كشفت دراسة أنجزتها الجمعية الجزائرية لمرضى ارتفاع الضغط الشرياني خلال سنة 2008، أن سكان الجنوب الجزائري معرضون للإصابة بارتفاع الضغط الشرياني أكثر من سكان الشمال، وتحمل هذه الدراسة التي اشرف عليها الاستاذ محمد تمار من القطاع الصحي لغرداية، اسم "واحة 2"، بمشاركة عدة فرق طبية ومديريات الصحة لبعض ولايات الجنوب، وشملت الدراسة عينة تتكون من 1346 شخص، 1072 منهم خضعوا لتحاليل طبية و94 تخلوا عن المتابعة الطبية بعد تغيير عناوين سكناهم وتوفي 143 من بينهم دون أن تحدد الدراسة سبب الوفاة. وجاءت دراسة "واحة 2" بعد إنجاز الدراسة الاولى "واحة 1" خلال سنة 2001، التي اثبتت أن ارتفاع ضغط الدم عند سكان الجنوب بلغت نسبة 44% وبلغت نسبة ارتفاع ضغط الدم عند سكان المنطقة - حسب دراسة "واحة 2" - 69 بالمائة وتنتشر عند النساء بنسبة 45 بالمائة. وبينت الدراسة أن 296 شخص تلقوا علاجا مناسبا أي بزيادة واهتمام أكثر بنسبة 40? مقارنة بما تلقاه الاشخاص الذين خضعوا للعلاج في الدراسة الاولى، ولم يتمكن الاطباء من احداث استقرار ضغط الدم إلا عند 18 بالمائة منهم. وسجلت الدراسة ارتفاع الضغط الشرياني عند سكان الجنوب خلال السنوات الاخيرة، مقارنة بسنوات الاحتلال الفرنسي استنادا الى السجلات الطبية بتلك الفترة. وأرجع المشرفون على الدراسة الإصابة بارتفاع الضغط الشرياني بمناطق الجنوب، الى ارتفاع نسبة الملوحة بالماء الشروب وانتشار الاصابة بأمراض الكلى وعوامل وراثية وبيئية، بالإضافة الى النمط الغذائي غير المتوازن وعدم تأقلم السكان مع النمط الغذائي العصري. وأوصى المجتمعون بضرورة اعادة بعث البرامج الوطنية الوقائية، مع تطبيقها حسب خصوصية كل منطقة، وتحسين السلك الطبي وشبه الطبي حول ضرورة التكفل بأمراض الضغط الشرياني الذي يصيب نسبة 35% من السكان الجزائريين بصفة عامة، بالاضافة الى التخفيض من نسبة استهلاك الملح. للتذكير، كانت اشغال الملتقي الدولي السابع لمرض ارتفاع ضغط الدم قد افتتحت يوم الجمعة بولاية تمنراست بمشاركة أكثر من 400 طبيب من مختلف مناطق البلاد وفي عدة اختصاصات، وكان قد ركز رئيس الجمعية الجزائرية لمرض ارتفاع ضغط الدم، السيد عبد الكريم براح، خلال هذا اللقاء العلمي، على اهمية التكفل بهذا المرض الذي يشهد ارتفاعا واسعا في المجتمع الجزائري على غرار دول العالم الأخرى.