية المسبقة من قبل أوروبا للالتفاف على الشرعية الدولية والقانون الأوروبي في أغرب موقف تشهده مؤسسات أوروبا الحديثة. من جهتها أبرزت رودريغيز، أن مجموعتها ترفض وبشكل قاطع قرار البرلمان الأوروبي التصويت لصالح اتفاقية تشمل المياه الإقليمية للأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية، بطريقة غير شرعية تتنافى مع القانون الدولي وميثاق هيئة الأممالمتحدة، وتحديد المادة 73 التي أكدت على سيادة وحق تصرف الشعوب غير المتمتعة بالاستقلال في مواردها الطبيعية. وأضافت المتحدثة أنه ما دام المغرب لا يملك أية سيادة على الصحراء الغربية المحتلة، فلا يحق له ولا للاتحاد الأوروبي توقيع اتفاقيات تشمل أجواء وأراضي أو المياه الإقليمية لهذه المنطقة غير المتمتعة بالاستقلال دون موافقة الشعب الصحراوي عبر ممثله الشرعي والوحيد وفقا للأمم المتحدة ألا وهو جبهة البوليساريو، وأن أي شيء آخر غير هذا يعد خرقا وانتهاكا للقانون الدولي والأوروبي. كما نددت نقابة العمال الإسبانية بالاتفاق المبرم بين الإتحاد الأوروبي والمغرب، الذي أدرج الصحراء الغربية والذي يتجاهل من خلاله الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الأوروبية، بشأن عدم شرعية نهب ثروات الإقليم المنفصل عن المغرب، مؤكدة أن حركة التضامن مع الشعب الصحراوي "محقة في مطالبتها بتصحيح تبعات هذا الاتفاق المخزي الذي يعزز مرة أخرى اتفاقات نهب الموارد الطبيعية التي مصدرها الصحراء الغربية"، وأن الإتحاد الأوروبي "يعطي للاحتلال المغربي شرعية نهب الثروات التي لا يستفيد من عائداتها المواطنون الصحراويون بالمدن الصحراوية المحتلّة". وأصدرت الحكومة الصحراوية أمس، رسالة تزامنت وزيارة الملك الإسباني، فيليبي السادس، إلى المغرب ذكرت فيها بمسؤولية إسبانيا على "المأساة التي راح ضحيتها ولا يزال الشعب الصحراوي، على مدار أكثر من 45 سنة بعدم تنفيذ التزاماتها الدولية بتنظيم استفتاء تقرير المصير والتوقيع، بدل ذلك على اتفاقية مدريد الثلاثية التي تمثل خيانة وطعنة غادرة في ظهر الشعب الصحراوي". كما طالبت اسبانيا بضرورة تدخلها لدى سلطات الإحتلال المغربي من أجل التعجيل بإنهاء النزاع في الصحراء الغربية، والعمل على تشجيع مسار التسوية الأممي الذي يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، مشددة على أن المسؤولية التاريخية والقانونية لإسبانيا لن تسقط إلا باستكمال تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية. المغرب يقمع مظاهرات سلمية بالمناطق المحتلّة أقدمت قوات الاحتلال المغربية على التدخل بعنف ضد متظاهرين صحراويين بكل من مدينتي العيون والسمارة المحتلتين، خرجوا لإبداء رفضهم لاتفاق الصيد بين الاتحاد الأوروبي والمغرب يشمل أراضي بلدهم، وللتنديد بالوضع المزري الذي يعيشونه في ظل الاحتلال المغربي. وذكرت وكالة الأنباء الصحراوية (واص) أن مدينة العيون المحتلّة شهدت يوم الأربعاء، تدخلا عنيفا لقوات القمع المغربية ضد متظاهرين صحراويين بحي "دير أيدك" أغلبهم من المعطلين كانوا قد خرجوا للتظاهر تنديدا بأي اتفاق مع المغرب يشمل الأراضي الصحراوية. كما تدخلت قوات الاحتلال المغربية يوم الثلاثاء، ضد وقفة سلمية نظمها التنسيق الميداني للمعطلين الصحراويين بالسمارة المحتلّة تنديدا بالواقع المزري الذي يعيشه الصحراويون في ظل الاحتلال المغربي، وهي الوقفة التي لم تمهلها قوات الاحتلال كثيرا، حيث تدخلت بقوة ضد المتظاهرين مما أسفر عن سقوط العديد من الإصابات.