شكل دفع التعاون الجزائريالتونسي في المجال البرلماني وتعزيز العلاقات الثنائية "الممتازة" محور جلسة العمل التي ترأسها رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح أول أمس بتونس مناصفة مع رئيس غرفة المستشارين التونسيين السيد عبد الله الكلال. وكان اللقاء الذي توسع ليشمل وفدي البلدين فرصة للتأكيد على عمق ونوعية الروابط التاريخية التي تجمع البلدين وإرادتهما المشتركة في دفعها في شتى المجالات. وتطرق الطرفان بالمناسبة إلى التاريخ المشترك للبلدين مذكرين بإحياء منذ أسبوع لأحداث ساقية سيدي يوسف التي امتزجت فيها دماء شعبي البلدين كما تطرقا إلى المصير المشترك للبلدين في إطار بناء الصرح المغاربي في ظل ظرف دولي تميزه التكتلات الجهوية. وأبرز السيدان بن صالح والكلال ضرورة ترسيخ علاقات التعاون والتشاور على مختلف الأصعدة من أجل رفع هذه العلاقات إلى مستوى الإرادة السياسية التي تحذو مسؤولي البلدين. كما أشار الطرفان إلى أن نتائج الدورة الأخيرة للجنة الكبرى المختلطة التي انعقدت شهر ديسمبر الفارط بتونس من بينها الإتفاق التجاري التفاضلي تترجم إرادة البلدين في تحفيز وتشجيع التعاون. وقدم السيد بن صالح عرضا حول البناء الديمقراطي بالجزائر واستتباب الأمن وعودة الإستقرار وتحسين مؤشراتها الإقتصادية والتنموية وعودة ديناميكية البناء والتشييد المتعدد القطاعات كما تطرق إلى تفاعل الجزائر مع الأزمة المالية والإقتصادية العالمية. وتطرق من جهة أخرى إلى المشاركة المنتظرة لتونس في ورشة الإنجاز الكبيرة المفتوحة بالجزائر في إطار مبدأ رابح-رابح وإلى التعاون بين البلدين في تنسيق وجهات نظرهما بالمحافل الدولية. كما دعا رئيس مجلس الأمة إلى تعزيز التعاون البرلماني من خلال تبادل الزيارات والوثائق والنشاطات العلمية والثقافية مؤكدا في هذا السياق على ضرورة وضع آلية (مجموعة أخوة أو صداقة برلمانية) تؤطر هذا التعاون. وشرع رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح اول امس في زيارة عمل إلى تونس تدوم إلى غاية يوم الخميس بدعوة من نظيره التونسي. وسيقوم السيد بن صالح خلال هذه الزيارة بمحادثات مع العديد من المسؤولين السامين التونسيين حول وضع وآفاق التعاون الثنائي لا سيما على الصعيد البرلماني والمسائل الإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك. كما يتضمن برنامج زيارة رئيس مجلس الأمة لقاء يجمعه اليوم بأعضاء الجالية الجزائرية المقيمة في تونس.