* email * facebook * twitter * linkedin حاز المبتكر الصغير ابن مدينة المسيلة المعتصم بالله بوسعدية، على الجائزة الأولى في مسابقة الإبداع والابتكار العلمي باختراعه منزلا ذكيا بمقاييس علمية متطورة، تحميه من السرقة، وتحمي قاطنيه من الموت اختناقا بالغاز، يتم التحكم فيه عن بعد بالاعتماد على الهاتف النقال. وعن اختراعه وطموحاته المستقبلة كان هذا اللقاء. رغم أن المعتصم بالله لايزال تلميذا في الطور الابتدائي، إلا أن هوسه بعالم الابتكار والاختراع ظهر مبكرا؛ الأمر الذي تفطن له والداه، اللذان سارعا لاحتوائه من خلال إلحاقه بجمعية تهتم بتطوير مهارات الأطفال في عالم الاختراع. ولأن ابن مدينة المسيلة كان شديد الذكاء كان من السهل تنمية مهاراته وتطويرها؛ ما جعله ينجح ويحقق المراتب الأولى في معظم المسابقات التي شارك فيها، والتي كان آخرها الطبعة الثانية من مسابقة الإبداع العلمي، التي بادرت الجمعية الولائية للإبداع والابتكار العلمي، بتنظيمها في ولاية المسيلة. وعرفت مشاركة 17 مبتكرا من فئة الأطفال، أبدعوا في تقديم نماذج مختلفة لاختراعات تنافست فيما بينها، على غرار المزرعة الذكية والمنزل الذكي، والتي أذهلت لجنة التحكيم خلال مناقشة الابتكار. وفي دردشته مع "المساء" أوضح المخترع الصغير أن الدافع إلى مشاركته في المسابقة بطبعتها الثانية، هو الرغبة في إظهار ما يمكنه القيام به، حيث اختار هذه المرة أن يقدم نموذجا لمنزل مصغر مزود بآلية، تجعله غير قابل للسرقة، ويقدّم الحماية لقاطنيه من احتمال الموت اختناقا بالغاز. وحسبه، فإن التفكير في هذا الاختيار جاء بعد أن تأثر بعدد من الأشخاص الذين يموتون اختناقا بالغاز في غفلة منهم. وبعد أن تكونت لديه الفكرة قرر مباشرة تنفيذها، حيث جمع ما يلزم من العتاد، وبالاعتماد على التكنلوجيا وما تقدمه من معلومات وعلى الهاتف الذكي، تمكن من تصميم منزل صغير يحتوي على بعض التقنيات، التي تجعله مؤمَّنا ضد السرقة، ويقدم تنبيهات عند وجود أي تسرب للغاز. وحاز بالمناسبة على بعض المساعدة من والديه لإعطاء المنزل الشكل الذي يقدمه به للمسابقة. الحصول على المرتبة الأولى في المنافسة، حسب المخترع معتصم، ما هو إلا بداية في طريق طويل ينتظره؛ لأن طموحاته أكبر من مجرد المشاركة في مسابقة والفوز فيها؛ يقول إنه يرغب في تنمية مهاراته، وتقديم ابتكارات يمكن الاستفادة منها في الحياة اليومية للمجتمع، غير أن الإشكال الوحيد الذي يواجهه هو قلة الإمكانيات، خاصة أن عالم الابتكار يحتاج لأن يكون المبتكر مكونا تكوينا جيدا في مجال الإلكترونيك، وهذا النوع من التكوينات يتطلب إمكانيات كبيرة تتجاوز قدرته المالية وحتى إمكانيات الجمعية، التي تظل هي الأخرى محدودة. ويتطلع المبتكر الصغير معتصم بالله بعد أن ينهي دراسته، لأن يكون طيارا في المستقبل. ويأمل، بفضل دعم الجمعية التي يتكون فيها، أن يتمكن من تحقيق العديد من المشاريع التي يرغب في إنجازها، ومنها طرح نموذج مصغر لبنك غير قابل للسرقة. وبالمناسبة وجّه رسالة إلى كل الأطفال للاهتمام بمواهبهم التي تعكس شخصيتهم، والتي يمكن أن تكون هي مستقبلهم. وفي دردشتنا مع والدة المعتصم أوضحت أن الجزائر تحوي العديد من المواهب الشابة التي تحتاج الى مرافقة ومتابعة، ولعل المسابقة التي تم تنظيمها بالمسيلة كشفت عما يمكن للأطفال الموهوبين تقديمه؛ ما يعني أن أبناءنا في أمسّ الحاجة إلى من يهتم بمواهبهم، خاصة أن بعض المواهب تحتاج إلى موارد مالية كبيرة، مشيرة إلى أن قلة الإمكانيات جعلت ابنها غير قادر على المشاركة في مسابقة الابتكار التي احتضنتها تونس مؤخرا، وهي تتمنى من الجهات المعنية التدخل لاحتضان هذه المواهب ودعمها.