* email * facebook * twitter * linkedin يكتفى حزب جبهة التحرير الوطني، في المرحلة الحالية بالقيام بحملات تحسيسية من أجل إقناع المواطنين بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة، بعدما فقد بوصلته فيما يتعلق بالتقدم لهذا الاستحقاق بسبب ضبابية المشهد، معلقا آماله على اتضاح الرؤية أكثر في المستقبل، والتي ستعقد على ضوئها دورة للجنة المركزية للفصل في صيغة المشاركة التي سيتخذها الحزب، سواء بتقديم فارسه أو مساندة أحد المترشحين، حسبما أكده عضو المكتب السياسي للحزب أحمد بومهدي ل"المساء"، ويأتي هذا في ظل وجود مساعي يقودها جناح داخل الحزب للدفع بعبد العزيز بلخادم للترشح للرئاسيات. وأكد بومهدي، أن أعضاء المكتب السياسي للحزب يكتفون في الوقت الراهن بعقد لقاءات جهوية مع المناضلين من أجل تحسيسهم بأهمية الانتخابات الرئاسية القادمة، والمشاركة فيها في انتظار فتح نقاش موسع في الدورة القادمة للجنة المركزية للحزب المقررة في الايام القادمة، للخروج بقرار جماعي يحدد الخيار النهائي الذي قد يكون بتقديم مرشح للحزب أو مساندة أحد المترشحين. وفي رده عن سؤال يتعلق بالدعوات المتكررة لبعض المناضلين وحتى النواب بتقديم مرشح للحزب، بالنظر للامتداد الذي يمثله هذا الأخير في المجالس المنتخبة المحلية والبلدية والوطنية، أوضح بومهدي، أن الأفلان لم يرشح منذ تأسيسه أي رئيس باسم الحزب باستثناء مترشح واحد هو الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، أما الرؤساء الآخرون «فبالرغم من كونهم كانوا ينتمون للحزب إلا أنهم ترشحوا أحرارا، كون منصب الرئيس يسقط الألوان السياسية من أجل تحقيق الإجماع الوطني حول شخصيته» من هذا المنطلق، استبعد محدثنا تقديم مرشح باسم الحزب، خاصة في المرحلة الراهنة قبل أن يضيف بأن «القرار النهائي يعود للجنة المركزية التي قد تختار مساندة مرشح دون الآخر أو تقديم مرشح للحزب.. وهو احتمال ضعيف». ويعتقد عضو المكتب السياسي أن الخارطة السياسية المتعلقة بنوعية المترشحين للرئاسيات لم تكتمل بعد ما يبقي موقف الحزب معلقا، إلى أن تتضح الرؤية التي سيتحدد على ضوئها الدور الذي سيلعبه الأفلان لإنجاح رئاسيات 12 ديسمبر القادم. من جانب آخر استبعد بومهدي، أن يتم انتخاب أمين عام جديد للحزب في الدورة القادمة للجنة المركزية «كون المؤتمر ال11 للحزب على الأبواب، ولم يبق على عقده سوى بضعة أشهر فقط»، مشيرا في سياق متصل إلى أن الأمين العام بالنيابة، أحمد صديقي، يسير أمور الحزب بالتشاور والتنسيق مع أعضاء المكتب السياسي والقياديين. انتخاب أمين عام جديد أولوية في سياق متصل يربط سيناتور الأفلان، عبد الوهاب بن زعيم، الضبابية التي تلف موقف الأفلان من الانتخابات الرئاسية القادمة ب»الأزمة التي يعيشها الحزب على مستوى قيادته، وفي مقدمتها غياب «أمين عام شرعي منتخب وحالة الشغور في المنصب»، على خلفية استدعاء الأمين العام للحزب محمد جميعي من قبل العدالة. وذكر بن زعيم في تصريح ل»المساء» أن «الأمين العام بالنيابة المكلف بتسيير الحزب الآن ليس له صلاحيات حسب القانون الأساسي للحزب تمكنه من استدعاء المكتب السياسي أو اللجنة المركزية»، ما يستوجب حسبه أولا انتخاب أمين عام جديد يتولي تسيير أمور الحزب وأخذ زمام المبادرة باستدعاء اللجنة المركزية ومن ثمة الفصل في موضوع الرئاسيات القادمة في أقرب الآجال». ويتحقق هذا المسعى حسب ذات المصدر من خلال تسليم الأمانة العامة للحزب للعضو الأكبر سنّا من أعضاء المكتب السياسي، لكي يتسنى له استدعاء اللجنة المركزية من أجل انتخاب أمين عام وفي نفس الوقت إبداء الموقف من الرئاسيات سواء بدعم برنامج مترشح معين أو تقديم مترشح قبل انتهاء موعد إيداع الترشيحات في 25 أكتوبر القادم. وبالمناسبة أكد بن زعيم، ضرورة «رص صفوف الحزب والالتزام بالقانون الأساسي وعدم التماطل والتلاعب، لأن المطلوب حسبه هو الوقوف والتجند لإنجاح الانتخابات خدمة للجمهورية». ويساند هذا الطرح الكثير من الوجوه الشابة داخل الحزب «خاصة بعد أن قدم غريم الحزب، الأرندي مرشحه في الرئاسيات، ممثلا في الأمين العام بالنيابة، عز الدين ميهوبي، فضلا عن المكاسب التي سيجنيها من المشاركة في الانتخابات القادمة» قناعة منهم أن الحزب حتى وإن كتب له الخسارة في الانتخابات، فإن حضوره سيخدمه سياسيا ويعيد له الاعتبار لدى الشعب بعد حملة التشويه التي طالته. الدعوة للدفع ببلخادم للترشح للرئاسيات في سياق ذي صلة، يعلق بعض المعارضين للقيادة الحالية للحزب وعدد من الأعضاء المبعدين أمالهم على إمكانية ترشح الأمين العام الأسبق للحزب عبد العزيز بلخادم، لرئاسيات 12 ديسمبر القادم، وهم يمثلون بدرجة كبيرة المقصيين من الأفلان من أعضاء المكتب السياسي السابقين و المنخرطون في ما كان يعرف بلجنة «الوفاء» التي كان يقودوها عبد رحمان بلعياط، وبعض النواب الذين وقفوا إلى صف رئيس المجلس الشعبي الوطني السابق معاذ بوشارب، فضلا عن أعضاء اللجنة المركزية الحاليين والسابقين، وحتى وزراء سابقين، غير أن بلخادم لم يحسم موقفه بعد ويفضّل الانتظار والترقب حسب الرد الذي قدمه للمناضلين الذين طلبوا منه الترشح، لا سيما في ظل انعدام المؤشرات التي توحي بإمكانية الفوز في هذا الاستحقاق، في ظل التغيرات التي فرضها الحراك الشعبي وتعهد المؤسسة العسكرية بالحياد التام والوقوف على نفس المسافة من جميع المترشحين للرئاسيات القادمة دون استثناء وضمانات الشفافية والنزاهة التي التزمت بها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات..وهي المعطيات التي ستلقي بظلالها على المترشحين مهما كانت امتداداتهم بدوائر السلطة سابقا.