* email * facebook * twitter * linkedin سجل قطاع الصحة ببومرداس خلال تسعة أشهر الماضية، أزيد من 1000 حالة اعتداء على ممارسي الصحة العمومية جلّها في مصالح الاستعجالات، منها 12 قضية أمام العدالة للبت فيها، كانت مصحوبة بتحطيم وسائل وأجهزة طبية، في الوقت الذي يؤكد المختصون أنه لا بد من تكثيف التوعية الصحية حول الفحص الطبي، ودور مصالح الاستعجالات بالضبط؛ إذ أصبحت مقصدا لطلب العلاج ضد الحمى أو أمراض جلدية أو حتى آلام الرأس.. تحدّث ممارسو الصحة العمومية ببومرداس عن استفحال ظاهرة الاعتداء على الطاقم الطبي وشبه الطبي بالمؤسسات العمومية للصحة، الذي يتراوح ما بين السب والشتم إلى الضرب والجرح وتحطيم العتاد الطبي وحتى الأبواب والنوافذ وغير ذلك، وقالوا إن هذه الظاهرة تحدث في القطاع العمومي دون القطاع الخاص في تناقض مفضوح، متسائلين عن السبب الذي يجعل المواطن يتطاول على الطبيب والممرض بالاستعجالات أو العيادات لأتفه الأسباب، وبالقطاع الخاص ينتظر الدور لساعات متتالية بدون أدنى شكوى، كما أنه يدفع حوالي 2000 دج ثمن الاستشارة المتخصصة محترما الدور والنظام العام، وهو بالعيادة العمومية يعالج بالمجان ولا يحترم دوره! والأدهى من ذلك يعتدي بالسب والشتم على الطاقم الطبي، أو بالضرب والجرح وحتى تحطيم عتاد طبي أو تخريب مصلحة ما! وفي هذا الصدد، كشفت مديرية الصحة والسكان أنه تم منذ الفاتح جانفي إلى 30 سبتمبر الماضي، تسجيل 1100 حالة اعتداء على ممارسي الصحة بمختلف المؤسسات الاستشفائية والصحية بالولاية، منها 12 قضية متواجدة أمام العدالة للفصل فيها، 11 منها مصحوبة بخسائر مادية؛ تحطيم عتاد وأجهزة طبية، بينما تختلف بقية الشكاوى ما بين سب وشتم وإهانة موظف أثناء تأدية عمله، إلى الضرب والجرح العمدي؛ سواء ضد طبيب أو ممرض أو عون أمن أو حتى ضد عاملة نظافة، إلى جانب الإخلال بالنظام العام، وزرع الفوضى والهلع وسط العمال والمرضى. تهديد بالسلاح الأبيض من أجل مهلوسات تقع أغلب الاعتداءات في مصالح الاستعجالات، تقول، من جهتها، الدكتورة حورية مزوان طبيبة رئيسة بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية "محمد بويحياوي"، معددة الأسباب بعدم احترام المواطنين الدور، والتأكيد على أن كل قاصد للمصلحة هو حالة استعجالية، وكذا الضغط الكبير المسجل بالاستعجالات، وأعطت رقما يوميا باستقبال الاستعجالات الرئيسة بمدينة بومرداس، حوالي 70 حالة مرضية يوميا، والضغط الأكبر يسجل ما بين الخامسة مساء والعاشرة ليلا، موضحة، بالمقابل، أن مصالح الاستعجالات اليوم أضحت تقوم بعمل شبيه بالكشف العام الممكن إجراؤه بالعيادات العمومية العادية، "ولما تأتي حالات استعجالية حقيقية ما بعد العاشرة ليلا يكون الطبيب المناوب متعبا بسبب ضغط الاستشارات، حيث لا يمكنه رفض الكشف عن مريض"، تقول الدكتورة مزوان، مضيفة تسجيل بالاستعجالات حالات ارتفاع حرارة الجسم أو الحمى، وظهور بثور على الوجه والتهاب اللوزتين أو حتى آلام الرأس، وهي حالات غير استعجالية، لكنها تسجَّل بصفة شبه يومية بمصلحة الاستعجالات الرئيسة، "وبمجرد أن نخبر المريض بذلك أو نوجّهه إلى العيادة يبدأ في الصياح والعويل والسب والشتم، وأحيانا يهدد بالضرب! كما لا يخفى عليكم أن معظم عمال الصحة من النساء يسهل على الآخرين تهديدهن"، وقالت إنها كانت ضحية التهديد بالسلاح الأبيض من طرف مواطن طلب منها تحرير وصفة طبية لمهلوسات "الفاليوم"، في الوقت الذي لا بد للطبيب المختص في الأمراض العقلية، أن يحرر الوصفة؛ ما قد يجعلها تحت المتابعة القضائية. ضرب بالسكين وإهانة عاملة نظافة من جهته، يتحدث نور الدين بوجمعي، وهو ممرض متمرس، عن وقوعه ضحية اعتداء بالضرب والجرح العمدي من طرف مرافقي مريض، في حادثة وقعت له باستعجالات مستشفى برج منايل سنة 2013 لما طلب منه أحد مرافقي مريضة، أن يهتم بوالدته التي كانت ضحية عنف منزلي، غير أن الممرض أجّل ذلك؛ إذ كان يقوم لحظتها بتخطيط لقلب مريض في 83 سنة في عمره، فلم يتقبل المواطن الرد وانهال ضربا هو وإخوته السبعة، على الممرض إلى حد جرحه بسكين في الخد؛ ما سبّّب له عجزا عن العمل أياما متتالية، متحدثا عن ظاهرة "المريض المتنزه"؛ أي الذي يتردد كل حين على الاستعجالات لأتفه الأسباب. حالة اعتداء أخرى سُجلت ضد إحدى المنظفات بالاستعجالات الطبية الجراحية، التي طلبت من أحد المواطنين التريث قليلا قبل الدخول؛ إذ كانت بصدد الانتهاء من التنظيف، فما كان منه سوى أن أفرغ الدلو عليها وهو يسب ويشتم فيها! للإشارة، تحصي ولاية بومرداس 23 نقطة مداومة طبية إضافة إلى استعجالات طب العظام بمدينة بومرداس و19 عيادة متعددة الخدمات و3 مؤسسات استشفائية (الثنية ودلس وبرج منايل)، ورغم ذلك تعاني من نقص الهياكل الصحية، لاسيما أنّ عدد السكان في تزايد؛ ما يتطلب إنجاز مستشفيات جديدة على الأقل بالدوائر الكبرى كبودواو وخميس الخشنة.