* email * facebook * twitter * google+ يعد الاحتفال باليوم العالمي "لمتلازمة داون" المصادف لتاريخ 21 مارس من كل سنة، من المحطات الهامة التي تنتظرها هذه الفئة بهدف لفت الانتباه إليها، خاصة أنها راغبة في الاندماج في المجتمع من خلال ما تتمتع به من مؤهلات في مجالات مختلفة، ولعل الانتصار الذي حققته نور الهدى، التي فازت عشية الاحتفال باليوم العالمي بميدالية ذهبية في الألعاب الرياضية التي جرت "بأبوظبي"، دليل على قوة الإرادة والعزيمة، ومن ثمة، فإن المطلوب قليل من الاهتمام والتقبل فقط. كعادتها، تبادر الجمعيات المهتمة بالمصابين ب"متلازمة دوان"، إحياء ليومهم العالمي، إلى برمجة العديد من الأنشطة المختلفة للترفيه عليهم من جهة، وتبادل الانشغالات وتقديم عدد من المقترحات حول المشاكل التي تحول دون إمكانية اندماجهم. وقد سطرت في هذا الصدد جمعية "أويت البليدة"، حسبما أفاد عضو مكتبها السيد محمود عمورة، برنامجا ثريا ميزته الكثير من الأنشطة الترفيهية والمقطوعات الموسيقية، خاصة أن هذه الشريحة تملك إحساسا مرهفا وتحب الجمال والفن، ناهيك عن تكليفها بغرس الأشجار تفاؤلا بمستقبل أفضل. يقول السيد عمورة، أب لطفلة مصابة ب"التريزوميا" في حديثه ل"المساء"، على هامش الحفل، بأن أهم الانشغالات التي تعاني منها هذه الشريحة، تتمثل في التمدرس بالدرجة الأولى، حيث قال في هذا السياق "نسجل نقصا فادحا في تأمين المختصين للتعامل مع هذه الفئة، الأمر الذي يجعل إمكانية تمدرسهم صعبة، في غياب من يشرف على العملية"، مضيفا أن "النقص المسجل في المختصين يقودنا إلى الحديث عن التعليم لطرح إشكالية الضعف المسجل في التكوين، إذ نجد أن الفئة التي توجه للتعامل معهم، تفتقر إلى التكوين النوعي المطلوب للتواصل معهم"، طالب عضو الجمعية بالمناسبة، من وزارة التربية، أن "تدرج هذه الشريحة ضمن برنامجها الدراسي، وأن يكون تعليمهم من صلاحياتها وليس من صلاحيات وزارة التضامن الوطني، ليكونوا كغيرهم من الأطفال العاديين، ويستفيدون من المزايا التي يتمتع بها التلاميذ العاديون"، مشيرا إلى أنه "حق يكرسه الدستور قبل كل شيئ، وجاء في مواده أن التعليم حق مضمون للجميع". 12 بالمائة فقط من أطفال "التريزوميا" يدرسون بلغة الأرقام، أوضح محدثنا بأن المعطيات الأولية، بناء على ما تكشف عنه بعض الجمعيات المختصة في التكفل بهذه الفئة والمصادر الرسمية، تشير إلى وجود ثلاثة آلاف متمدرس من المصابين ب«متلازمة داون"، وأن هناك 25 ألفا في سن التمدرس ينتظرون فرصة للظفر بمقعد دراسي، يقول "بمعنى أن نسبة 20 بالمائة فقط تتمتع بهذا الحق المشروع، وأن 80 بالمائة الأخرى مصيرها مجهول، مسجلة على قائمة الانتظار، مشيرا في السياق إلى أن تكليف الخواص بفتح مدارس لتعليم هذه الفئة يتسبب في طرح مشاكل جديدة لأطفال ‘التريزوميا' وذويهم، هم في غنى عنها". من جملة الانشغالات التي تطرح اليوم بشدة، حسب محدثنا، والتي تعيق قدرة هذه الفئة على الاندماج بالمجتمع تتمثل في الحياة المهنية، فعند الانتهاء من مرحلة التمدرس التي عادة ما يكون عمرها الزمني قصير، بالنظر إلى بعض الاعتبارات المرتبطة بحالة طفل "التريزوميا" الصحية، يدخل الأولياء في رحلة بحث عن المركز أو المعهد الذي يمكن فيه لابنهم أن يتعلم أي نشاط يمارسه في حياته اليومية ويسترزق منه في المستقبل، وفي هذا الخصوص ،يقول محدثنا "نرجو من الجهات المعنية ممثلة في وزارة التكوين المهني، التدخل لوضع ميكانيزمات للتأهيل المهني، تتناسب وخصوصية هذه الشريحة، من خلال برمجة تخصصات مكيفة تفتح لهم آفاقا واسعة للاندماج في مجالات مختلفة". مشيرا في السياق إلى "أن المصابين بالتريزوميا يتمتعون بميولات رياضية وقابلية لحصد الكثير من الألقاب الدولية والعالمي، بالتالي هم بحاجة إلى الكثير من الدعم والمرافقة والاهتمام". التشخيص المبكر يسهل التكفل سمح وجود عدد معتبر من الجمعيات التي تهتم بالصابين ب«متلازمة داون"، بتوعية الأولياء لعدد من النقاط الهامة المتعلقة بتربية أبنائهم، ولعل أولها، حسب محدثنا، "الشروع المبكر في عملية التكفل بأبنائهم، بعد التشخيص المبكر، بعدما أصبح بالنظر إلى تطور العلم، في الإمكان التعرف على الوضع الصحي والعقلي للطفل حتى قبل الولادة"، ومن هنا يوضح "تظهر أهمية التشخيص التي تعد من المحطات التي توليها الجمعيات اهتماما كبيرا، لتهيئة الأولياء لما ينتظرهم، والذي هو في حقيقية الأمر، من المراحل المهمة التي ينبغي عليهم اتباعها لبلوغ النتيجة المرجوة، ممثلة في طفل يقترب من الأطفال العاديين من حيث القدرات المهارية والتواصلية التي تؤهله للاندماج في المجتمع"، يوضح "بالمناسبة، أوجه ندائي للجمعيات عبر مختلف ربوع الوطن، من أجل العمل مع البعض، من خلال تنظيم لقاءات دورية، الأمر الذي يسمح بتذليل المشاكل وتقديم مقترحات تخدم هذه الفئة التي أثبتت في أكثر من مناسبة، بأنها قادرة على رفع التحدي، ولها عزيمة تمكنها من بلوغ هدفها، وهو الاندماج أولا وأخيرا".