* email * facebook * twitter * linkedin شدّد الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس، على أن السبيل الوحيد لحل الأزمة التي تعيشها الجزائر هو تبني الحوار "الجاد و الواقعي والصادق"، داعيا إلى الاعتبار من تجارب سابقة "غاب عنها العقل، كان فيها الوطن الخاسر الوحيد"، في حين أبرز "ضرورة شعور كافة الأطراف بالمسؤولية وأن تجعل من الحوار طوق النجاة للوطن''. وقال نائب وزير الدفاع الوطني في ثاني يوم من زيارة العمل التي يقوم بها للناحية العسكرية السادسة بتمنراست، أن "الأولوية الآن هو أن يؤمن الجميع بأهمية المضي قدما نحو حوار مثمر يخرج بلادنا من هذه الفترة المعقدة نسبيا التي تعيشها اليوم ويضمن بذلك الطريق نحو بلوغ إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة في أسرع وقت ممكن، أقول في أسرع وقت ممكن بعيدا عن الفترات الانتقالية التي لا تؤتمن عواقبها". وأكد أن "الجزائر لا يمكنها أن تتحمّل المزيد من التأخير والمزيد من التسويف، فالحل بين أيدي الجزائريين الأوفياء لوطنهم وهم من سيجد هذا الحل، من خلال وأعيد ذلك مرة أخرى الحوار الذي يؤدي إلى الوفاق وإلى الاتفاق على حتمية الإجراء الضروري واللازم للانتخابات الرئاسية في أقرب وقت ممكن، فلا مبرر إطلاقا في الاستمرار في تبديد الوقت وضياعه، فالوقت من ذهب لا مجال لاستنزافه في نقاشات عقيمة بعيدة عن الحوار الحقيقي الصادق والبناء، فلا شيء مستحيل والجزائر في انتظار المخرج القانوني والدستوري الذي يقيها الوقوع في أي شكل من أشكال التأزيم". وعليه أكد الفريق قايد صالح أن "الجزائر اليوم هي في انتظار كل جهد مخلص ووفي يصدر عن أبنائها لاسيما منهم الشخصيات الوطنية ذات القدرة الفعلية على تقديم الإسهام الصائب الذي يكفل إيجاد الحلول المنتظرة"، ليستطرد بالقول إن "الحلول ستأتي بإذن الله تعالى وقوته وفي أقرب الآجال، لأن ثقتنا في شعبنا كبيرة وثقتنا في الله أكبر بأن يوفق الجيش الوطني الشعبي في حسن مرافقة أبناء الوطن وهم يقدمون اقتراحاتهم البناءة خدمة لما يستوجبه الواجب الوطني النبيل وسيسجل التاريخ كل جهد أسهم في إيجاد المخرج السليم لأزمة الجزائر، فما خاب من سعى، شرط أن يكون السعي متسما بالإخلاص والصدق". الجيش سيظل وفيا لتعهداته في مرافقة الشعب وجدّد نائب وزير الدفاع الوطني التأكيد على أن الجيش الوطني الشعبي سيظل دوما وفيا لتعهداته في مرافقة الشعب الجزائري ومؤسسات الدولة وجهاز العدالة، وأنه ليس لديه طموحات سياسية، بل إن مبلغ طموحه هو "خدمة بلدنا وجيشنا، طبقا لمهامنا الدستورية وهو موقف لن نحيد عنه أبدا". وأوضح الفريق قايد صالح "إننا نقول هذا الكلام ونحن نعني ما نقول، لأننا ننظر إلى واقع الأزمة في بلادنا نظرة تأمل واقعية بل وعميقة من حيث الخلفيات والمرامي ومن حيث التأثيرات القريبة والبعيدة على أمن الجزائر ومستقبلها، فتحليلاتنا هي تحليلات موضوعية ومنطقية نعتمد فيها على فهم وإدراك تسلسل الأحداث وترابطها وعلى مجراها ومنتهى غايتها وأهدافها الأساسية. ونستعين في كل ذلك بنظرة إستراتيجية قوامها المعلومة الموثوقة بما يجري والدراية بما قد يجري والتفحص العميق لكل جوانب هذه الأزمة المتعددة الأوجه والحيثيات". وذكر نائب وزير الدفاع الوطني، بأن الحوار بين مختلف الأطراف ينبغي أن يجعل من المطالب الشعبية المحققة حتى الآن وهي كثيرة وملموسة، قاعدته الأساسية ومنطلقه الجاد، معتبرا أن "المحور الرئيسي الذي يتعين أن تدور حوله جهود الخيريين من أبناء الجزائر هو محور الحوار الصريح الذي يجعل من المطالب الشعبية المحققة حتى الآن، وهي كثيرة وملموسة، قاعدته الأساسية ومنطلقه الجاد، بل ونجعل من الحوار مشروعا حضاريا يصبح ثقافة سائدة بين أبناء الوطن الواحد". وأضاف أن "الأكيد أن