* email * facebook * twitter * linkedin يرتقب أن تلجأ منظمة الدول المصدرة للنفط في الأيام المقبلة الى تعميق تخفيضات إنتاجها، حتى وإن لم تسر روسيا في نفس هذا النهج، رغم أنها الحليف الاكبر للمنظمة في اتفاق خفض الانتاج منذ 2016. وتعمل الجزائر التي ترأس أوبك هذه السنة على دفع جميع الأطراف إلى البحث عن حلول تتيح احداث توازن في السوق النفطية العالمية، واسعار تخدم المنتجين والمستهلكين معا. ويبدو أن هذا الاتجاه الذي ستتم دراسته في اجتماعات "أوبك" هذا الشهر، هو الغالب، حسبما أوضحته مصادر من المنظمة لوكالات أنباء أجنبية، مشيرة الى أن هذا القرار بخفض آخر لمعروض النفط هذا الأسبوع الذي تؤيده العربية السعودية بشدة، سيتم "بدعم روسيا أو دونه"، والهدف هو طبعا وقف التراجع الكبير الذي عرفته اسعار النفط، على خلفية الانتشار الواسع لفيروس كورونا واتساع رقعته في الكثير من الدول. وتعارض موسكو تعميق قيود الإنتاج، من باب أن ذلك لن يكون نافعا، لإنعاش الطلب على النفط، فضلا عن كون روسيا ترى أن الاسعار الحالية، حتى بعد انخفاضها لا تشكل عبئا على ميزانيتها، بل على العكس هي "مقبولة" كما قال الرئيس فلاديمير بوتين، الذي اعتبر ان روسيا تملك الموارد المالية الكافية لمواجهة أي تدهور في الاقتصاد العالمي. وانخفضت أسعار النفط الى مستويات غير مسبوقة منذ 2016، بعد أن زاد اتساع رقعة فيروس كورونا، ما أدى إلى عزل مدن بكاملها ليس في الصين فقط بل حتى في أوروبا ولاسيما ايطاليا التي تشهد حاليا أكبر عدد من المصابين في هذه القارة، فضلا عن ارتفاع عدد المصابين في بلدان أخرى ومنها الولاياتالمتحدةالامريكية. هذا الوضع أدى الى تراجع في الطلب على النفط، وبالتالي في تراجع الاسعار، أمام وجود وفرة في العرض، بالرغم من الاجراءات التي تقررت سابقا على مستوى "أوبك+" في شهر فيفري الماضي، الذي تم خلاله تنظيم ندوة استثنائية بسبب تداعيات كورونا، أفضى إلى اتخاذ قرارا بتمديد اتفاق خفض الانتاج وكذا تقليص المعروض. وفقدت أسعار خام برنت نحو 23 بالمئة من قيمتها منذ إعلان الصين عن تفشي فيروس "كورونا" المستجد في البلاد، في 23 جانفي الماضي. وأغلقت أسعار النفط الخام، الجمعة، عند 50,08 دولارا بالنسبة لبرميل خام برنت، نزولا من تعاملات 23 جانفي الماضي البالغة 65 دولارا للبرميل. ويجتمع تحالف "أوبك +" على مستوى وزراء النفط والطاقة الخميس المقبل،لبحث مصير اتفاق خفض الإنتاج الذي ينتهي في 30 الشهر الجاري، ولبحث تنفيذ خطوات إضافية لمنع هبوط أكبر في الأسعار. وطبق تحالف (أوبك+)، منذ مطلع 2019، اتفاقا لخفض الإنتاج بواقع 1,2 مليون برميل يوميا، قبل تعميق الخفض إلى 1,7 مليون برميل يوميا حتى نهاية الشهر الحالي.