* email * facebook * twitter * linkedin انطلق الموسم الصيفي بولاية بومرداس الخميس المنصرم بتجنيد عدّة قطاعات لكسب رهان استقطاب أزيد من 15 مليون مصطاف، لاسيما أن عدة خرجات ميدانية سبقت هذا الموعد؛ من أجل رفع كل التحفظات وتلبية كل النقائص. الحدث عرف مشاركة مميزة لعدد من مؤسسات الشباب ممن أدوا عروضا على الهواء مرفقين بعدد من الجمعيات والشركاء، الذين تراهن السلطات عليهم من أجل النجاح في ترقية وجهة بومرداس السياحية. احتضنت الواجهة البحرية ببلدية بومرداس الانطلاقة الرسمية للموسم الصيفي بمشاركة كافة القطاعات، أهمها السياحة والشبيبة والرياضة والتجارة والصحة والنقل والأمن والدرك الوطنيان والحماية المدنية ومؤسسة تسيير مراكز الردم التقني وفروعها "مادينات" و«ماديبلاج" و«ماديفار" والعديد من الجمعيات والشركاء، الذين تعوّل عليهم السلطة التنفيذية لإنجاح موسم 2019، وبالتالي استقطاب أزيد من 15 مليون مصطاف، وهو العدد الذي حققته الولاية خلال الموسم الماضي (14.9 مليونا)، واحتلت بذلك المرتبة الثانية وطنيا من حيث عدد المصطافين بعد الباهية وهران. خطوط نقل جديدة نحو المدن الشاطئية عمدت مديرية النقل ببومرداس إلى فتح العديد من الخطوط على محاور النقل بالبلديات الشاطئية، مع تحديد نقاط معينة كمحطات مؤقتة، لاسيما من محطات القطار أو محطات المسافرين نحو الشواطئ، وذلك بكلّ من بودواو نحو شاطئ بودواو البحري وكذا ببومرداس نحو الواجهة البحرية، وكذا بمحطة قورصو نحو شاطئ القرصان بنفس البلدية، وهو نفس المنحى الذي اتُّخذ على مستوى الشواطئ الأخرى لزموري وجنات ودلس واعفير؛ باستحداث خط نقل جديد يربط محطات المسافرين بالشواطئ مباشرة، بقوام 150 خط نقل جديد بواسطة 527 مركبة نقل ذات 15.810 مقاعد، حسبما أوضح ل "المساء" المدير عبد الحفيظ العايب على هامش الافتتاح، مبرزا أنّ مصالحه تتوقع منح 1100 رخصة ظرفية خلال الموسم بطاقة 33 ألف مقعد؛ أي بمعدل 100 رخصة أسبوعيا، وهو معدل يفوق المعدل الذي سُجل الموسم الماضي، بمنح 65 رخصة. انطلاق المخطط الأزرق.. ومخطط دلفين يسجل الموسم الصيفي الجديد 47 شاطئا مسموح فيها السباحة بطول إجمالي يصل إلى 35.850مترا،مقسمة بين اختصاص الأمن بخمسة شواطئ، كلّها بإقليم بلدية بومرداس، والباقي من اختصاص الدرك الوطني. وحسب المعطيات فإنّ المجموعة الإقليمية للدرك الوطني سخّرت وسائل مادية وبشرية هامة لتأمين المصطافين من دركيي الفرق الإقليمية وفرق راكبة على دراجات نارية وأفواج سينوتقنية، منها وحدات التدخل وفصائل الأمن لتدعيم التشكيل، بالإضافة إلى تغطية جوية مضمونة من طرف سرب الحوامات التابع للقيادة الجهوية، علما أن تأمين غابة الساحل بزموري يدخل ضمن الاختصاص كذلك. من جهته، سخّر الأمن الولائي 3200 شرطي لتأمين الموسم الصيفي على مدار الساعة، سواء بالشواطئ بإقليم الاختصاص، حيث نُصب أمن حضري مصغّر من أجل استقبال