* email * facebook * twitter * linkedin كشفت النتائج الأولية لانتخابات البرلمان الأوروبي أمس، عن احتفاظ أحزاب يمين الوسط بأكبر عدد من المقاعد رغم خسارتها عددا منها، في حين تمكنت الأحزاب الشعبوية والمشككة في الوحدة الأوروبية والأحزاب اليمينية المتطرفة، من تحقيق مكاسب قوية خلال هذه الانتخابات، التي كانت انطلقت الخميس الأخير، وانتهت، أول أمس الأحد، في دول الاتحاد الأوروبي. وبحسب النتائج الأولية الرسمية المعلن عنها من مختلف الدول الأعضاء التي جرت فيها الانتخابات، فقد حصل حزب الشعب الأوروبي الذي يمثل يمين الوسط، على 178 مقعد في البرلمان الأوروبي المتكون من 751 مقعد، ليحافظ على موقعه كأكبر كتلة رغم خسارته ل 38 منها. وجاء تحالف الاشتراكيين والديمقراطيين من اليسار الوسط، في المرتبة الثانية ب 152 مقعد، لكنه خسر بدوره 33 مقعدا. وبهذه النتائج تكون الكتلتان مجتمعتين قد فشلتا في تحقيق أغلبيتهما التقليدية المعتادة، وذلك بعد أن تمكنت أحزاب اليمين المتطرف من افتكاك المرتبة الثالثة بحصولها على ما لا يقل عن 117 مقعد. واحتل تحالف الليبراليين والديمقراطيين من أجل أوروبا، المركز الرابع بحصوله على 108 مقعد، بينما جاء الخضر والتحالف الحر الأوروبي في المرتبة الخامسة ب 67 مقعدا، وحلت مجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين في المرتبة السادسة ب 61 مقعدا. وأظهرت النتائج تقدم حزب «بريكست» الوليد في بريطانيا على حساب المحافظين وصعود تيار الخضر في ألمانيا، بينما فاز اليمين المتطرف في فرنسا. أما في اليونان فمُني رئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس بانتكاسة كبيرة؛ بما جعله يدعو إلى تنظيم انتخابات مبكرة بعد تراجع حزبه «سيريزا» أمام أحزاب المعارضة، فيما تصدّر حزب «الرابطة» اليمني وحركة خمس نجوم، النتائج في إيطاليا. وفي إسبانيا خرج رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الرابح الأكبر من هذه الانتخابات، إثر تصدر حزبه الاشتراكي النتائج. ومن المرجح أن يستغل هذا الفوز لزيادة نفوذه في الاتحاد الأوروبي. وبذلك تكون الأحزاب اليمينية المتطرفة حققت تقدما ملحوظا بحصولها على 121 مقعد في البرلمان الأوروبي الجديد بدل 99، التي كانت تسيطر عليها في البرلمان المنتهي عهدته. وكان الفوز واضحا لهذه الأحزاب المشككة في الوحدة الأوروبية والمعارضة للهجرة في كل من فرنساوإيطاليا وبلجيكا؛ حيث حقق حزب «المصلحة الفلمنكية» اليميني المتطرف، نتائج قوية. ومقابل صعود اليمين المتطرف والشعبويين والمشككين في مستقبل الاتحاد الأوروبي، حقق تحالف الليبراليين والديمقراطيين من أجل أوروبا الداعم للاتحاد الأوروبي، فوزا وُصف بالكبير بحصوله على 108 مقعد. كما حقق الخضر مكاسب مهمة بعد أن رفعوا عدد مقاعدهم إلى حوالي 80 مقعدا، لكن ليس بالقدر الذي يسمح لهم بتحقيق تطلعاتهم في فرض منطقهم داخل البرلمان. ومع الإعلان عن النتائج الأولية ينطلق السباق حول المناصب السياسية الأساسية في المؤسسات الأوروبية، حيث يُفترض أن يصوت البرلمانيون الأوروبيون لدعم المرشح الرئيس المتصدر لأكبر مجموعة سياسية تنبثق عن الانتخابات؛ من أجل قيادة المفوضية الأوروبية الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي. ووفق المعاهدة الأوروبية فإن مهمة ترشيح مسؤول للمنصب الأول في بروكسل، يقع على عاتق المجلس الأوروبي؛ أي قادة الدول 28 الأعضاء في الاتحاد الذين يعارض العديد منهم النظام البرلماني. وفيما يتوقع أن يبقى الحزب الشعبي الأوروبي والاشتراكيون الديمقراطيون أكبر كتلة حزبية في هذا البرلمان، إلا أن هذه الانتخابات قد تنهي قدرتهما على تشكيل غالبية تسمح لهما وحدهما بتمرير نصوص تشريعية. للإشارة، فإن الاقتراع جرى في كل دول الاتحاد الأوروبي 28 على مدى أربعة أيام بداية من يوم الخميس وحتى أول أمس الأحد، وكان يحق لنحو 436 مليون ناخب التصويت لاختيار 751 نائب بالبرلمان الأوروبي، الذي يمثل مع مجلس الاتحاد الأوروبي المتشكل من وزراء حكومات الدول الأعضاء، السلطة التشريعية للاتحاد الأوروبي. وشهدت انتخابات البرلمان الأوروبي نسبة مشاركة هي الأعلى منذ 25 عاما بعد أن فاقت 50%، حسب المتحدث باسم البرلمان جاومي دوتش؛ بناءً على تقديرات جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي؛ في عملية وُصفت بأنها «أكبر انتخابات عابرة للأوطان» في العالم.