* email * facebook * twitter * linkedin تعد بلدية الكاليتوس بالعاصمة، مثالا حيا عن الجماعات المحلية التي عجزت عن تلبية احتياجات الشباب، الذي يفتقد للمرافق الرياضية بالدرجة الأولى، ويذكر العديد من الشبان الذين التقيناهم في هذا الروبورتاج بمختلف الأحياء، أنهم محرومون من حقهم في هذه المرافق العمومية، لاسيما ملاعب كرة القدم الجوارية، مما جعل مئات أبناء الأحياء يتخذون الطرق والمسالك للتنفيس عنهم، وممارسة اللعبة الشعبية الأكثر انتشارا، حسبما لاحظناه في بعض الأحياء. الزائر لمدينة الكاليتوس، التي تحصي اليوم قرابة مائتي ألف نسمة، يلاحظ أنه عندما ينتقل وسط الأحياء، لا يجد بتاتا مساحات للعب، وملاعب جوارية، بل ولا يتوفر في كثير من الأحيان على ملعب بلدي للفرق المحلية والهاوية، وتكاد المرافق التي تعد على أصابع اليد تشكل قيمة مهملة، بالنظر إلى العدد من الهائل من أبناء المنطقة الذين صاروا يتنقلون نحو البلديات الأخرى لممارسة الرياضات الجماعية، بالخصوص كرة القدم، حسب رئيس جمعية الاتحاد الرياضي لبلدية الكاليتوس، حسين صايفي، الذي أكد لنا أن التكفل بهذه الفئة غائب تماما ولا يكاد يذكر، ولا توجد مشاريع شبانية في الميدان تثبت أن مشكل هذه الهياكل الشبانية سيحل قريبا، مشيرا إلى أن فريق كرة القدم التابع لجمعيته يضطر إلى التنقل إلى حي الجمهورية البعيد وغير المهيأ لإجراء التدريبات اللازمة تحضرا لمختلف المنافسات والبطولات، وأن هذا الأمر كلفه أكثر من 12 مليون سنتيم، كان من المفروض أن تصرف في أمور أخرى تفيد اللاعبين. مرافق شبه غائبة وشباب يشتكون راح محدثنا يعدد الملاعب الجوارية من نوع "ماتيكو" بأنها لا تتعدى الستة، تتواجد بكل من أحياء الشراربة والدالية والنخلة وكندا وحي 621 مسكنا وحي 1600 مسكن، هذا الأخير الذي تعرضت أرضية ملعب (ماتيكو) المغطاة بالعشب الاصطناعي للحرق من قبل السكان، بعد خلاف بينهم، جراء عدم احترام بعض الشبان لحرمة الحي، بإطلاق العنان للكلام البذيء... وغيره من الأمور الأخرى البعيدة كل البعد عن المجال الرياضي، إضافة إلى ملعب غير مفروش بحي الجمهورية. يضيف محدثنا الذي يشرف على تسيير جمعية رياضية في الفنون القتالية وأخرى في كرة القدم، أنه يضطر إلى نقل اللاعبين إلى الحراش والبلديات المجاورة بالعاصمة، لإجراء التدريبات اللازمة، وأن المساعدات المالية "القليلة جدا" التي تتلقاها الجمعيات الرياضية، ينفق أغلبها في نقل اللاعبين، وحسبه، فإن هذه الوضعية لا تخدم بتاتا النشاط الرياضي في هذه البلدية مترامية الأطراف، التي تعد الأكبر من حيث تعداد السكان. البلدية عاجزة عن تلبية احتياجات الشباب تؤكد شهادات شباب بلدية الكاليتوس، أن المجالس البلدية المتعاقبة على تسيير الشؤون المحلية منذ سنوات، لم تولِ اهتماما لهذه الفئة التي تشكل غالبية أفراد المجتمع، ولم توفر لها المرافق الجوارية اللازمة، وخير دليل على ذلك، المعلب البلدي الذي لا تزال أشغاله تراوح مكانها، رغم حرص مديرية الشباب والرياضة ومصالح ولاية الجزائر على إنهائه، حيث أنفقت أموالا طائلة في سبيل تجسيده، غير أن ذلك لم يتحقق لأكثر من خمس سنوات. وذكر لنا أحد شبان حي "صالامبي" المقابل لمقر البلدية، أن الملعب البلدي الذي بقي عبارة عن ورشة مفتوحة منذ سنوات، تثار حول "ملفه" عدة أسئلة، وفرضيات تؤكد أن مسؤولي قطاع الشباب والرياضة بالعاصمة، وجدوا مشاكل في أرضية الملعب التي لا تصلح لذلك، وأن شباب الحي يضطرون إلى استغلال أرضية تابعة لشركة "سوناطراك" قريبة من مقر البلدية، لممارسة كرة القدم والجري، بينما يخرج البعض الآخر على البطاح الترابية بالمزارع المجاورة لإجراء مقابلات في كرة القدم بين أبناء الأحياء، مثلما هو الحال بالنسبة لشباب حي 500 مسكن، الذين يستغل بعضهم إحدى الطرق بالحيين لتنظيم مقابلات، فيما يتنقل آخرون إلى إحدى المساحات الترابية القريبة من مقبرة سيدي امحمد المجاورة، لممارسة هواياتهم، علما أن الأحياء الواقعة غرب بلدية الكاليتوس تنعدم على مستواها المرافق الرياضية، ما عدا القاعة متعددة الرياضات التي تضم ملعب "ماتيكو" لممارسة كرة اليد. وحسب أبناء الحي دائما، فإن السلطات المحلية عجزت عن توفير هذه الفضاءات الشبانية، مثلما عجزت عن توفير أسواق جوارية، حيث يلجأ المواطنون إلى اقتناء حاجيتهم من الطاولات التي احتلت شوراع المدينة. أزيد من 60 جمعية رياضية تنتظر المرافق و"الماتيكو" ليس الحل أمام هذه الوضعية التي لا تبعث على الارتياح، يطالب شباب المنطقة مصالح ولاية الجزائر والوزارة المعنية، بالتدخل لرفع حالة الجمود عن المشاريع الشبانية، وأكبرها مشروع الملعب البلدي الذي ينتظره أبناء المنطقة على أحر من الجمر، ويذكر ممثلون عن الجمعيات الرياضية، أن هذا الغياب المحسوس في المرافق الرياضية يزيد في تفاقم الانحرافات الاجتماعية، جراء الفراغ القاتل. كما يقول شاب من حي "عدل" الذي ذكر لنا أن أبناءه دخلوا المستشفيات في حالات حرجة، جراء اللعب في هذه الفضاءات غير المهيأة، ويعترف بعض سكان الكاليتوس أن ما هو موجود من ملاعب "ماتيكو" لا تفي بالغرض المطلوب، هو نتاج سياسية عمرانية فوضوية وغير مدروسة على أسس صحيحة، ولم تراع فيها المقاييس العصرية للأحياء السكنية، التي يجب أن تتوفر على مختلف المرافق العمومية، ومنها الشبانية بشكل خاص. للإشارة، فقد طرحنا هذا المشكل على مسؤولي المجلس الشعبي البلدي بالكاليتوس، لإعطائنا معلومات وافية عن هذا الملف الحساس، لكن قيل لنا بأنه لا يتم التصريح إلا بإذن "المير" الذي لم يكلف أحد نفسه عناء الاتصال به.