الشكاوى والتدخل الفوري، أو بالمدن؛ ضمانا لتأمين السهرات والفعاليات الثقافية، حسبما شرح ملازم أول للشرطة وليد براهيتي من خلية الاتصال، الذي أضاف أن كافة الوسائل البشرية والمادية جُنّدت لإنجاح هذه المهمة التي اعتبرها في غاية الأهمية بالنظر إلى التدفق الكبير للمصطافين من داخل وخارج الولاية على الشواطئ ومدن عاصمة الصخرة السوداء، موضحا أن عملا تحسيسيا كبيرا بُرمج مع المصطافين وأبنائهم وأطفال المخيمات الصيفية؛ من أجل التوعية بمخاطر الآفات الاجتماعية، لاسيما ظاهرة قصد القصّر الشواطئ بدون مرافقة، واحتمال تعرّضهم للضياع أو الخطف أو غيرهما. الحماية المدنية.. أزيد من ألف عامل موسميّ من أهم الفاعلين في إنجاح الموسم الصيفي أعوان الحماية المدنية الحاضرون بقوة، من خلال سياسة توظيف أعوان موسميين يضافون إلى التعداد البشري المسخّر لضمان صيف بدون حوادث غرق، أو على الأقل التخفيف من حدّة هذه الظاهرة. وحسب معطيات جدول توضيحي لنفس الجهة، فإنّ جوان الجاري عرف توظيف 450 عونا موسميا على عاتق ميزانية المديرية، سيرتفع عددهم إلى 500 عون خلال جويلية، ومثله خلال أوت، ثم يتراجع العدد إلى 250 عونا خلال سبتمبر، بينما سيشهد كل من جويلية وأوت القادمين توظيف 430 عونا لكلّ شهر من ميزانية الولاية، و140 خلال سبتمبر القادم، إضافة إلى تسخير العديد من الوسائل المادية؛ كسيارات الإسعاف والزوارق نصف الصلبة والمطاطية والعوامات وغيرها من الوسائل المسخّرة للإنقاذ، وتفادي غرق المصطافين، بدون إغفال تسخير رتل متنقل لمكافحة الحرائق متمركز على مستوى وحدة القطاع ببني عمران ابتداء من الفاتح جويلية إلى 31 أكتوبر القادمين، ب 10 دفعات، كلّ دفعة تحصي 36 عونا، تمكث 12 يوما، وهكذا لتغطية 120 يوما. التجارة والصحة ومخاطر التسممات الغذائية من بين أقوى الفاعلين بالموسم الصيفي مصالح التجارة والصحة على السواء، حيث أكدت كلّ من مديرة الصحة سامية عبابسية ومدير الصحة فاتح حداد ل "المساء"، أنّ العدو الأكبر للجهتين هو التسممات الغذائية التي من الممكن جدا تلافي أسبابها بالحيطة والحذر؛ ما جعل أعوان التجارة حاضرين بقوة خلال الانطلاقة؛ من خلال التعريف بأهم تدخلاتهم طيلة الموسم الصيفي؛ بتغيير وجهتهم نحو الشواطئ من أجل تحسيس المصطافين بأهم الخطوات، لإبعاد الإصابة بالتسمم الغذائي، بدون إغفال دور جمعية حماية وإرشاد المستهلك ومحيطه في هذا الأمر؛ من خلال عمل جواري يستهدف المطاعم الجماعية والأعراس لتفادي الإصابة بالتسممات. ولمديرية الصحة كذلك تدخل آخر من خلال حملات الوقاية من الأمراض المتنقلة عبر المياه، عبر اختبارات مياه العوم بالشواطئ، ومدى السماح بذلك من عدمه، إلى جانب عمل جواري آخر، يتمثل في الوقاية من مرض السكري ومن الأمراض المتنقلة جنسيا، عن طريق إجراء تحاليل مباشرة بالمعرض المقام بنفس المناسبة، حيث كشفت الدكتورة ليلى مناصري المسؤولة عن دار