* email * facebook * twitter * linkedin يتحوّل الاستيقاظ في الشهر الفضيل بالنسبة لأغلبية الصائمين إلى مسألة مستعصية نتيجة إطالة السهر في الليل والإكثار من شرب المنبهات مثل القهوة والشاي، ويزداد الأمر تعقيدا بالنسبة للفئة العاملة التي تسارع ومنذ اليوم الأولى إلى ضبط أكثر من منبه بما في ذلك الهاتف النقال لترن كلها أكثر من مرة علّ صوتها يقلق نومهم ويحثهم على النهوض للالتحاق بمناصب عملهم أو مدارسهم. من الطرائف التي وقفت عليها "المساء" بعد أن فرغت جلّ الأسر من شراء ما تحتاجه من لوازم المائدة الرمضانية، إقبال بعض ربات الأسر على اقتناء المنتبهات بحجة أنّ ما يوجد في المنزل من منبهات لم يعد يؤدي دوره كما يجب، وبحاجة إلى أن يتم تجديده، كيف لا والأمر يتعلّق بموعد الاستيقاظ صباحا الذي يعتبر من أكبر التحديات التي تواجه الصائمين خاصة الذين يطيلون السهر خارج المنازل ولا يؤون إلى الفراش إلاّ مع حلول موعد السحور. ومما رصدناه على ألسنة عدد من المواطنين، قصة الشاب "وليد.م" الذي يؤكّد في معرض حديثه أنّه من الصعوبات التي يواجهها في رمضان هي النهوض مبكرا، من أجل هذا يبادر في كلّ مرة يحلّ فيها الشهر الفضيل إلى اقتناء منبّه جديد، وعلى الرغم من أنه يضبط دائما منبه هاتفه، إلا أن خوفه من احتمال نفاذ شحن البطارية بدون علمه يجعله أكثر حرصا، لاسيما وأنه يعمل في مؤسسة لا تسمح مطلقا للعمال بالتأخر عن موعد دوامهم بالأيام العادية فما بالك بشهر رمضان. بينما أشار الطالب الجامعي "سعيد.ق" إلى أنّه يميل كثيرا إلى السهر في شهر رمضان وبحكم أنّه مدمن على شرب الشاي، يجد صعوبة كبيرة في النوم إلى غاية حلول وقت السحور، الأمر الذي يجعله يضبط كلّ منبهات المنزل ويكون الفاصل بينها خمس دقائق، فإن لم يستيقظ على المنبّه الأوّل أدى المنبه الثاني دوره لا محالة ويعلق "لا يهم إزعاج الغير بقدر ما يهم النهوض في الموعد". بينما أوضحت مواطنة أخرى في معرض حديثها أنّها ونتيجة العمل والاستيقاظ المبكر لتحضير وجبة السحور، تضطر إلى اختيار المنبه الذي يكون صوته مرتفعا وأكثر إزعاجا حتى يتسنى لها الاستيقاظ في الموعد والالتحاق بمنصب عملها. وبالمناسبة، تعلق "عندما اقتنيت منبّها جديدا اشترطت على البائع أن يبع لي المنبه الأعلى صوتا، فما كان منه إلاّ أن راح يجرّب كلّ المنبّهات لاختار منها ما يساعدني على النهوض". ومن جهتها، أوضحت مواطنة أخرى أنّ الحاجة إلى النوم تدفع كل أفراد الأسرة إلى رفض أيّ صوت مزعج بعد النوم، خاصة إذا أطالوا السهر توضح "وبالنتيجة أكون وحدي المسؤولة عن إيقاظهم مبكرا ليلتحقوا بمدارسهم وحتى لا أزعجهم أضع الهاتف تحت الوسادة ليرن مباشرة في أذني واحرص دائما على تعبئة البطارية". ولأنّ النوم يصبح من التحديات التي تواجه جلّ الصائمين نتيجة تغير العادات الغذائية ومواعيد الأكل والإقبال على تناول بعض الوجبات التي تزود الجسم بالطاقة كالسكريات والإكثار أيضا من المنبهات، وفي ظل ضعف الثقافة الغذائية، أوضحت الأخصائية في طب النوم الطبيبة حفيظة عطافي التقتها "المساء" مؤخرا على هامش مشاركتها في يوم تحسيسي حول التغذية ورمضان "أنّ النوم يعتبر حاجة بيولوجية يحتاج إليها جسم الإنسان، وبالنظر إلى جملة الاضطرابات التي يتعرض لها الصائم نتيجة إطالة السهر والنهوض لتناول وجبة السحور والإقبال على تناول بعض المنبهات التي تجعل النوم مستعصيا، تشير" أنصح كل الصائمين بالنوم على الأقل ست ساعات مجتمعة أو متفرقة" لأنّ المشكل حسبها "ليس في المنبّهات وإنّما في حاجة الجسم إلى النوم الذي لا يؤثّر فقط على موعد نهوض الصائمين وإنّما على قدراتهم العقلية على التعامل مع الغير لافتة إلى أن"تهيّج سلوك البعض في رمضان ليس مرجعه الجوع أو العطش وإنما الحاجة إلى النوم التي تجعله أكثر نرفزة".