شرع المرشحون للانتخابات الرئاسية القادمة ممن أعلنت وزارة الداخلية والجماعات المحلية سحبهم لاستمارات اكتتاب التوقيعات في حملة إقناع المواطنين بمنحهم توقيعاتهم كما ينص على ذلك القانون. ودخلت أحزاب مثل عهد 54 والجبهة الوطنية الجزائرية وحزب العمال في سباق مع الزمن رغم بعد المسافة الفاصلة مع إيداع تلك التوقيعات لدى مصالح الداخلية، وذلك لتجنب أي طارئ قد يحدث في اللحظات الأخيرة. وبيّنت حركة المناضلين في مقرات الأحزاب التي ترشح مسؤولها الأول لخوض الانتخابات ان هناك عملا جادا يتم في سياق رفع تحدي جمع التوقيعات 75 ألف من المواطنين أو 600 من المنتخبين المحليين في 25 ولاية. وخلال تنقلنا الى مقر عهد 54 الذي أعلن رئيسه السيد فوزي رباعين نيته الترشح للرئاسيات اتضح ان القيادة الوطنية شرعت بالفعل في التحرك ميدانيا لجمع التوقيعات حيث أبلغنا ان الجميع نزل الى الولايات للإشراف على العملية. وبالمقر الوطني للجبهة الوطنية الجزائرية فإن مسؤولي المكاتب الولائية للحزب استلموا جميعا "كوطتهم" من الاستمارات وشرعوا في تطبيق توجيهات رئيس الحزب موسى تواتي الذي يسعى الى جمع قدر كبير من التوقيعات حتى يتجنب اية مفاجأة عند تحقق وزارة الداخلية من صلاحية تلك التوقيعات. والحال ينطبق تماما على حزب العمال الذي لم تعلن أمينته العامة السيدة لوزيرة حنون الى غاية اليوم عن ترشحها رغم قيامها بسحب استمارات اكتتاب التوقيعات، حيث شرعت مكاتب الحزب بالولايات في التكفل بالعملية وفقا للشروط الجديدة المفروضة من طرف وزارة الداخلية، حيث فرضت ضوابط تخص نوع وطبيعة الاستمارات بشكل يلزم المترشحين التعامل بحذر شديد مع تلك الوثائق حتى لا تبذر أو لا يعاد نسخها، لأنها تحمل رقما تسلسليا ولونا خاصا بالاستمارة الموجهة للمنتخبين المحليين ولونا آخر بتلك الموجهة للمواطنين. وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت عن سحب سبعة مترشحين لاستمارات الاكتتاب ويتعلق الأمر بكل من الأمينة العامة لحزب العمال السيدة لويزة حنون، ورئيس الجبهة الوطنية الجزائرية السيد موسى تواتي ورئيس عهد 54 فوزي رباعين، ورئيس التجمع الجزائري السيد علي زغدود، ورئيس حركة الانفتاح السيد عمار بوعشة ورئيس حركة الأمل السيد محمد هادف، وانطلقت العملية منذ الثامن الشهر الجاري. ورفض ممثلو حزب عهد 54 وحزب العمال الحديث عن مدى تقدم عملية جمع التوقيعات باعتبار أن العملية لا تزال في بدايتها، لكن في الجهة المقابلة فإن قيادة الجبهة الوطنية الجزائرية تبدو في راحة من أمرها لإتمام العملية، وأكد رئيس لجنة النقل بالمجلس الشعبي الوطني ونائب الحزب بالبرلمان السيد عبد الله بن شاعة أن الحزب تمكن الى غاية اليوم من جمع أكثر من 1000 توقيع خاص بالمنتخبين من أصل أكثر من 1500 منتخب محلي ينتمون إلى الأفانا الذي جاء ثالثا في المحليات الماضية، وأن العملية بالنسبة للمواطنين متواصلة. وأكد المسؤول ان ترشح السيد موسى تواتي في الرئاسيات المقبلة بات محسوما بالنظر الى موقع الحزب في الساحة السياسية. وإذا كان حزب العمال غير معني بشكل كبير بهاجس جمع العدد الكافي من التوقيعات بالنظر الى تمثيله الانتخابي فإن الأسماء الأخرى المعلن ترشحها سيكون مسألة جمع التوقيعات بالنسبة لها مسألة عسيرة خاصة إذا علمنا أن كل الأسماء ليس لها تمثيل انتخابي باستثناء عهد 54 الذي يملك أقل من 20 منتخبا محليا. ومن هذا المنطلق يبدو أن الضغط سيكون أكبر على السيد فوزي رباعين الذي تنافس على كرسي الرئاسة في انتخابات 2004، عكس رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية السيد موسى تواتي الذي لم يجتز عقبة ال75 ألف توقيع في الرئاسيات الماضية، لكنه هذه المرة ضمن مشاركته بقدر كبير لما ارتقى الى المرتبة الثالثة من حيث عدد المقاعد في المجالس الشعبية البلدية والولائية.