السكري، أنه تم في غضون ساعة واحدة فقط تحليل قرابة 50 شخصا مع اكتشاف حالتي إصابة بالسكري، بينما أفادت، من جهتها، الدكتورة مزوان أنّ قرابة 20 شخصا أجروا تحليل الإيدز والأمراض المتنقلة جنسيا بدون اكتشاف أيّ حالة إصابة، مع التأكيد على أنّ حملة الكشف المبكر عن الأمراض متواصلة طيلة الموسم الصيفي. "مادينات" و«ماديبلاج" لترقية بومرداس كوجهة سياحية من بين أهم العوامل لإنجاح الموسم الصيفي والمساهمة في ترقية وجهة الولاية سياحيا، المحافظة على النظافة سواء بالمدن أو بالشواطئ، ولذلك سبق للسلطة التنفيذية أن أنشأت وحدة محلية لرفع النفايات (2017) أُطلق عليها "مادينات"، التي عرفت استحداث عدة فروع؛ "ماديفار" للعناية بالحدائق والمساحات الخضراء، و«ماديلايت" لصيانة الإنارة العمومية، و«ماديبلاج" للاعتناء بنظافة الشواطئ، هذا الفرع الأخير قد خُصّص له خلال الصيف الجاري 95 عونا مكلفين بالسهر على تنظيف الشواطئ بالبلديات الشاطئية الكبرى، على غرار بومرداس وبودواو البحري وزموري وقورصو والثنية وجنات ودلس واعفير، مع توفير الإمكانيات المادية للأعوان للتدخل في أحسن الظروف، حسب تأكيد مدير مراكز الردم التقني أحمد عمي علي، الذي أكد أنّ مصالحه ترتقب زيادة في النفايات ب 20 % بكبرى المدن بفعل التدفق السياحي الكبير، موضحا أنّ هذه الزيادة التي تقدَّر بالأطنان، سُجلت منذ بداية رمضان، وستستمر إلى نهاية الموسم الماضي بفعل زيادة عدد المصطافين، وبالتالي الاستهلاك، مبرزا تجنيد 45 عونا من "مادينات"، مكلفين برفع النفايات، زيادة على التعداد العادي للمؤسسة. معرض الصناعة التقليدية يعود بقوّة ككلّ موسم صيفي، يعود معرض الصناعة التقليدية إلى الواجهة البحرية، ليضفي مزيدا من الألوان على جمالية البحر والشاطئ، حيث يشارك أزيد من 52 حرفيا يمثلون شتى ضروب الصناعات التقليدية؛ من سلالة وفخار وخزف فني ولباس وحلي تقليدية... في هذا المعرض في طبعته الوطنية لسنة 2019، بمشاركة مميزة من مشاركين من 8 ولايات، هي تيبازة والبليدة والجزائر العاصمة وتيزي وزو والمدية ووهران وتلمسان وعين الدفلى، إضافة إلى مشاركين من الشقيقتين فلسطين وسوريا ممثلين في عارضين للباس التقليدي والحلي، حسبما أوضح ل "المساء" رئيس غرفة الصناعة التقليدية كمال الدين بوعام، الذي أبرز أنّ الغرفة اقتنت مؤخرا 26 خيمة جديدة لتحسين ظروف العرض للحرفيين بعد جلسة عمل جمعتها بعدد من الحرفيين الذين طرحوا أهم الانشغالات؛ في خطوة لرفعها وتحسين جو العمل بالنسبة إليهم، مشيرا إلى أنّه قد يتم خلال الأيام القليلة القادمة، رفع طلب إلى السيد الوالي من أجل الترخيص للغرفة باستكمال استغلال كل الواجهة البحرية إلى حدود حديقة النصر، لتنصيب خيم أخرى بالنظر إلى كثافة الطلب من حرفيين من بومرداس ومن ولايات أخرى، للمشاركة في هذا المعرض السنوي الذي ينتظره الحرفيون بشغف كبير؛ من أجل تسويق منتوجاتهم اليدوية.