* email * facebook * twitter * linkedin بدأ، أمس، تداول اسم الدبلوماسية الأممية ستيفاني ويليامز مساعدة المبعوث الأممي إلى ليبيا المكلفة بالشؤون السياسية لخلافة غسان سلامة الذي قدم مساء الاثنين استقالته من منصبه كمبعوث خاص إلى ليبيا "لأسباب صحية"، في وقت أكدت فيه مصادر أخرى أن ويليامز ستكلف فقط بستيير المرحلة المقبلة إلى غاية تعيين مبعوث أممي خاص جديد ممن لم يسبق لهم العمل في ليبيا. وباستقالة سلامة تكون الأزمة الليبية قد استهلكت سبعة مبعوثين أمميين ضمن قائمة تبقى مفتوحة لأسماء شخصيات أخرى على اعتبار أن كل الذين تداولوا على هذه المهمة الشاقة والمعقدة وجدوا أنفسهم أمام نفس جدار الصد الذي أقامته الأطراف الخارجية المتطاحنة على الساحة الليبية بوقوفها مع هذا الجناح أو ذاك مما جعل الأممالمتحدة تجد نفسها تسبح عكس تيار أزمة جارفة توشك أن تغرق كل المنطقة في الفوضى الشاملة. والمؤكد أن كل المبعوثين الأمميين الذين تعاقبوا على تسيير ملف الأزمة الليبية كان يحدوهم الأمل في تحقيق النجاح حيث فشل من سبقوهم، ولكنهم ما يلبثوا أن يقتنعوا بأن مهمتهم آيلة حتما إلى نفس المصير مما يجعلهم في النهاية يعترفون بفشلهم بمبررات مختلفة. وحتى غسان سلامة المتمرس في الوساطات والمساعي الحميدة أدرك بعد قرابة ثلاث سنوات من تكليفه بمهمته أنه سيفشل إلا أنه فضل عدم الإفصاح عن الأسباب الحقيقية لذلك ووجد في مبرر المتاعب الصحية طريقة لتبرير انسحابه. وبالعودة إلى تصريحات سلامة الأخيرة التي أدلى بها في طرابلس أو جنيف أو أمام أعضاء مجلس الأمن في جلسات مباشرة أو من خلال محاضرات عن بعد يتضح أن فكرة استقالته اختمرت في ذهنه وانتظر فقط المناسبة المواتية للإعلان عنها. وبدأت متاعب سلامة في ليبيا عندما اصطدم بالرفض الذي أبداه تجاهه اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي اتهمه بالانحياز إلى جانب غريمه فايز السراج رافضا التعامل معه، وبطريقة آلية مع كل الهيئة الأممية، وهو ما جعل مهمته تبدو عرجاء وتسير في اتجاه واحد مما أفقدها فعاليتها. وأكد الدبلوماسي الأممي المستقيل في تلميحات سابقة وتصريحات علنية أن حفتر لم يبد أي استعداد للتعاون معه مستنتجا أن قائد الجيش الوطني الليبي طعنه في الظهر عندما شن هجومه على طرابلس في الرابع أفريل من العام الماضي في نفس اليوم الذي كان فيه الأمين العام الأممي انطونيو غوتيريس يستعد للتوجه إلى شرق ليبيا لعقد لقاء معه بعد لقائه مع غريمه فايز السراج تمهيدا لأول ندوة مصالحة وطنية بين كل الأطراف الليبية بمدينة غدامس في جنوب البلاد. وشكل حينها تحديد موعد الندوة أكبر اختراق دبلوماسي يحققه المبعوث الأممي على طريق إنهاء الأزمة الليبية قبل أن تنهار مساعيه وفتح ذلك الطريق واسعا أمام فوضى السلاح والاقتتال. وتأسف سلامة حينها لذهاب الجهود التي بذلها على مدار أكثر من عام تحضيرا لتك الندوة ادراج الرياح، خاصة وأن تلك الندوة كان من بين نقاط جدول أعمالها وضع الإطار العام لورقة طريق إخراج ليبيا من حالة الفوضى التي تعيشها. ورغم ذلك اصر غسان سلامة على مواصلة مساعيه على كل المستويات بداخل ليبيا ومع دول الجوار وعلى الصعيد الدولي ونجح في عقد ندوات في باريس وروما وبرلين لكنه كان في قرارة نفسه مقتنعا بأن توالي هذه الندوات بقدر ما كانت توحي بأنها تساعد على تسوية الأزمة بقدر ما كانت سببا في تمييعها وتشابك خيوطها خاصة عندما خرجت من إطارها الداخلي والإقليمي لتصبح أزمة مدولة. وعكست إثارة سلامة قبل أسبوعين النفاق السياسي لقوى متورطة في الأزمة الليبية، بل وتعمل على صب الزيت على النار، أنه سئم التحرك في دائرة مفرغة ودون نتيجة عملية على طريق تسوية الأزمة الليبية التي كانت تعقيداتها تتزايد من ندوة إلى أخرى نتيجة الصراع الخفي بين هذه القوى وجدت في سياسة إغراق ليبيا بالأسلحة والمرتزقة وسيلة لتمرير مواقفها عبر حرب بالوكالة تكفل الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر وقوات حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج على تنفيذها لصالح أجندات وحسابات قوى دولية لم تعد ترى في الوضع الليبي أزمة يجب العمل على تسويتها بقدر ما ترى فيه فرصة لإيجاد موطأ قدم لها في أحد اغنى البلدان الإفريقية وأهمية استراتيجية. وهو واقع قائم وجدت الأممالمتحدة نفسها فيه الحلقة الاضعف وجعل مساعيها تنتهي إلى نفس النتيجة التي انتهت اليها جهود الدبلوماسي اللبناني المستقيل، وهي حقيقة تجعل تعيين مبعوث جديد غير ذي جدوى مالم تغير القوى المتورطة في هذه الأزمة مواقفها وتساعد المجموعة الدولية في حل مأزق مرشح لأن يتحول إلى بؤرة صراع دولي مع كل تداعياته الكارثية. ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------ حكومة الوفاق تطالب بمواصلة الجهود الأممية لإنهاء الحرب الأهلية وجهت حكومة الوفاق الوطني الليبية بقيادة الوزير الاول فايز السراج والموجود مقرها بالعاصمة طرابلس نداء باتجاه المجموعة الدولية لمواصلة جهودها لتحقيق السلام المنشود في ليبيا. وحثت وزارة الخارجية الليبية في بيان أصدرته أمس، المجموعة الدولية إلى احترام التزاماتها باتجاه الشعب الليبي والعمل من أجل إحلال الامن والاستقرار في ليبيا في أول رد فعل لها بعد اعلان، غسان سلامة المبعوث الاممي الخاص استقالته. وطالبت الحكومة الليبية في نفس السياق، الدول الكبرى إلى ممارسة ضغوط أكبر على قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، لإرغامها على وقف هجوماتها على العاصمة طرابلس ومختلف المدن الليبية الاخرى. وعبرت الوزارة، بعد أن أكدت أنها أخذت علما باستقالة غسان سلامة، عن املها في ان تنتهي جهود الاممالمتحدة بالتوصل الى وضع حد للقتال والتدخلات الاجنبية التي اكدت انها زادت في زعزعة استقرار ليبيا وعمقت الخلافات الداخلية وحالت دون التوصل الى تسوية نهائية للازمة الليبية بعد عشر سنوات منذ اندلاعها. ق. د