أشرف وزير الاتصال جمال كعوان، أول أمس، على وضع حجر الأساس لإنجاز مقر جديد للمركز العربي والإفريقي لتبادل الأخبار والبرامج التلفزية والإذاعية بمنطقة أولاد فايت بالجزائر العاصمة. يهدف المشروع إلى خلق ديناميكية جديدة لتنويع و تكثيف عروض التبادل السمعي البصري بين القنوات التلفزيونية والإذاعية العربية والإفريقية وكذا مع الاتحادات الأوروبية والآسيوية، مع إنشاء بنك للمضامين السمعية البصرية الضرورية لترقية و حماية الثقافات الإفريقية والعربية، وتعزيز دور الجزائر باعتبارها همزة وصل في تقوية التعاون متعدد الأطراف بين مختلف الدول الأعضاء. حضر اللقاء المديران العامان لاتحاد الإذاعات العربية والاتحاد الإفريقي للإذاعات، الحاضران ضمن الاجتماع الدوري السنوي المشترك بين المنسقين الإذاعيين والتلفزيونيين ومهندسي الاتصال ومشغلي المحطات الأرضية للهيئات التلفزيونية والإذاعية في الدول العربية. وصرح وزير الاتصال بمناسبة وضع حجر الأساس أن "هذا المشروع يعكس المجهودات التي تبذلها الجزائر في هذا المجال"، مضيفا أن "الجزائر العاصمة ستكون بفضل هذا المركز من بين المدن الثلاث في العالم التي تحتضن مثل هذا الفضاء، على غرار جنيف بالنسبة لأوروبا وكوالالمبور بآسيا". من جانبه أشار السيد سليمان عبد الرحيم، المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية في كلمة ألقاها أمام الحضور أن لمشروع الجزائر أهمية كبرى بفضل الإمكانيات والدعم الذي سيوفره، مضيفا أن هذا الأمر ليس غريبا عن الجزائر التي هي دائما في المقدمة وعضويتها في الاتحاد متميّزة، مؤكدا أن هذا المركز يربط العالم العربي بإفريقيا وكذا كل الدول العربية في مجال الأخبار والبرامج من خلال تقنية "الكلاود" مع أزيد من 170 مدينة عبر العالم. كما أن الاتحاد في مجال تبادل الأخبار سجل حسبه نتائج ايجابية، ويتم حاليا تبادل 13 ألف مادة خبرية كل سنة و10 ساعات مبادلات إذاعية يومية، إضافة إلى استقبال أكثر من 30 ألف خبر سنويا من أوروبا وآسيا وبلدان حوض المتوسط. من جانبه صرح المدير العام لاتحاد الإذاعات الإفريقية السيد غريغوار نجاكا، أن المركز العربي والإفريقي لتبادل الأخبار والبرامج الذي ستحتضنه الجزائر مستقبلا من شأنه تبادل التجارب والخبرات بين الدول العربية والإفريقية، وحيا بالمناسبة الرئيس بوتفليقة، راعي هذا المشروع الذي سيساهم في "التعريف بالقارة الإفريقية، وإلغاء الصور النّمطية المروجة عنها بكونها منطقة حروب ومجاعة وبؤس"، كما صرح المتحدث ل«المساء" أنه فخور كإفريقي بهذا الإنجاز، داعيا إلى ضرورة تجاوز النّظرة النّمطية لإفريقيا، حيث أكد أن القارة تعيش نهضة وبلدان كثيرة فيها تشهد تنمية وتقدما ملحوظا منها رواندا ذات الشوارع النظيفة والتكنولوجيا الراقية والجامعات الرائدة، مثمّنا تحقيق المزيد من التبادل ومن الأعمال التلفزيونية والإذاعية لتغطية ما تحققه القارة السمراء بعيدا عن الحروب والمجاعات التي ألف العالم رؤيتها. اتجه الحضور بعدها إلى فندق الشيراتون لحضور جانب من فعاليات الاجتماع السنوي المشترك بين المنسقين الإذاعيين والتلفزيونيين، ومهندسي الاتصال ومشغلي المحطات الأرضية للهيئات التلفزيونية والإذاعية في الدول العربية، حيث تم عرض تقرير مصور عما تم تحقيقه من نتائج طيلة 2018، ومن ذلك استحداث الحقيبة الثقافية لأول مرة، كما كانت هذه السنة سنة الخبر الرياضي بامتياز، وتم نقل الكثير من الفعاليات على المباشر من داكار والقاهرة مثلا وساهمت السعودية ب130 ساعة مع عودة موريتانيا وقطر للتبادل. وأكد السيد كعوان، في كلمته أمام المشاركين على أهمية استراتيجية التكوين والتنوع والتخصص والالتزام بالتكنولوجيا مما يساهم في الانتقال من صيغة التبادل عن طريق الحقائب إلى نظام التدفق الحر للأخبار بصفة سريعة وآنية وموثوقة. للإشارة منحت عملية إنجاز هذا المركز لمؤسسة البث الإذاعي والتلفزي الجزائري ضمن برنامجها الاستثماري، ويتكون المبنى من 4 طوابق على مساحة 860 مترا مربعا، وسيضم منظمتين دوليتين هما المركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج التلفزية والإذاعية لاتحاد الإذاعات العربية، والمركز الإفريقي لتبادل الأخبار والبرامج التلفزية للاتحاد الإفريقي للإذاعات، وحددت مدة الإنجاز ب22 شهرا وخصصت له ميزانية ب539 مليون دج، وسيتميز بطابعه العمراني المغاربي والعربي.