خريطة طريق هذا الحوار ستتجلى معالمها وتتضح أكثر من خلال جدية المبادرات ومن خلال عقلانية طرحها ومن خلال جدية التوجه نحو إيجاد الحلول الضرورية لهذه الأزمة المستفحلة، وذلك في أقرب الآجال ودون تأخير". الشعب لا يريد تكرار التجارب المريرة كما أشار إلى أن "الشعب الجزائري المخلص لوطنه والمدرك لأهمية الإسراع في بلوغ الحلول الملائمة لهذه الأزمة، لا يريد تكرار تجارب مريرة سابقة كان قد كابد ويلاتها وعانى من آثارها أشد المعاناة، إنه لا ينسى ولا يريد أن ينسى تلك الفترة الصعبة التي مر بها خلال التسعينيات" . وبعد أن أوضح أنه "علينا كجزائريين أن نأخذ العبرة مما سبق من تجارب وما سبق من أحداث مأساوية غاب عنها العقل، أوضح الفريق قايد صالح في كلمة له خلال لقاء توجيهي حضره إطارات وأفراد القطاع وتابعها أفراد جميع وحدات الناحية عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، أن "سيادة الحوار تعني استعداد الجميع إلى الاستماع بل الإصغاء إلى الجميع بكل روية وهدوء والتزام وتطلع مخلص نحو ضرورة وحتمية إيجاد الحلول المناسبة دون تأخير" . واستطرد بالقول إن هذا الحوار "يتعين أن تشارك فيه شخصيات ونخب وطنية تكون وفية للوطن ولمصلحته العليا المقدسة"، مضيفا أن الحوار "الصادق والموضوعي الذي يتم خلاله تقدير الظروف التي تمر بها البلاد ويتم عبره التنازل المتبادل من أجل الوطن"، يعد "الطريقة التي يتم (من خلالها) محو الفوارق بين الآراء المختلفة أو على الأقل تقليص المسافة في وجهات النظر المتباينة والمتباعدة". وخلص في هذا الإطار إلى التأكيد على أن "لا شيء يعلو على مصلحة الجزائر وكل شيء يهون في سبيلها"، ليذكر بأن الجزائر تحوز في تاريخها الوطني على الكثير من العبر والدروس نتيجة مرورها بالكثير من المحن والشدائد وبأن وصول شعبها إلى برّ الأمان كان "بفضل روح المسؤولية الجماعية التي يعرف بها". للإشارة، قام الفريق قايد صالح في اليوم الثاني من هذه الزيارة بتفتيش وتفقد بعض الوحدات المنتشرة بإقليم القطاع العملياتي برج باجي مختار، كما أشرف على تنفيذ تمرين بياني بالذخيرة الحية "وثاق-2019" . ففي البداية ورفقة اللواء محمد عجرود قائد الناحية العسكرية السادسة، استمع الفريق إلى عرض حول التمرين قدمه قائد القطاع، تضمن الفكرة العامة ومراحل التنفيذ وهو التمرين الذي يندرج في إطار تقييم المرحلة الثانية من سنة التحضير القتالي 2019/2018، قامت بتنفيذه وحدات القطاع العملياتي برج باجي مختار، مسندة بوحدات جوية من طائرات وحوامات تتقدمها طائرة الاستطلاع الجوي للقيادة العليا. كما شاركت في هذا التمرين طائرات من دون طيار قامت باستطلاع أهداف معادية وتدميرها، يضيف المصدر. وبميدان الرمي والمناورات للقطاع تابع الفريق عن كثب مجريات الأعمال التي قامت بها الوحدات المشاركة في التمرين الذي "تم تنفيذه باحترافية عالية تنم عن قدرة كبيرة في مجال استيعاب مضمون هذا التمرين وتظهر جدية واضحة فيما يتعلق بتنفيذه على الأرض وفقا للخطط الموضوعة وتماشيا مع الأهداف المرغوبة". كما اتسم تنفيذ هذا التمرين -حسب البيان- ب«مستوى ممتاز يعكس القدرات القتالية العالية للأطقم والقادة في كافة المستويات، فضلا عن أنه يعكس مهارة وقدرة الأفراد والأطقم على التحكم في استعمال مختلف منظومات الأسلحة والتجهيزات المتوفرة لديهم"، وهي دلائل تؤكد كلها مدى الجاهزية التي أصبحت عليها وحدات القطاع العملياتي برج باجي مختار خصوصا ووحدات الناحية العسكرية السادسة بصفة عامة. وفي نهاية التمرين التقى الفريق قايد صالح بأفراد الوحدات المنفذة للتمرين الذين هنأهم على الجهود المبذولة خلال تحضير وتنفيذ هذا التمرين التكتيكي بالذخيرة الحية، الذي حقق نتائج "جد مرضية" جسدتها دقة الرمايات بمختلف الأسلحة.