* email * facebook * twitter * linkedin فشل مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة عقدها أول أمس حول الوضع المنزلق في السودان، في إصدار بيان يدين سقوط قتلى مدنيّين في عملية فض اعتصام المتظاهرين بالعاصمة الخرطوم؛ بسبب اعتراض الصين مدعومة من روسيا، على النص المقترح. ووزّعت بريطانيا وألمانيا خلال اجتماع مُغلق للمجلس، بيانًا صحافيًا، يدعو الحكّام العسكريّين والمتظاهرين في السّودان، إلى "مواصلة العمل معًا نحو حلّ توافقي للأزمة الحاليّة". وحسب دبلوماسيين فقد اعترضت الصين بشدّة على النصّ المقترح، فيما شدّدت روسيا على ضرورة أن ينتظر المجلس ردًّا من الاتّحاد الإفريقي. واعتبر نائب السّفير الروسي يديمتري بوليانسكي، أنّ النصّ المقترح "غير متوازن"، مشدّدًا على ضرورة "توخّي حذر شديد" حيال الوضع. وقال في تصريحات صحافية بعد الاجتماع الذي دام ساعتين: "لا نريد الترويج لبيانٍ غير متوازن.. فذلك قد يُفسد الوضع". وبعد فشل مجلس الأمن في الاتّفاق، أعلنت ثماني دول أوروبّية في بيان مشترك، أنها "تدين الهجمات العنيفة في السّودان من جانب أجهزة الأمن السودانية ضدّ المدنيّين". وأبرزت كُلّ من بلجيكاوبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وهولندا والسّويد، أنّ "الإعلان الأحادي" الصّادر عن المجلس العسكري "بوَقف المفاوضات وتشكيل حكومة والدّعوة إلى إجراء انتخابات في غضون فترة زمنيّة قصيرة جدًا، هو أمر يُثير قلقًا كبيرًا". ويدعو البيان الأوروبي "إلى نقلٍ مُتّفقٍ عليه للسُلطة إلى حكومة يقودها مدنّيون، كما طالب الشعب السوداني". واجتمع مجلس الأمن بناءً على طلب من بريطانيا وألمانيا، للاستماع إلى إحاطة قدّمها مبعوث الأمم المتّحدة نيكولاس هايسومي، الذي يعمل مع الاتّحاد الإفريقي لحلّ الأزمة بالسّودان. وقال دبلوماسيّون بالأمم المتّحدة إنّ مجلس الأمن الدولي قد يُعيد النظر في القضيّة، ويُحاول الاتّفاق مجدّدًا على موقف مشترك. وارتفعت حصيلة قتلى أعمال العنف التي عرفتها الخرطوم منذ الإثنين الأخير على إثر فض قوات الأمن اعتصام المتظاهرين المطالبين بنقل السلطة إلى المدنيين، إلى ما لا يقل عن 60 قتيلا و362 جريح. وسُمع، أمس، دويّ إطلاق نار بالعاصمة السودانية في وقت اشتدت القبضة الحديدية بين الحكام العسكريين الممثلين في المجلس العسكري الانتقالي، والمعارضة ممثلة في قوى التغيير والحرية. وتحت ضغط المجموعة الدولية المطالبة بالعودة إلى الحوار أعلن المجلس العسكري الانتقالي أمس، أنه منفتح على التفاوض بدون قيود، وهو الذي كان رفض ذلك كليا. وقال رئيس المجلس الفريق عبد الفتاح البرهان في رسالة بُثت عبر التلفزيون الوطني للسودان: "إننا نفتح أيدينا على مفاوضات بدون قيود من أجل المصلحة الوطنية، لتأسيس نظام شرعي يستجيب لتطلعات ثورة السودانيين"، داعيا في الوقت نفسه، إلى فتح صفحة جديدة. وكان المسؤول العسكري السوداني عبّر عن أسفه للأحداث الدامية التي عاشتها السودان، وأعلن عن فتح تحقيق من قبل المدعي العام. وكانت قوى التغيير والحرية أعلنت عن وقف كل اتصالات مع المجلس العسكري الانتقالي الذي اتهمته باستعمال القوة لفض المعتصمين، وهو الأمر الذي نفاه هذا الأخير، وقال إن قواته وقوات الشرطة تدخلت لوضع حد لمن وصفهم ب "منفلتين" تسللوا في صفوف المحتجين. وتوالت الإدانات الدولية منذ فض اعتصام المتظاهرين من أمام مقر القيادة العسكرية للجيش السوداني بالعاصمة الخرطوم يوم الأحد الأخير بالقوة، مما تسبب في سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى؛ في مشهد أثار كل المخاوف من انحراف الوضع في السودان نحو ما لا يُحمد عقباه.