* email * facebook * twitter * linkedin يتم منع الحرث والرعي، حاليا، عبر مساحة تفوق 482 ألف هكتار عبر المناطق السهبية لولاية النعامة؛ كأحد أنجع الحلول لإضفاء فعالية أكبر على مشاريع مكافحة تدهور الأراضي بالمراعي، حسبما أبرزت أوّل أمس الإثنين، ممثلية المحافظة السامية لتطوير السهوب بالولاية. يهدف الإجراء الذي اعتُمد مؤخرا لفترة 3 سنوات (من 2019 إلى 2022)، إلى حماية الأنظمة البيئية في الوسط السهبي، وحماية التربة من الانجراف، وإعادة الإنبات عبر المراعي المهددة بظاهرة التصحر، حسبما صرح بذلك المكلف بمتابعة مشاريع مكافحة التصحر بممثلية المحافظة في الولاية ناصر أوتافوت خلال يوم إعلامي بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة التصحر. وأضاف نفس التقني في مداخلته بمناسبة هذا اللقاء الذي نظمته الجمعية الإيكولوجية "الأرض الخضراء" ببلدية عين الصفراء، أن إنشاء المحميات الطبيعية من الحلول الناجعة لاسترجاع وتجديد الوحدات العلفية وشجيرات الكلأ عبر المناطق المصنفة المعرضة للتصحر بالولاية، والتي أدرجت منها 600 ألف هكتار تم تحديدها ضمن خرائط الوكالة الفضائية للمسح عن طريق الأقمار الصناعية بأرزيو (وهران) كمناطق هشة وحساسة جدا للتصحر. وأبرز أنّ المساحة الرعوية المحمية تبدو "متواضعة" مقارنة بالمساحة السهبية الإجمالية للولاية المقدرة ب 1 مليون و200 ألف هكتار، وبالنظر إلى مدى اتساع ظاهرة التصحر، "لكن هذا الإجراء يبقى مكسبا هاما، يشجّع على المضي قدما لتقليص زحف الصحراء وتدهور الأراضي السهبية بالولاية"، حسبه. وبالموازاة مع ذلك، أنجزت محافظة الغابات من جهتها، عدة برامج خلال السنوات الأخيرة لحماية الأراضي السهبية من التصحر، التي تتطلب "تدخل جميع الهيئات" للتصدي لهذه الظاهرة، كما أكد محافظ الغابات ميمون عمام. وأشار نفس المسؤول إلى برنامج تدعيم الغطاء النباتي الذي يبقى، حسبه، "الرهان البيئي الحاسم" بولاية النعامة؛ من أجل مواجهة فعالة لهذه الظاهرة البيئية التي تفاقمت بالولاية بسبب منافذ الزوابع الرملية والرعي المكثف وتقدّم الرمال، إضافة إلى التغيرات المناخية ونشاطات العنصر البشري خلال السنوات الماضية. وأشارت محافظة الغابات بالولاية إلى تثبيت الرمال بغرس الشجيرات العلفية ك "البطم" و"العريش" و"السرو" و"الكازوارينا" و"القطفة" بمنطقة "التواجر" شمال بلدية النعامة؛ كتجربة "رائدة" بالمنطقة، حيث يظهر جليا الفرق الكبير بين الكثبان المثبتة على اليمين بغطائها النباتي، الذي بدأ يعيد إليها الحياة، والأخرى العارية على اليسار التي تكاد تكون جرداء إلا من الرمال الصفراء الزاحفة. ويرى رئيس جمعية "الأرض الخضراء" لعين الصفراء مباركي سعيد، أنّ تجربة تثبيت الكثبان الرملية بهذه المنطقة من الولاية التي تضررت كثيرا من هذه الظاهرة، حقّقت هدفها؛ حيث لوحظت العودة التدريجية للتوازن الإيكولوجي للمنطقة كعودة بعض الطيور والحيوانات التي لم تكن موجودة بالجهة بعد أن غمرتها الرمال. وحسبما جاء في شروح قدمها أعوان محافظة الغابات بالولاية حول هذه التجربة الناجحة لمكافحة التصحر التي طبقت عبر مساحة 400 هكتار، فإنّ العملية مرت بمرحلتين؛ أولاهما التثبيت الميكانيكي المتعلق بوضع حواجز بعد حفر خنادق في الأرض لحماية الغطاء النباتي، والثانية خاصة بالتثبيت البيولوجي؛ بغرس الأشجار المقاومة للجفاف والملائمة لمناخ المنطقة.