* email * facebook * twitter * linkedin رغم حداثة نشأتها تبقى أكاديمية تلمسان لكرة القدم من أنشط الأكاديميات الرياضية في بلادنا، وتكاد تكون في الوقت الراهن بمثابة القاطرة التي تجر العربة في مجال تكوين الفئات الشبانية في هذه الرياضة الشعبية؛ لما اكتسبته من خبرة جيدة في تربية النشء الكروي وصقل موهبته في هذه الرياضة. وتكمن قوة أكاديمية تلمسان بشكل خاص، في توفرها على مؤطرين رياضيين يجرون وراءهم خبرة طويلة في ممارسة كرة القدم، اكتسبوها على مستوى عال من المنافسة، على غرار اللاعب الدولي السابق رفيق بتاج ورفيقيه السابقين في وداد تلمسان الغوثي ولحول الذي يشغل في أكاديمية تلمسان منصب مدير فني، وتقنيين آخرين أضافوا لمستهم في الرعاية الرياضية لمنتسبي هذه الأكاديمية. كان ل "المساء" اتصال بمدير أكاديمية تلمسان سيدي محمد كازي طاني، الذي شرح لنا وضعية هذه المؤسسة الرياضية التي يسيرها بالقول: "لقد كانت ولاية تلمسان في أمس الحاجة إلى إنشاء هذه الأكاديمية التي فتحت أبوابها في 2015، أي أن عمرها الزمني قصير جدا، لكن يمكن القول إننا قطعنا أشواطا كبيرة في تربية النشء الرياضي، لأن مؤسستنا الرياضية كسائر الأكاديميات المتواجدة عبر الوطن، تضم في صفوفها الفئات الصغرى فقط، تخضع لحصص تدريبية مدروسة وبطرق رياضية فيها كثير من الحداثة والعصرنة في مجال توجيه لاعب كرة القدم كي يشق طريقه في الاحتراف بعد بلوغه فئة الأكابر". وعلى عكس كثير من أكاديميات كرة القدم الكثيرة الموجودة عبر التراب الوطني، فإن مسيري أكاديمية تلمسان منعوا عن أنفسهم تحويل لاعبيهم الشبان إلى أندية أخرى بمقابل مالي. ويقول في هذا الشأن محدثنا: "صراحة، أتأسف عندما أرى أن بعض أكاديمياتنا الرياضية تتاجر عن طريق تحويل اللاعبين المنتمين للأصناف الصغرى نحو أندية أخرى. بالنسبة لنا، امتنعنا عن اللجوء إلى مثل هذه الإجراءات التي نعتبرها سلوكات تتنافى مع تربية النشء الجديد في رياضة كرة القدم. وعلى سبيل المثال قمنا بتحويل لاعبين شبان تابعين لأكاديميتنا بدون مقابل مالي، نحو أكاديميتي وهران وبلعباس بعدما رحلت عائلاتهم إلى هاتين الولاتين، وهذا للسماح لهم بالاستمرار في مواصلة مشوارهم الرياضي. أظن أن من الأجدر بكل الأكاديميات الرياضية المتواجدة عبر التراب الوطني، توطيد علاقاتها فيما بينها من أجل تطوير نوعية العمل، وتكريس تقاليد رياضية تخدم نجاحها وديمومتها في المستقبل". وأضاف كازي طاني أن الأكاديمية الرياضية التي يشرف على تسييرها في تلمسان، لا تستفيد من أي ميزانية خاصة، فهي تسير، حسب أقواله، بفضل صدقات ومساعدات مالية يقدمها محسنون يحبون الرياضة، منهم رجال أعمال وتجار خواص؛ "إلى حد الآن لم نودع أي ملف في الولاية أو لدى الهيئات الرياضية للحصول على إعانات بسبب غياب قوانين تفرض تقديم المساعدات المالية للأكاديميات الرياضية. والتسيير المالي لأكاديميتنا مربوط بما يقدمه المحسنون الذين يحبون الرياضة"، قال محدثنا، الذي أشار أيضا إلى أن إدارة الأكاديمية أقل ما تطلبه من الفئات الشبانية التي تتكون عندها، هو تقديم ألف وخمسة مائة سنتيم في الشهر، وهي قيمة مالية تسمح فقط، حسب محدثنا، بتغطية بعض الحاجيات التي تفيد في خلق ظروف عمل ممتازة داخل الأكاديمية، بينما يستفيد المدربون في الأكاديمية من منح مالية رمزية نظير العمل الكبير الذي ينجزونه. ويحاول مسيّرو أكاديمية تلمسان رفع مستوى فئاتهم الشبانية من خلال إشراكها في دورات دولية كتلك التي قادتها إلى تونس والمغرب، وكانت تجارب مفيدة جدا حسب سيدي محمد كازي طاني، الذي قال إنه يحاول مع أعوانه في إدارة الأكاديمية، استغلال كل الفرص لكي تحتك فئاتها الشبانية مع المستوى العالمي. وذكر في هذا الصدد أن أكاديمية تلمسان لها مشروع طموح، يتمثل في إمكانية تنظيم كأس عالمية لأكاديميات كرة القدم بعاصمة الزيانيين، حيث كشف محدثنا عن الاتصال بعدة أكاديميات عبر العالم، وأنه تلقّى موافقتها للمشاركة في هذه الكأس. وتمنى سيدي محمد كازي طاني أن يتبلور هذا المشروع في الميدان من خلال حصول أكاديميته على التشجيع والضوء الأخضر من السلطات الولائية ووزارة الشباب والرياضة، وحتى من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم.